قلنا في الحلقات السابقة أنه لا يمكن القول أننا وصلنا لتفسير آية من آيات القرآن بشكل كامل، ذلك أن هذه الآية هي كلام الله، وعندما قالها عز وجل فهو يرى كل الزمان وكل المكان، ويرى كل ما في هذا الزمان وهذا المكان، فهي صحيحة عبر كل الزمان وعبر كل المكان، وتنطبق على كل ما يتغير في الحياة، وتتوافق مع كل تجاربنا وخبراتنا وعلاقاتنا في كل وقت، وهذا ما لا يستطيع إنسان أن يحيط به، لذلك لم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفسر القرآن الكريم، كي لا يقف المسلمون عند حد هذا التفسير، فتفسير آية قد يتغير مع الوقت، ومع التجارب، ومع المستجدات، ففضل عليه الصلاة والسلام أن يفسر القرآن الكريم بافعاله وتصرفاته، فكان خُلُقُهُ القرآن، وكذلك فعل الصاحبة والتابعين رضوان الله عليهم، فسروا القرآن بأفعالهم أكثر مما فسروه بأقوالهم، وأفضل ما يقال في تفسير القرآن أن التفسير فتوح من الله على عباده، يقول عز وجل في سورة البقرة 2 – آية 282 (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فقد تكفل عز وجل ببيان معاني آيات القرآن الكريم عبر الزمان بما يحتاجه الناس، يقول عز وجل في سورة القيامة 75 – آيات 17-19 (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)، المهم منك يا مؤمن أن تتبع القرآن بأقصى ما تستطيع فهمه وإدراكه، يقول عز وجل في سورة التغابن 64 – آية 16 (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ويأتي البيان من الله عز وجل في كل عصر وفي كل زمن وفي كل وقت وفي كل حين بما ينفع الناس.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
لا يمكن لأحد الإحاطة بتفسير القرآن
العرض العادي
