أماكن شحن بطاقة ايوا  آخر رد: الياسمينا    <::>    مجموعة ديرتنتا لجميع أنواع التصاميم والطباعة والتعبئه لشركات...  آخر رد: الياسمينا    <::>    متخصصون في جميع أنواع التصميم والطباعة والتعبئه لشركات المست...  آخر رد: الياسمينا    <::>    كيف تحقق أكثر من 1000 دولار بالشهر بسعر وجبة عشاء  آخر رد: الياسمينا    <::>    سكاي فليكس يوفر لك كل احتياجاتك الخاصه في مكان واحد  آخر رد: الياسمينا    <::>    دعوة لحضور لقاء "القانون وريادة الأعمال" للتعريف بالإجراءات ...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مكتب انجاز استخراج تصاريح الزواج  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل ...  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات يوسيرين: رفع مستوى روتين العناية بالبشرة مع ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    اكتشفي منتجات لاروش بوزيه الفريدة من نوعها في ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الفرق الإسلامية
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 05-22-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *



باب الحارة - الجزء السادس

تقرير قناة الجزيرة





لقد خلع بعض الممثلين ( أقصد الكذّابين) أقنعة العزة والكرامة والشهامة التي لطالما تستروا بها
ليظهروا علينا بوجوههم الحقيقية المنافقة.

يا حيف

يا حيف

عرجال الحارة




From: عبد الرحمن المقدسي <ab.too@hotmail.com>
Subject: باب الحارة الجزء 6 - تقرير قناة الجزيرة
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 05-23-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *


الدّيمُقراطيّة نظامُ كُفْر
يَحـْرُمُ
أخذُهَا أو تطبيقهَا أو الدّعوَةُ إليْهَا


3ذي القعدة سنة 1410 هـ

الموافق 27 أيار سنة 1990 م.
لتنزيل الكتاب


http://www.hizb-ut-tahrir.org/PDF/AR...democratya.pdf




::محتويات/فهرس الكتاب ::



اقرأ في هذا الكتاب:
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فيِ شيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً . أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَواْ إِلَى مَآ أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً}



- الديمقراطية التي سوَّقها الغرب الكافر إلى بلاد المسلمين هي نظام كفر، لا علاقة لها بالإسلام، لا من قريب، ولا من بعيد. وهي تتناقض مع أحكام الإسلام تناقضاً كلياً في الكليات وفي الجزئيات، وفي المصدر الذي جاءت منه، والعقيدة التي انبثقت عنها، والأساس الذي قامت عليه، وفي الأفكار والأنظمة التي أتت بها.
لذلك فإنه يحرم على المسلمين أخذها، أو تطبيقها، أو الدعوة لها تحريماً جازماً.
- الديمقراطية نظام حكم وضعه البشر، من أجل التخلص من ظلم الحكام، وتحكُّمهم بالناس باسم الدين. فهو نظام مصدره البشر، ولا علاقة له بوحي أو دين.
وأساس نشوئه أن الحكام في أوروبا كانوا يزعمون أن الحاكم هو وكيل الله في الأرض، فهو يحكم البشر بسلطان الله، ويزعمون أن الله هو الذي جعل للحاكم سلطة التشريع، وسلطة التنفيذ، أي سلطة حكم النّاس بالشرع الذي يُشرِّعه هو، لأنه يستمد سلطته من الله، وليس من النّاس، فكانوا يظلمون النّاس، ويتحكَّمون بهم، كما يتحكَّم السيد بعبده باسم هذا الزعم الذي يزعمونه.
فقام صراع بينهم وبين النّاس، وقام فلاسفة ومفكرون، وبحثوا موضوع الحكم، ووضعوا نظاماً لحكم النّاس ـ وهو النظام الديمقراطي ـ يكون الشعب فيه هو مصدر السلطات، فيستمد الحاكم منه سلطته وتكون له ـ أي الشعب ـ السيادة، فهو يملك إرادته، ويمارسها بنفسه، ويسيّرها بمشيئته، ولا سلطان لأحد عليه فهو السيد، وهو الذي يُشرِّع التشريع الذي يحكم به، ويسير بموجبه، وهو الذي يُعيِّن الحاكم، ليحكمه نيابة عنه بالتشريع الذي يُشرِّعه الشعب.
ولهذا فالنظام الديمقراطي مصدره كله البشر، ولا علاقة له بوحي أو دين.
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 05-18-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

وا إسرائيلاه !!!





د. أكرم حجازي


16/5/2011



ما من عربي أو مسلم إلا وصادفته في حياته عبارة تقول: « لو لم يكن الحكام العرب خونة لما قامت لإسرائيل قائمة». عبارة يستدل عليها العامة من الناس، منذ عشرات السنين، إما بمعاهدة سلام مع إسرائيل أو بعلاقة سياسية أو اقتصادية أو دبلوماسية أو بالخضوع لتهديداتها أو بمجاملتها أو بالتطبيع معها أو أو أو ... هذه المرة، جاء الاستدلال أبلغ من أي وقت مضى مع إحياء الذكرى 63 للنكبة، لأول مرة، عربيا وليس فلسطينيا فقط. بمعنى أن العلاقة مع إسرائيل أو التنسيق معها، سرا أو علانية، أو استرضائها، والحرص العربي الرسمي على حالة « الأمن والاستقرار» لصالح إسرائيل، مهما كان الثمن، مؤشرات لم تخطئها، في يوم ما، عين الأمي ولا عين المثقف بالرغم من التمويه أو النفي أو التبرير.

