إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الدراسات والأبحاث والإصدارات

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 08-19-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي وبكيت عند لقائه *


وبكيت عند لقائه

كان لقائي به العام الماضي .. زارني كما يزور غيري من الناس ، وعاش معي في نفس البيت كما هي عادته أن يعيش مع كل إنسان في نفس بيته ! ولقيته تلك الأيام في كل مساحة من الأرض يملؤها حباً وجمالاً كما يملؤها زهاءً وتألقاً بل عزةً ورفعة!

أعجب شيء فيه أنه يكتب الفرحة على كل وجه ، ويأخذ القلب من الأرض ليعانق به السماء ، ويجمع شمل الفُرقاء من أزمان ليجمعهم في بساط حبه في أيام ولحظات.

كان ضيفي, كما هو ضيف كل إنسان ، وكان روحي كما هو روح كل إنسان ، وكان أيامي وحياتي وقلبي وآمالي كما هو مع كل إنسان !

ثم افترقنا ...!!

وفي ليلة الفراق بكيت بكاء الثكالى ، بكيت أن كان الوداع على غفلة ، والرحلة دون استئذان .. وتمنيت تلك اللحظة أن يأخذ مني كل شيء فيعود .. لكنها الأيام .. !

وذهبت بي الدنيا في لهوها ، ونسيته ، وضاع دمع الحب في أحداث الحياة ، ولم يكن له في قلبي حنيناً كما هي تلك الأيام لحظة فراق كل عزيز.

وفجأة ، وفي يوم من الأيام نمت ليلي, فاستيقظت على طارق يطرق الباب برفق ، يحدثني من وراء الباب: أنا ضيفك الراحل عدت ..!

استذكرت أيامي ، وجمعت أفكاري ، واستعدت ذاكرتي فلم أكن على ميعاد ضيف منتظر ، ولا محبوب مؤمل ،, فعدت إلى فراشي فإذا هو يطرق مرة أخرى .. فتحت الباب فإذا بالمفاجأة الكبرى في حياتي .. صديقي الراحل من عمري عاد .. صديقي الذي بكيت في فراقه منذ عام .. حبيبي الذي ما استجمع قلبي فرحاً لمثله ، ولا دمعت عيني للقاء حبيب كدمعها في فراقه ولقائه .. صديقي الغائب ماثل أمامي بعد فرقة عام ، ماثل أمامي ضعيف الحال بالِ الثياب, عجوزاً شاب ( أي شاب شعر رأسه), وفي يده سراج يضيء به ليله ، ويحمل في قلبه روحاً تملأ لياليه فرحاً وحبوراً .. رأيته هو بذاته, فتعانقنا عناق المحبين .. بكيت, ولي زمن من البكاء .. بكيت وأنا أشعر أن قلبي يكاد يطير من السرور ، وروحي تكاد تفارق جسدي من الأفراح ..

وطال عناقنا كثيراً ... ثم سآلته :
ما هذا السراج في يدك صديقي ولا تحتاج إلى ضوء ؟! فحدثني حديث المحبين قائلاً :

هذه ذكرياتي .. ! هذه أيامي! فلقد كنت أزور أجدادك وآتيهم بمثل ما أتيتك به الآن لكن بحال غير حالكم! .. جئت هذا العام أذكركم مجداً تليداً بأيديكم أضعتموه ، أذكركم رجالاً أضاءوا بهذا السراج بعض ليلي ! فرشوا العدل والأمان والخير على ربوع البسيطة بخلافتهم الإسلامية.

إن كنت لا تدري فأنا ذكريات عريضة في زمن الدنيا ..
لقد كنت في سلفكم قرآنا وصياما وصلاة, وبرا وكرما وصدقة, وتوبة ومغفرة وطاعة. وكنت أخوّة ووحدة ومودة, وصلة رحم وقرابة. وكنت مجلس علم ودرس وأدب وأخلاق, وكنت جهادا وفتحا ونصرا.

فكيف صرت اليوم فيكم؟ وأي حال ألقاكم؟ بل إني ما عاد لي دور كما افترضه ربي لي أن أكون عليه!

تذكرت ليالي عشت بعض دقائقها مع أجدادكم ، كنت أزورهم لأسمع ذكرياتهم بل أعيشها معهم .. وأزورهم لأجد بعض حياتهم في عنائهم وجهدهم وفتوحاتهم وخلافتهم ..

فمن أزور الأيام وقد رحلوا ؟ ومن أزور اليوم وقد ذهبوا ؟ هاهي بيوتهم كما كانت ! وآثارهم لازالت؟!

