عرض مشاركة واحدة
 
  #4  
قديم 01-06-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: 003 - سورة آل عمران

الأربعاء 21 محرم 1431


يا أهل التأويل
جزاكم الله خيراً
هل من تبسيط وشرح
ـــــــــــــــــ
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا

وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾

(55) آل عمران


اخى الكريم

الآيات لن يستطع احد ان يصل الى مدلولها الى يوم القيامة لكن هناك مؤشرات يمكن اخذها فى الاعتبار لتبسيط المعنى.

لا بد ان نستحضر ان المسيح عليه السلام ما زال حيا وكان حيا فى فترة حياة النبى ...لكنها حياة لا نعرف كنهها.

هذا الوضع الفريد فى تاريخ الرسل يجعل للمسيح اتباع الى يوم القيامة وان كان ليس هناك صلة بينه وبين اتباعه الا ما كان من رسالته قبل ان يرفع.

لفظ: " توفى" لا يعنى الموت – وان كان يستعمل فى احد اوجهه ليرمز للموت. لكن "وفى" تعنى اتم واكمل..منها الوفاء بالعهد.

"انى متوفيك" اغلب الظن تعنى منهيا رسالتك ودورك كنبى بين قومك.

بعد ذلك رفعه الله تعالى اليه فى عالم لا يمكننا استيعابه – عالم غيبى .

عودة المسيح عليه السلام ستكون حدثا آخرا يعلن فيها المسيح صدق رسالة محمد فيتميز العالم بين مسلم وكافر..الى ذلك الحين فان النصارى لهم وضع خاص فى السياق القرآنى قد يصعب استيعابه لكن لا يعقل تجاوزه.

"ومطهرك من الذين كفروا": اغلب الظن تشير الى الاكاذيب والبهتان الذى نسب الى المسيح وامه الصديقة ومحاولة تلويثهم اخلاقيا واجتماعيا وعقائديا من قبل اليهود الذين رفضوا قبوله كنبى ورسول (المسيح)....

"الذين كفروا" هنا تشير الى اؤلئك الذين كفروا به وكانت رسالته اصلا موجهة اليهم..ولا تعنى عموم الكفار فى كل زمان ومكان.


"وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة" تحتاج لتدبر اكثر دقة:

فى مقال عرض فى الملتقى للدكتور محمد عمارة – اعتقد عنوانه كان: المنهج القرآنى, صنف محمد عمارة البشر حسب تصنيف القرآن لهم من حيث الاعتقاد...اقتبس منه هذا الملخص:


المشركون ليسوا سواء: هناك المشرك المحارب الذى وجب قتاله وهناك المشرك المعاهد الذى وجب احترام العهد معه.


اهل الكتاب ليسوا سواء: منهم من ان تامنه بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تامنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما...


منهم من آمن برسلهم ومنهم من كفر بهم وحرف كتبهم...


منهم من حرف عن قصد كفرا وكبرا.. ومنهم من خدع بالتحريف وهو لا يدرى..


منهم من قتل الانبياء ومنهم من لم يشارك فى ذلك..


منهم من جعل الله فى قلوبهم رافة ورحمة ومنهم من جعل قلوبهم قاسية...


وهكذا.............


من هنا يمكن ان نفهم محتوى الآيات انها تخاطب المسيح عن قومه ومصيرهم. منهم من اتبعه حقيقة... ومنهم من كفر به قبل رفعه.

هؤلاء استمرت ذرياتهم بذات العقيدة...منهم من ظل يتبع بعض تعاليم المسيح الصحيحة ( حتى وان لم يؤمن بمحمد) ومنهم من ورث الكفر بالمسيح او استمر فى العقيدة المحرفة...


فى تقديرى ان التفضيل هنا بين فئتين من اهل الكتاب: احداهن اتبعت المسيح فى تعاليمه والاخرى كفرت به...هؤلاء ما زالوا على ذات الخلاف والآية تجعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا به..............الى يوم القيامة...


المسلمون ليسوا جزء من هذه المقارنة لان المسيح ما زال حيا....والحديث هنا عن مقارنة بين من تبعه ومن كفر به...


هو وضع استثنائى فى تصنيف اتباع الرسل السابقين لان المسيح ما زال حيا...


فى تقديرى فان الغموض الذى ارتبط بتصنيف النصارى فى القرآن لن يتضح الى حين عودة المسيح عليه السلام...
والله اعلم.




التوقيع
وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا

www.shajaracode.com


آخر تعديل عماد محمد بابكر حسن يوم اليوم في 06:31 PM.

مكان التفاعل هذا
عماد محمد بابكر حسن
نصير الملتقى
http://www.attaweel.com/vb/showthread.php?t=16062
رد مع اقتباس