هذه العلاقات أو المؤشرات غالبا ما تحملتها أو بادرت إليها دول عربية صنفت، غربيا، بـ « المعتدلة » أو، شرقيا، بـ « الرجعية » بحسب مصطلحات النصف الثاني من القرن العشرين. ومع ذلك لم تجرؤ هذه الدول حتى هذه اللحظة على الاستنجاد بإسرائيل أو تعلن على الملأ بأن أي مساس بأمنها واستقرارها سيمس أمن إسرائيل كما فعلت الدول المصنفة غربيا بـ « الإرهابية» أو« الراعية للإرهاب» وشرقيا بـ « التقدمية »، والتي بنت أمجادها على مصطلحات الثورة والثوار والتحرير والقومية والمعركة المصيرية مع العدو والممانعة والمقاومة والاشتراكية والديمقراطية والعدالة والتنمية والتقدم .. إلى آخر جوقة المصطلحات المعهودة.

كل الدول العربية، في تأمين الحماية لإسرائيل، سواء. لكن ليبيا وسوريا صارتا النموذجين الأبرزين في تذكير الغرب بالخدمات الفعالة التي يقدمانها في سبيل الحفاظ على أمن إسرائيل دون أن يرتد إليهما طرف. فبعد أن أيقن كلا النظامين أن أوراقهما احترقت، ولم يعد أمامهما إلا الاستعداد للرحيل أو مواجهة المصير المحتوم لم يتوانيا للحظة واحدة عن تقديم ما يعتقدان أنها الورقة الأثمن في إرضاء الغرب مقابل البقاء في السلطة. فالحل الأمني والحرب والقتل والاعتقال والقهر والتخويف والاغتصاب والتدمير والحصار والتجويع والإهانات والمطاردات والتخريب والكذب والتشويه والتضليل .. كلها أوراق احترقت منذ الأيام الأولى. وبقيت الورقة اليتيمة الساقطة: « أمن إسرائيل».

فبعد ثلاثة أسابيع على انطلاقة الثورة الليبية (17/2/2011) أدلى العقيد معمر القذافي بتصريح مثير للتلفزيون التركي « تي آر تي 9/3/2011 » ، قال فيه: « إذا نجحت القاعدة في الاستيلاء على ليبيا فإن المنطقة بأسرها حتى إسرائيل ستقع فريسة للفوضى»، مشير إلى أن: « انهيار الاستقرار في ليبيا سينعكس على أوروبا وعلى الشرق الأوسط وما يسمّى إسرائيل»، ومؤكدا أن: « ليبيا هي صمام الأمان للاستقرار في البحر المتوسط».

لم يمض وقت طويل حتى تفجرت الثورة السورية التي تنزف الدماء الغزيرة منذ لحظاتها الأولى عقابا لها على ما رآه النظام الحاكم « مؤامرة خارجية » تستهدف جبهة المقاومة والممانعة التي تقودها سوريا ضد الأطماع الأمريكية والصهيونية في المنطقة!!! « مؤامرة » لم يصدقها رامي مخلوف نفسه، ابن خال الرئيس، والشخصية الأكثر كرها وبغضا في سوريا، في حين روجت لها، بطبيعة الحال، ليبيا القذافي وإيران وحزب الله وأصحاب الهوى والمصالح والجهلة والمضللين والمكتومة أنفاسهم.

في مقابلة مع صحيفة « نيويورك تايمز 9/5/2011» الأميركية تحدث مخلوف عن رؤية النظام للأحداث وليس عن رؤيته الشخصية كما زعم وزير الإعلام السوري. رؤية تعبر عن صميم خرافة امتطاها النظام السوري وأمثاله طوال 35 عاما بلا غطاء حتى من ورقة توت أعياها انتظار « الرد المناسب»، فإذا بها تسقط في بحر من الدماء على مذبح الأمن والاستقرار. فلنتأمل بعض ما قاله مخلوف:

• « إذا لم يكن استقرار هنا في سوريا فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. ولا توجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام ».

• « لا تدعونا نعاني، لا تضعوا الكثير من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سوريا إلى فعل شيء لن تكون سعيدة بفعله ».

• إن البديل عن النظام الحالي بقيادة: « السلفيين سيعني الحرب في سوريا وربما في خارجها أيضا ً». بديل: « لن نقبل به، والشعب سيقاومهم .. هل تعرفون ما الذي يعنيه هذا؟ هذا يعني الكارثة ولدينا الكثير من المقاتلين ».

• « إن النخبة الحاكمة في سوريا تكاتفت أكثر بعد الأزمة، ورغم أن الكلمة الأخيرة هي للأسد فإنه يتم وضع السياسات بقرار مشترك».

• « نؤمن بأنه لا استمرارية من دون وحدة، وكل شخص منّا يعرف أننا لا يمكن أن نستمر من دون أن نكون موحّدين، ولن نخرج ولن نترك مركبنا ونقامر، وسنجلس هنا ونعتبرها معركة حتى النهاية، ويجب أن يعلموا أننا حين نعاني لن نعاني لوحدنا ».