فأين وحدتكم وأين رايتكم وأين قائدكم؟ أين الذي يعزر من انتهك حرمتي، وجاهر بمعصية ربه في شهري هذا؟ أين الذي يسلسل شياطين الإنس الذين يغتنمون شهري ليكثروا فيه الفساد، بعدما كفاكم الله شر شياطين الجن فأصفدهم ؟ أين الذي يحي فيكم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ويحي فيكم تقوى القلوب؟ أين الذي يقوي علاقتكم بربكم، ويرفع كرامتكم، ويرد إليكم عزتكم ومكانتكم, أين الذي يجهز جيوشكم، ويرفع رايتكم، ويعقد ألويتكم، لتفتحوا البلاد، وتهدوا العباد، وتنشروا الإسلام في شهري هذا؟ أين كل ذلك ؟

يا عباد الرحمن، إنني الشهر الذي اصطفاني ربي من بين الشهور، ففي أنزل القرآن, وفي فرض عليكم الصيام. ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:2/185]. فإني لكم شهر عظيم، وشهر كريم. فكيف حالكم في؟. لقد أتيتكم وأنتم ممزقون ومتفرقون, وحتى عن هلالي مختلفون. ولأهواء طواغيتكم متبعون. فكيّفتم مطالعي حسب أقطاركم. نزولا عند رغبة أعدائكم الذين قسموا بلادكم. فلم تتوحدوا لا في صوم ولا في عيد. أو لم يأمركم الله بصيامي عند رؤية هلالي، إذ قال جل من قائل ( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة:2/185]. أولم يبين لكم رسولكم- صلى الله عليه وسلم - متى تصومون، ومتى تفطرون في الحديث الذي رواه البخاري " عن عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ " [رواه البخاري]. فلم لا تتعبدون ربكم بهذه المواقيت التي أخبر بها في قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ), وتتعبدونه برزنامة " سايكس بيكو" التي فرقت بين أقطاركم.

يا عباد الرحمن: إني شهر عظيم, شهر البركات. ففي تصفد الشياطين, وفي تتنزل عليكم رحمة رب العالمين. " عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ" [رواه البخاري].

فمالي أرى شياطينكم ترتع وتمرح على أرضكم, فتكثر الفساد والإفساد، وتخرب الأخلاق وتدمر القيم, وأنتم عنهم ساكتون؟ أتستبدلون الرحمة بالنقمة في هذا الشهر. ألا ترون أن صفوتي من بين الأشهر قد دنست, وأن حرمتي قد انتهكت. فهذا عاص يتبجح بمعصيته, فلا تجدون له قاضيا يعزره, وذاك صخّاب بالأسواق وغاش للناس وباخس في المكيال, فلا تجدون له الحسبة ولا المحتسب. وهذا إعلام فاسد وماجن يفرغ عليكم قاذوراته في بيوتكم، ليفسد عليكم نسائكم وأبناؤكم, ويشغلكم عن طاعاتكم, فلا تجدون له الأمير الذي يطهره. وهذه موائد قمار قد انتصبت, وهناك سمر ولهو وترف, وهنا رقص وخمرة وفاحشة. فانقلبت ليالي إلى ليال رمضانية حمراء تؤزكم فيها شياطين الإنس أزّا. أو ليست لي حرمة بينكم, يا خير أمة أخرجت للناس, وقد شرفني الله بكم وشرفكم بي من دون الناس, فأين الذي يأخذ على أيدي هؤلاء إذا أفسدوا, وأين الذي يغير على المجرمين إذا أجرموا.

يا عباد الرحمن: إني كنت لكم شهر الفتوحات والإنتصارات. ففي شهري العظيم نقشت بطولات أمجادكم, وانتصارات أسلافكم. أولا تسمعون صدى وقع سنابك خيولهم وصهيلها, وقعقعة سيوفهم وتكبيراتهم تتردد عليكم من قاع التاريخ, أفلا تتشوقون إلى مجد كمجدهم وعز كعزهم. أولا تذكرون يوم الفرقان, يوم فرق الله بين الكفر والإيمان, في معركة بدر الكبرى, أولا تذكرون فتح مكة وكسر الأوثان وسقوط الطواغيت, أولا تذكرون فتح الأندلس وفتح القسطنطينية. أولا تذكرون معركة حطين وعين جالوت. كل هذه الإنتصارات والفتوحات حققها أسلافكم في مثل هذا الشهر, فأين أنتم من هذا؟. ولكن يا خيبتي فيكم أراكم اليوم منتكسين ومنكسرين. وأرى بلادكم بأيدي أعدائكم. فهذا بيت المقدس أسير في أيدي يهود, وهذا عراق الرشيد ملتهب بأيدي الصليبيين, وتلك أفغانستان والشيشان وكشمير. فأين الخليفة الذي يحرر بلادكم ويلحم أجزائكم, ويمسح عاركم, ويضمد جراحكم؟.

