تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق 1-2
{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }
قرأ بعض القراء: (ملك يوم الدين) وقرأ آخرون: (مالك) وكلاهما صحيح متواتر في السبع، ويقال: ملك بكسر اللام وبإسكانها، ويقال: مليك أيضاً. وأشبع نافع كسرة الكاف، فقرأ: (ملكي يوم الدين) وقد رجح كلاً من القراءتين مرجحون من حيث المعنى، وكلتاهما صحيحة حسنة، ورجح الزمخشري ملك؛ لأنها قراءة أهل الحرمين، ولقوله:
{ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } [غافر40: 16] وقوله:
{ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ } [الأنعام6: 73]
وحكي عن أبي حنيفة أنه قرأ: { مَلَكَ يَوْمَ الدينِ } على أنه فعل وفاعل ومفعول، وهذا شاذ غريب جداً وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئاً غريباً حيث قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الوهاب بن عدي بن الفضل عن أبي المطرف عن ابن شهاب أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرؤون: (مالك يوم الدين) قال ابن شهاب وأول من أحدث " ملك " مروان (قلت) مروان عنده علم بصحة ما قرأه لم يطلع عليه ابن شهاب والله أعلم. وقد روي من طرق متعددة أوردها ابن مردويه أن رسول لله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها: (مالك يوم الدين) ومالك مأخوذ من الملك كما قال تعالى:
-1-
-2-