القاعدة بلغة القذافي .. والسلفية بلغة النظام السوري هي البديل المرعب، وهي التي تهدد أمن إسرائيل والمتوسط، وهي التي تهدد استقرار المنطقة، وهي التي تهدد المصالح الغربية والصهيونية ومصالح الاستبداد والطغيان!!! فإذا كانت لحظة الحساب لأي نظام عربي ستنتهي بالاستعانة الفاضحة بإسرائيل! فلماذا لا تسعد القاعدة بالثورات العربية؟ وما الذي سيمنع الأمة من الانتشاء بالقاعدة؟ ذلك أن القاعدة، باعترافهم، صدقت حيث كذبوا. وهذا يعني أن حملات التشويه والتحريض التي صرف الغرب وحلفاؤه عليها مليارات الدولارات ذهبت في لحظة ريح عاتية. مَثلُها، في الزوال، كمَثل التحليلات التي بشرت بأفول نجم القاعدة بعد اندلاع الثورات العربية أو مقتل الشيخ أسامة.

إذن، على النقيض من أهداف القاعدة؛ وبلسان القوم، فإن أهداف النظم العربية وشرعيتها محصورة بتوفير « الاستقرار والأمن» للمنطقة وإسرائيل! وإذا كانت هذه الرؤية واقعة حتى في صميم النظم المصنفة بالراديكالية، وتعكس حقيقة المشكلة مع القاعدة أو السلفية؛ فهل من تفسير لهذه الصراحة الرسمية إلا أن يكون المحتوى الحقيقي للمقاومة والممانعة، طوال عشرات السنين، مجرد أطروحة مخادعة وغادرة. تماما كأطروحة « التوازن الاستراتيجي»، أو الأهداف الوهمية لدعاة الثورة والقومية العربية وحكم الشعب والجماهيريات العظمى؟

ميزة الثورات العربية تكمن في قدرتها على إصابة الطغاة بهستيريا تسقط معها كل الأوراق، وتعريهم بحيث لا يجدون ما يسترون به عوراتهم إلا القلنسوة اليهودية. لذا؛ فالثورات العربية، من المغرب العربي، مرورا بمصر، وحتى بلاد الشام، وخاصة في سوريا، هي ثورات طاحنة لا تأبه لفزع نظام يهدد بأنه لن يعاني وحده وهو يتهاوى، ويقسم كاذبا أنه لن يطلق النار على الناس، ولا لدعوات حوار وطني أو مصالحات مستحيلة التحقق مع من قهروا الأمة وسفكوا دماءها وباعوها رخيصة لأحط خلق الله من البشر. ثورات وقائعها الملحمية واحدة، وعدوها، بالمحصلة، واحد. فإسرائيل حاضرة في ليبيا، كما هي حاضرة في سوريا وفي اليمن ومصر وتونس، وفي كل بلد عربي. ولعلها مفارقة طريفة أن التاريخ الذي سجل في يوم ما صرخة مأثورة لامرأة مسلمة ضد الروم: « وامعتصماه» هو ذاته الذي يسجل اليوم صرخة مذلة لحكام صاروا يستنجدون باليهود بأعلى صوتهم: « وا إسرائيلاه» !!!! لكن من ينجد إسرائيل من ورطتها حتى يجد هؤلاء من ينجدهم؟



نشر بتاريخ 15-05-2011


---------- الرسالة المعاد توجيهها ----------
من: راضي <radymrzoq@yahoo.com>
التاريخ: 17 مايو, 2011 03:50 ص
الموضوع: وا إسرائيلاه !!! د. أكرم حجازي



__._,_.___
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 05-16-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

مفاجأة هيكل :
دور مبارك في الضربة الجوية كذبة وأمريكا قتلت بن لادن وهي تعلم انه سيموت بعد 3 اشهر بسبب مرضه
14-05-2011