يا عباد الرحمن: إني شهر التوبة والغفران, فلماذا تحزن بعدي المساجد، وتطفأ فيها المصابيح، وتشكوا لربها قلة الراكعين والساجدين والعابدين. أين ذهب التائبون, أين راح الراكعون, أين اختفى الذين رأيتهم في شهري لربهم ساجدين؟. فهل بعدي تموت القلوب, وتغور الدموع في العيون, فإني على حالي فيكم لحزين.

عدت لأعانق صاحبي مطأطأ الرأس خجلا على شكواه منا, وما إن أقبلت على صاحبي إلا وجموع غفيرة تعانق صاحبي ، فالمكان مزدحم ، والرؤية تكاد تنحجب ، وذهب صاحبي في اجتماع القوم ..

تُرى متى يعود صاحبي يوماً شاباً فتيّاً متقلداً سيفه ليعود كما كان أيام أجدادي , شهر فتوحات وانتصارات, شهر عبادة وطاعات, شهر خليفة وخلافة ليُصفّد شياطين الأنس بعد أن كفانا الله شياطين الجن؟!!

(( وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا )) الإسراء51


أخوكم تراب


* من رسائل البريد
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 08-21-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: وبكيت عند لقائه *

كما أضاف لها شيخي العزيز خالد المغربي وقام بطبعها مشكوراً
كالعادة الأسبوعية ..
حيث وزعها بالمسجد الأقصى بعد الصلاة ..
وكلي أمل أن يضيف ما قدم لها من كلام طيب جاء بعنوان :

{ ها هو رمضان يطل علينا من جديد }

لأنها كلمات من ذهب كلماتك يا أخي خالد ..

وكم كنت أتمنى لو أقدر على الكتابة الذاتية فهي في الأصل والحقيقة للأخ تراب ولم نضيع حقه فكان ذكره وارد وهو أصلاً لا يبحث عن ذلك لأنه يكتب بتوقيع تراب والى التراب نعود .

آخر تعديل بواسطة نائل أبو محمد ، 08-21-2009 الساعة 04:36 PM
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 08-22-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: وبكيت عند لقائه *

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نائل أبو محمد مشاهدة المشاركة


وبكيت عند لقائه

كان لقائي به العام الماضي .. زارني كما يزور غيري من الناس ، وعاش معي في نفس البيت كما هي عادته أن يعيش مع كل إنسان في نفس بيته ! ولقيته تلك الأيام في كل مساحة من الأرض يملؤها حباً وجمالاً كما يملؤها زهاءً وتألقاً بل عزةً ورفعة!

تُرى متى يعود صاحبي يوماً شاباً فتيّاً متقلداً سيفه ليعود كما كان أيام أجدادي , شهر فتوحات وانتصارات, شهر عبادة وطاعات, شهر خليفة وخلافة ليُصفّد شياطين الأنس بعد أن كفانا الله شياطين الجن؟!!

(( وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا )) الإسراء51


أخوكم تراب


* من رسائل البريد


الهدف من التكرار تكبير حجم الخط :
رد: وبكيت عند لقائه *

-----------------------------

كما أضاف لها شيخي العزيز خالد المغربي وقام بطبعها مشكوراً
كالعادة الأسبوعية ..
حيث وزعها بالمسجد الأقصى بعد الصلاة ..
وكلي أمل أن يضيف ما قدم لها من كلام طيب جاء بعنوان :

{ ها هو رمضان يطل علينا من جديد }

لأنها كلمات من ذهب كلماتك يا أخي خالد ..

وكم كنت أتمنى لو أقدر على الكتابة الذاتية فهي في الأصل والحقيقة للأخ تراب ولم نضيع حقه فكان ذكره وارد وهو أصلاً لا يبحث عن ذلك لأنه يكتب بتوقيع تراب والى التراب نعود .
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 01-26-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: وبكيت عند لقائه *

الخميس 3 ربيع الأول 1433




اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 12-01-2020
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: وبكيت عند لقائه *

الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1442
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.