عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 12-01-2009
موسى أحمد الزغاري موسى أحمد الزغاري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 154
افتراضي رد: 003 - سورة آل عمران

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } آل عمران 26 .

الآية الكريمة تصور قدرة الله تعالى في أوسع معانيها ، وسلطانه في أكمل مظاهره ، فجمعت بين الضدين ، وحكمت بأنَّه يقدر على الأمرين جميعاً :
الإيتاء والنزع ، والإعزاز والإذلال ، وذِكْرُ المقابل الذي لا محيص عنه ؛ لكمال القدرة ، وسعة السلطان ، إذ قد يقدر على الإيتاء لكنه قد يعجز عن النزع ، وقد يستطيع أن يُعِزَّ لكنه لا يقدر على الإذلال ، ومع ذلك يُمكن أن يُوصف بالقدرة ، لكن قدرته غير تامة وسلطانه غير شامل ، فإذا كان الوصف لله تعالى أدركنا ضرورة اجتماع الضدين ، لتكتمل الصورة ن ويسمو المعنى ويعظُم السلطان .
فاجتماع الضِّدين من الحلى البديعية التي سمَّاهُ البلاغيون (( الطِّباق )) لأن المُتكلم طابق بين الضِّدَين .

فالطِّباق في اللغة : مأخوذ من طابق البعير في مشيه إذا وضع خُفَّ رِجله موضع خُفَّ يده . وفي الاصطِلاح : هي الجمع بين الشيء وضِدِّه . انتهى
من كتاب : البديع في ضوء أساليب القرآن للدكتور عبد الفتاح لاشين .



طيِّب لماذ قال الله تعالى هنا { بِيَدِكَ الْخَيْرُ } ولم يقُل بيدك الخير والشر ؟ على سبيل الطِّباق .


قال النقاش: { بيدك الخير } أي النصر والغنيمة فحذف لدلالة أحدهما .

وقال أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير المُحيط :
{ بيدك الخير } أي: بقدرتك وتصديقك وقع الخير، ويستحيل وجود اليد بمعنى الجارحة لله تعالى.

قيل: المعنى والشر، نحو: تقيكم الحرّ، أي والبرد. وحذف المعطوف جائز لفهم المعنى، إذ أحد الضدين يفهم منه الآخر، وهو تعالى قد ذكر إيتاء الملك ونزعه، والإعزاز والإذلال، وذلك خير لناس وشر لآخرين، فلذلك كان التقدير: بيدك الخير والشر، ثم ختمها بقوله { إنك على كل شيء قدير } فجاء بهذا العام المندرج تحته الأوصاف السابقة، وجمع الخيور والشرور، وفي الاقتصار على ذكر الخير تعليم لنا كيف نمدح بأن نذكر أفضل الخصال.


وقال ابن عطية: خص الخير بالذكر، وهو تعالى بيده كل شيء، إذ الآية في معنى دعاء ورغبة، فكان المعنى: { بيدك الخير } فأجْزِلْ حَظي منه.

وقال الراغب: لما كانت في الحمد والشكر لا للحكم، ذكر الخير إذ هو المشكور عليه.

وقال الرازي: الخير فيه الألف واللام الدالة على العموم ، وتقديم: بيدك، يدل على الحصر، فدل على أن لا خير إلاَّ بيده . .


وعليه ومما سبق يتبين لنا ؛ أنَّ الحذف صار لدلالة أحدهما على الآخر ،وتمَّ تقديم كلمة (( بيدك )) على الخير للحصر ؛ فلم يقُل الخير بيدك . أي لحصر الخير كله بيد الله تعالى وحده .
__________________
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) } البقرة


أستغفر الله العظيم رب العرش العظيم
رد مع اقتباس