السلط نيوز - فجر المؤرخ والكاتب المصري الشهير محمد حسنين هيكل مفاجأة خلال حواره مع صحيفة الاهرام والذي نشر السبت , حيث اشار الى ان التوظيف السياسي لدور مبارك في الضربة الجوية في حرب تشرين اول عام 73 كان كذبا صريحا هدفه تأسيس شرعية للنظام , في واقعة خرجت تماما عن اطارها الصحيح.
وكشف هيكل عن أن إسرائيل دخلت الحرب وهي تعرف موعدها وقد أبلغها بذلك جاسوس كان يعمل لحسابها لكنه استطرد: لا أتهم الآن أحدا بالذات في هذا الموضوع .
من جانب اخر تحدث هيكل عن اغتيال أسامة بن لادن زعيم القاعدة بالقول :أمريكا قتلت رجلا كانت تعرف أنه علي حافة الموت من فشل في الكلي وأن الإحساس العام كان أن الرجل سوف يموت بشكل طبيعي خلال3 أو4 شهور.
وتاليا نص الحوار :
بعد سنوات طويلة افتقد فيها الأهرام وقارئه بشدة آراء الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل علي صفحاته، وهي سنوات وصفها الأستاذ بكلماته في بداية حواره المهم والمطـــول الذي بدأ الأهـرام في نشره من اليوم الجمعة بأنها كانت سنوات من الفراق ولم تكن سنـوات من القطيعة.
قال الأستاذ هيكل فى حوار شامل وقيم أجراه معه الأستاذ لبيب السباعى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام: إن الأهرام كان طول الوقت بيتي، وكل من فيه أهلي وكنت دائما أشعر بالألفة مع كل شيء فيه.. من البشر إلي الحجر.. ومن الورق إلي الماكينات.. وكانت مشاعري تنحاز دائما للأهرام وبكل من فيه وحتي الأجيال التي لم يسعدني الحظ في التعرف عليها والعمل معها.
الأستاذ لبيب السباعى فى كلمات موجزة قبل سرد تفاصيل حواره القيم وتحت عنوان "الأهرام والأستاذ .. بين سنوات الفراق وليس القطيعة... ثم العودة" كتب قائلاً: قبل بداية الحوار كان الأستاذ هيكــــل قاطعا في كلماته وهو يقول رغم كل الظروف فإن الأهرام سيبقي هو الأهرام وأتمني أن يستعيد روحه وهذا سوف يحدث حين يستعيد مهمته الأساسية، فالأهرام جزء من التاريخ المصري واستمراره رهن بأداء مهمته, وأداء مهمته رهن باستقلاله.. أضاف رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام: قد يسمح الأستاذ هيكل ـــ وقد أجريت معه علي مدي سنوات سابقة العديد من الحوارات في مختلف الصحف ـــ أن أقول إنها كانت المرة الوحيدة التي ـــ وبكل صدق ـــ شاهدت الأستاذ هيكل بكل هذا التدفق والرضا.. سعيدا وهو يفتح قلبه بحواره مع الأهرام، ومن هنا أقول إن إطلالته اليوم مرة أخري علي صفحات الأهرام بعد كل ما جري وهو للأسف كثير والأستاذ يترفع عن الحديث فيه إنما يلقي بمهمة كبيرة علي أسرة الأهرام كلها بما فيها الأجيال التي يري الأستاذ هيكل أنه لم يكن سعيد الحظ بالتعرف عليها أو العمل معها، والحقيقة أن هذه الأجيال من الزملاء بالأهرام هي التي تري أن الحظ لم يسعدها بالعمل معه أو الاقتراب ولكن الأهرام قادر علي الوفاء بها بإذن الله وهي المهمة التي أوجزها الأستاذ هيكل في كلمتين هما استقلال الأهرام.
استكمل الأستاذ لبيب كلمته الموجزة التى تنم عن حنكة القائد، قائلاً: قبل الحوار الذي استمر أكثر من180 دقيقة تدفق فيها الأستاذ هيكل شارحا للمشهد السياسي المحلي والعالمي والذي ينشره الأهرام علي مدي ثلاثة حلقات يوما بعد يوم، فإن الواجب والامتنان يقتضي بأن يعرف الأستاذ أن إضاءاته اليوم علي صفحات الأهرام لم تكن مصدر سعادة له وحده فقد كانت السعادة والثقة التي سادت بين قراء الأهرام ومعهم كل أبناء الأهرام مع أولي كلماته التي نشرها الأهرام تحت عنوان عن الفتنة الطائفية وغيرها تفوق كل التصورات وتتجاوز كل ما توقعناه.
إلى تفاصيل الحوار، فقد اعتبر الأستاذ محمد حسنين هيكل أن الثورة المصرية نجحت ووصلت إلي مشارف الهدف، إلا أنه عاد ليؤكد أنها لم تصل بعد إلي مرحلة النصر التي تعني تحقيق الهدف وهو الحرية والديمقراطية وكفاءة الأداء وعدالة التوزيع وسيادة القانون.
وحدد هيكل- في الحلقة الأولي من حواره ـ الجرائم التي ارتكبها مبارك ـ واستبعد التحقيق فيها جنائيا- وهي العدوان علي روح النظام الجمهوري والبقاء في الرئاسة30 سنة وتعديل الدستور للسماح بتوريث السلطة والتصرف في موارد البلد وثروته كما لو كانت ملكا شخصيا.
وأكمل هيكل قائمة الاتهامات، بالقول إن النظام السابق أهمل إهمالا جسيما في قضايا لا تحتمل الإهمال، مثل قضية مياه النيل والفتنة الطائفية والتعاون مع إسرائيل بما جعل أحد وزرائها يصفه بأنه كنز استراتيجي لها، وتزييف إرادة الشعب وانتهاك حقوق الإنسان والتواطؤ في أعمال سرية لتحقيق غايات سياسية ومالية.
واستطرد الأستاذ: تلك كلها تهم سياسية وليست تهما قانونية والتعامل حيال هذه الجرائم لابد أن يكون سياسيا.ودعا إلي محاكمة برلمانية لهذا النظام بعد تشكيل البرلمان المقبل.
وانتقد اعتماد النظام السابق علي العنف، وهو ما أصابه بوهم كبير في تأثير قوته علي الأرض، مشيرا إلي أن تعداد قوات البوليس وصل إلي مليون و240 ألف فرد، بالإضافة إلي توافر كل الوسائل التكنولوجية لهذه القوات. وعلي الرغم من هذه الانتقادات فإن الأستاذ استدرك بقوله : في بعض اللحظات وأنا رجل عرفت وتابعت وعارضت سياسته في وقتها لم أتمالك نفسي من التعاطف مع مبارك كإنسان وكأب وكزوج.
وحول دور مبارك في الضربة الجوية في حرب أكتوبر وأسلوب التوظيف السياسي لها، قال هيكل إن هذه الضربة وتصويرها علي النحو الذي صورت به, كان كذبا صريحا له قصد مقصود, وهو تأسيس شرعية نظام بأكمله علي واقعة خرجت بها تماما عن إطارها الصحيح, وكشف الأستاذ عن أن إسرائيل دخلت الحرب وهي تعرف موعدها وقد أبلغها بذلك جاسوس كان يعمل لحسابها لكنه استطرد: لا أتهم الآن أحدا بالذات في هذا الموضوع
وانتقل الأستاذ هيكل، في حديثه، إلي عملية قتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة كاشفا عن أسرار مثيرة وجديدة، وقال إن أمريكا قتلت رجلا كانت تعرف أنه علي حافة الموت من فشل في الكلي وأن الإحساس العام كان أن الرجل سوف يموت بشكل طبيعي خلال3 أو4 شهور.
وقد رأي مجلس تحرير الأهرام أن ينشر هذه المجموعة من ثلاثة أحاديث مع الأستاذ محمد حسنين هيكل بفاصل يوم بين الواحد والآخر، حتي تكون الفرصة كافية وواسعة أمام قارئ الأهرام. وسوف تفتح الأهرام باب المناقشة فيها لثلاثة أيام متوالية, بعد اكتمال نشر الأحاديث، أي أن نشرها سوف يتم ابتداء من اليوم، ثم الأحد15 ايار، ثم الثلاثاء17 ايار2011.
لبيب السباعى كان أول سؤال له مع هيكل بقوله: غاب الأستاذ عن صفحات الأهرام فهل كانت لديك ملاحظات علي أداء الأهرام قبل انهيار النظام وأثناء الثورة.. كيف كنت تراه ؟!
هنا رد الأستاذ هيكل قائا: أظن أنكم توافقون معي علي أنه من الضروري قبل أن أتحدث عن أي شأن عام مع الأهرام بعد فراق، ولاحظوا أنني لم أقل قطيعة، بضع عشرات من السنين، أن أقول وبجد بأن الأهرام كان طوال الوقت بيتي، وكل من فيه أهلي وكنت دائما أشعر بالألفة مع كل شيء فيه من البشر إلي الحجر ومن الورق إلي الماكينات وحتي تلك الأجيال التي لم يسعدني الحظ بأن أتعرف إليها أو أعمل معها.
ملاحظة أخري لابد أن تجيء في أول الكلام، وهي أن صلتي بالصحافة المصرية كلها الآن في إطار الرؤي والتجربة ليس أكثر، فأنا رجل يحاول أن يعرف حدوده وأن يلزمها، فلكل عصر رجاله، ولكل زمن ناسه الأجدر بملاحقة أحداثه, وعرض أفكاره, وليس من اللائق أن يتلكأ أحد علي العصر والزمن, مهما بلغ حسن ظن الناس فيه وتعاطفهم معه, وربما تتذكر يوم أن تركت الأهرام4 فبراير1974 أنني قررت إنزال الستاره بيني وبين الحنين إلي الماضي لأنه قد يؤثر بالعاطفة علي الموقف، وردا علي السؤال أقول: أنا عندي ضعف تجاه الأهرام في كل ظروفه وأحواله، ودائما كنت موضع اتهام بأن هذا غرام اساسي في حياتي، وعندما تقول لي ماذا تغير في الأهرام بعد يناير عن قبله ؟! أقول لك: الأهرام سيبقي هو الأهرام ولكنني أتمني في يوم من الأيام أن يستعيد روحه، وهذا سوف يحدث عندما يستعيد مهمته الاساسية، فهو جزء من التاريخ المصري.. واستمراره رهن بأداء مهمته، وأداء مهمته رهن باستقلاله، واستقلاله يتمثل في أداء صحيفة تسير وراء الاخبار الصحيحة وتسبق بها، فهي صحيفة إخبارية بالدرجة الأولي، ثم تحلل هذه الأخبار بعمق وفهم وأمانة، ويجيء التعليق والرأي منسوبا لأصحابه ومعزولا عن الخبر في مكانه، والصحافة المصرية عموما فيها ظاهرة غريبة وهي كثرة أعمدة الرأي.. وكثير منها لا يستند إلي قاعدة إخبارية، وأنا لا أؤمن بتعليق أو رأي خارج قاعدة الخبر.. وأقصد هنا أن كل من يريد أن يعلق في مقال لابد أن يكون مستندا علي خبر هو نفسه الذي حصل عليه أو اكتشف تفاصيله، أويطرح رؤية جديدة جدية عنه، أما الموضوعات الانشائية والنميمة فهذه لا تصلح لصحافة جادة.
الأستاذ لبييب سأل : عدت مؤخرا من رحلة خارجية سريعة، ببساطة.. كيف يرانا العالم الآن ؟! كيف يفسرون الثورة المصرية ؟ وما الإيجابيات والسلبيات من وجهة نظرهم ؟!
الأستاذ هيكل أجاب: ليلة27 إبريل الماضي كنت ضيفا علي عشاء دعا إليه اللورد ديفيد أوين وزير خارجية بريطانيا الأسبق، وزوجته الليدي ديبي في قاعة الطعام الرئيسية في مجلس اللوردات في ويستمينستر، وتصادف هذا التوقيت مع الزفاف الملكي وكانت هناك شخصيات عالمية كثيرة موجودة علي أطراف هذا الاحتفال، وكانت الأسئلة تنطلق نحوي بسرعة مدفع رشاش ولاحظت وجود حالة من الانبهار بالثورة المصرية، وكل الناس تتكلم علي علم اسمه ميدان التحرير وأجواء أسطورية محيطة به، وهناك إعجاب بشعب تصوروا أنه لا أمل فيه فإذا به يأخذ خطوات بديعة بكل المقاييس، أيضا كانت هناك رغبة في اعتبار ما جري جزءا من ظاهرة تم تعميمها وأنا اعترضت علي ذلك، واهتمام واضح بتطورات الأمور وما يجري.. ثم حالة قلق من الوقوف في المكان وكان هذا واضحا عند الجميع، كانت هناك أسئلة كثيرة عن الشباب والمجلس العسكري والمشير طنطاوي وخطط المستقبل وتكلمت طويلا لكن في كل ما قلته كنت واضحا في أنني لا أعبر سوي عن رأيي الشخصي وتصورات لمراقب مهتم من بعيد.
بلغة توصف بـ"المحترفة" فى التلاعب بالكلمات عند طرح السئوال، قال رئيس مجلس إدارة الاهرام للأستاذ هيكل: أنت لاعب قديم لرياضة الجولف ومتابع لها، هل تري أن العالم العربي فجأة ملعب جولف كبير.. يمتليء بالحفر.. وتحولت الشعوب إلي لاعبين يحاول كل منهم أن يصيب الهدف.. لتستقر كرة الثورة داخل حفرة السلطة, ففي تونس مثلا نجح الشعب في أن يسجل( بيردي) فادخل كرة الثورة في الحفرة من مسافة بعيدة, ومن ضربة واحدة.. وهو يقترب كثيرا من حيث النتيجة مما حدث في مصر.. بينما اختلفت الأمور كثيرا في اليمن وفي ليبيا وأيضا في سوريا.. لكن قبل أن نبدأ في قراءة هذه المباراة أو تحليل ما جري أسأل حضرتك: كيف رأيت ما حدث في مصر ؟! هنا أجاب الأستاذ هيكل على السئوال بقوله: لا أعرف إذا كان كل القراء يتابعون نموذج لعبة الجولف الذي استعملته في سؤالك, ويبدو لي أنك تعرفها من استعمالك لمفرداتها مثل الضربة والحفرة والكوز الذي تنزل فيه كرة الجولف وتحقق الفوز، دعني أقل بصراحة أن ما جري في تونس ومصر لم يكن ضربة بيردي لسبب مهم.. وهو أن ثورة مصر وتونس لم تدخل في الهدف بضربة واحدة، بلغة الجولف النصر يصبح إيجلإذا دخلت الكرة للهدف بضربة واحدة وبعده البيردي حين يقل عدد الضربات واحدة عن الحد المقرر، وبلغة الجولف أيضا فإن الثورة وصلت بنا إلي مشارف الهدف الإبروش، سواء كنا علي الحشيش الأخضر أو في خندق الرمل علي حرف الهدف، وأمامنا ضربة، أو ربما أكثر، لكي تنزل الكرة في الكوز وتسجل الفوز الحاسم للثورة، نحن فعلا علي الإبروش أي المشارف، وذلك صنعته حالة الثورة، لكن الكرة تنزل في الكوز ويتحقق الفوز عندما تتحقق أهداف الثورة، ولابد أن نفرق هنا بين حالة الثورة، وبين بلوغ هدف الثورة لاكتمال الفوز وتتويجه, بشكل أوضح هناك فارق بين النجاح والفوز.. فالأول هو في الأداء وعملية أن يصبح الهدف في متناول يدك، أما الفوز بمعني النصر فهو تحقيق الهدف فعلا ومؤكدا، وأنا أعتقد أنه في حالة الثورة المصرية فإنها نجحت والكرة وصلت إلي مشارف الهدف بالفعل لكنها لم تصل بعد لمرحلة النصر والتي تعني تحقيق الهدف.. هي وصلت إلي مشارفها، أنت فتحت الأبواب للمستقبل.. لكن السؤال الآن هو: من يملك جسارة الدخول من هذه الأبواب المفتوحة ؟! فأنت بالفعل كنت في الطريق إليها ووصلت إلي قربها لكن التحدي الأكبر في إحراز النصر نهائيا وكاملا، حتي هذه اللحظة بلغت درجة النجاح ووصلت إلي مشارف الفوز وبقي عليك تحقيق الضربات الحاسمة لتحقيق الهدف.
هنا عاوده الأستاذ لبيب بتساؤل: وما الذي ينقصنا لنصل إلي حالة الفوز ؟!
فأجاب الأستاذ هيكل: أشياء كثيرة تنقصنا.. هذا المجتمع لم يتغير بعد، صحيح أنه أزاح كل العقبات وفتح كل الأبواب، واستطاع بشبابه وملايينه أن يصل إلي قريب جدا من هدفه.. لكن بقيت جسارة القدرة التي تتعلق بما كان مختلا من الأوضاع واستدعاك للقيام والنهوض والثورة، لابد أن يتحقق تغييره علي الأرض، بمعني أوضح.. الوصول إلي تحقيق هدف الحرية والديمقراطية وكفاءة الأداء وعدالة التوزيع وسيادة القانون، أي أن تجدد حياتك في كل شيء، وتتسق مع تاريخك وعصرك وزمانك وتحدد أهدافك ومستقبلك وتقرر الوسائل الضرورية لها وتحشد من القوي المعنوية والمادية لتحقيقها، بمعني أن الثورة ليست خروج الشباب وجماهير بالمليون فهذه هي الافتتاحية العظيمة للثورة، وأما هدفها فهو تغيير الواقع علي الأرض اجتماعيا واقتصاديا وفكريا بالدرجة الأولي، وهذه عملية لاتزال تجري في مناخ الثورة، ووهجها، وقوة اندفاعها، نحن فعلا في حالة ثورية، وهذا شيء رائع، لكن الكرة لم تنزل بعد في الكوز، لكي ترفع الأعلام، وتدق الأجراس، وهذا هو التحدي الكبير أمامنا في هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ.
سأل الأستاذ لبيب: لكن كثيرين يعتقدون أن الحالة الثورية كفيلة بالضرورة وبمقتضي الأحوال أن تؤدي لتحقيق الهدف ما دامت مستمرة بحد أدني من الاتجاه الصحيح ؟!
فأجاب الأستاذ هيكل: عند مشارف الهدف وإزاءه، فإننا لابد أن نفرق بين ثلاث علامات: حالة الثورة والتي تمر بمرحلة قلق، ونقصد هنا رفض وإسقاط ما كان بالفعل في وقت الرئيس السابق مبارك، نضج الجماهير والشباب ووعيهم بأن ما هو واقع لا يمكن أن يستمر.. هذه هي حالة الثورة، ثم نصل إلي فعل الثورة وهو خروج الجماهير المذهل وطلب التغيير أي الحدث الذي تحقق في ميدان التحرير وبقية أنحاء مصر من جانب الشباب معززين بكتل الملايين، وهذا أيضا نجحنا فيه, وعندما فتحت الأبواب أصبح كل شيء أمامك متاحا لتتحقق العلامة الثالثة وهي الدخول لتحقيق هدف الثورة وهو التغيير الشامل في كل شيء، وهنا الفوز.. وهو ما يتحقق عندما تجد الثورة في نفسها جسارة دخول أبواب المستقبل وتعيد صياغته من جديد.
هنا عاد الأستاذ لبيب إلى المباراة مجددً وسأل الأستاذ لبيب قائلا: الشأن المصري ربما يحتاج إلي مباراة من ألف شوط حتي نستطيع ان نري الواقع ونتخيل ملامح الغد.. اسمح لنا ان نطل من نافذتك علي ما يجري الآن في نقاط محددة.. بم تصف السقوط المروع للنظام الذي كنا نظنه مرعبا ؟
فأجاب الأستاذ هيكل: ببساطة.. النظام ارتكب الخطأ التقليدي لكل من اعتمد علي العنف، عندما تجد البوليس وصل تعداده إلي مليون و240 ألف فرد ووفرت له كل الوسائل التكنولوجية وكانت النتيجة ما رأيت أن القوة المفرطة أصابت النظام السابق بوهم كبير جدا في تأثير قوته علي الأرض، والقوة في كثير من الأحيان يدعوها احساسها بنفسها إلي الاعتماد علي تأثيرها أكثر من اللازم، تتواكل وتتكاسل، والناس أيضا يكون شعورها تجاه هذه القوة مبالغا فيه، وارجع إلي قصة جابرييل جارسيا ماركيز خريف البطريرك ولكي نعرف قيمة ما حدث في تونس، فقد كان الهيلمان موجودا وطاغيا والكل يخشاه.. لكن الناس كسرت حاجز الخوف، كان النظام هناك يشبه النظام المصري، لكنه كان نموذجا معمليا علي نطاق أضيق.. ناس تقدمت وأزاحوا الوحش المغرور بسلطانه.. فتهاوي بسهولة، تماما مثل البطريرك في قصة ماركيز.
هنا خرج الأستاذ لبيب من نطاق المباراة إلى حدود شرم الشيخ عندكا سأل الأستاذ هيكل: هل مازلت عند رأيك فيما يتعلق ببؤرة شرم الشيخ.. وهل تحركت هذه البؤرة لتدير ثورتها المضادة من أماكن أخري وبأشخاص آخرين.. ومن هم ؟
فأجاب الأستاذ هيكل: لم أستعمل كلمة بؤرة هذه، فقد عدت لما قلته خلال لقاء تلفزيوني، ووجدت أنني استعملت كلمة موقع في الإشارة إلي شرم الشيخ4 مرات، واستعملت كلمة مركز مرتين، بينما كلمة بؤرة استخدمتها مرة واحدة، وأنا لم أقصد أنها بؤرة قذرة أو أي شيء من هذا القبيل.. لكنه وصف جغرافي أو طبوغرافي لشكل موقع.
الأستاذ لبيب: دائما كنت تتكلم بتقدير عن مقام الرئاسة.. حتي وأنت تنتقد سياسات مبارك، فهل أضاع الرئيس السابق هيبة مقام الرئاسة ؟!
الأستاذ هيكل: عندما تختار شخصا لهذا المنصب.. فالاختيار هو لرئيس في مقام الرئاسة، وهنا إما أن يتصرف الرئيس خطأ فتعزله، إما بحق الثورة أو بحق القانون، فالخلل ليس في مقام الرئاسة هو دائمامحفوظ أو كذلك ينبغي والمخطئ يسئ إلي نفسه، وينبغي أن يعاقب المخطيء وفقا لقاعدة وقانون يراعي الأمور التي تحدثنا فيها بالفعل.
إلى هنا، تؤكد "بوابة الأهرام" أن ماكتب سالفاً يمثل جزءاً بسيطاً من الحوار القيم الذى أجراه الأستاذ لبيب السباعى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، مع الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، ذلك الحوار الذى نال قدراً كبيراً من إعجاب قراء الأهرام، لما شمله من معلومات واعترافات لـ"الأستاذ" ربما تنشر لأول مرة، خاصة وان نوعية الأسئلة التى طرحها الأستاذ لبيب على "الأستاذ الكبير" ساهمت فى إخراج عبارات وجمل واعترافات من الكاتب الكبير،ربما كان قد يصعب على البعض إخراجها منه بسهولة


منقول :
http://www.assaltnews.com/index.php?...60&category=75
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 05-17-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

المسلم حسن حجازي يقتحم الحدود من سوريا الى يافا .
ويقول الانتصار الحقيقي يكون عبر الجيوش






بثت القناة العاشرة الإسرائيلية الليلة مقابلة خاصة أجرتها مع فلسطيني اقتحم الحدود من سوريا عبر حدود الجولان وتمكن من الوصول إلى يافا، مسقط رأس أجداده.



وذكر حسن حجازي في مقابلة للقناة العاشرة أن إسرائيليين يساريين ساعدوه في التسلل من منطقة الشمال الى مدينة تل أبيب . وأضاف حسن حجازي لمراسل القناة العاشرة الإسرائيلية : " لقد ركبت في باص كان مليئا بجنود جولاني وتجولت على مدى يوم كامل في مدينة تل أبيب".




ويشير مراسل موقع يا عيني نقلا عن القناة العاشرة إن حسن حجازي بعد أن تجول يوما كاملا في مدينة يافا سلم نفسه للشرطة الإسرائيلية . ويشار إلى أن نقطة الخروج لحسن حجازي كانت مجدل شمس بعد أن وصلها مجتازا الحدود السورية الإسرائيلية .




واضاف حسن حجازي انه لم يخش من الجنود الاسرائيليين بل بالعكس " فان جنديا الذي جلست بجانبه خاف مني اكثر مما اخاف منه" . واضاف حسن حجازي : "من قلب اسرائيل اقول بانني لا اعترف بهذه الدولة " , وقد سأله المراسل ان كان هذا انتصار ؟ أجاب أن هذا انتصار رمزي لان الانتصار الحقيقي يكون عبر الجيوش.




للشاهدة اضغط على هذا الرابط




http://www.youtube.com/watch?feature...&v=GgEuoJRqXs8


دولة الخلافة قائمة قائمة لا محالة



فلتكونوا من انصارها ولتكونوا من العاملين لها





ورسالتي الى كل من يملك نصرة للعاملين لإقامتها ((وخصوصا الجيوش)) ولم يفعل فلينتظر عقاب اليما من الله تعالى وسيكون حسابه عسيرا يوم لا ينفع الندم
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #6  
قديم 05-23-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *


بسم الله الرحمن الرحيم





أيها الصادحون بالجهاد والشهادة
الحكام وأعوانهم يتربصون بكم وبشعاراتكم فاحذروهم


إن المتابع لفعاليات الذكرى الثالثة والستين لإنشاء كيان اليهود، والتحضير لها في فلسطين وخارجها، ليلمس لمس اليد أن الأمة تسير في واد والحكام (ومعهم السلطة الفلسطينية) يسيرون في واد آخر، فهذا ما تنطق به مثلا وقائع يوم الجمعة 13/5/2011 الذي أطلق عليه (جمعة النفير)، فقد صلى المشاركون في الفعاليات صلاة الفجر المليونية فبدؤوا فعالياتهم بذكر الله، والتسبيح والتكبير والتهليل، ثم صدحوا في حشودهم المليونية بعبارات التحرير والجهاد والاستشهاد.

أما الحكام وأشباههم ووسائل إعلامهم المضللة، فقد تواطؤوا على احتواء هذه المشاعر الصادقة والعزائم المتوثبة عند رجال هذه الأمة بكل الأساليب، وهم يحاولون تضليلها وحرفها عن الطريق المنتج الصحيح، فقد تطابقت لغة الحكام والإعلام في توجيه هذه الفعاليات وهؤلاء الرجال المشتاقين للشهادة نحو القرارات الدولية، والتعويضات، والأمم المتحدة، لإبعادهم عن حقيقة التحرير. أما الانتفاضة فإن رئيس السلطة محمود عباس كان في 20/4/2011 قد تعهد بمنعها فقال (ما دمت رئيساً للسلطة الفلسطينية لن اسمح أبداً باندلاع انتفاضة جديدة مهما كان شكلها).

أيها المسلمون في بلاد الإسلام، يا أهل فلسطين، أيها المنتفضون، أيها الثائرون،
لا يخدعنكم الحكام وأجهزتهم الإعلامية، ولا يلفتُنكم عن شيء من أحكام دينكم، فإن هتافاتكم وشعاراتكم قد أرعبتهم وأرعبت أسيادهم المستعمرين، ولذلك يعملون وإعلامهم المضلل لحرفكم عنها وتزوير حقيقة توجهاتكم.

لقد كانت هتافاتكم صفعة على وجوه الحكام الذين ما فتئوا يذكرون السلام والمفاوضات مع اليهود أكثر مما يذكرون الله، وإن هتافاتكم تدل على أنكم تدركون حكم ربكم في قضية فلسطين، وأن حلها الحقيقي يكون بالجهاد والجيوش الجرارة التي تستأصل كيان يهود، وأنكم تتوقون إلى الشهادة في سبيل الله جنوداً في جيش تحرير فلسطين، إن الكفار وأعوانهم من الحكام يعلمون أنكم حين هتفت حشودكم (عالقدس رايحين شهداء بالملايين) من صميم قلوبكم، فإنكم لا تعنون بذلك أن تستشهدوا على طاولات المفاوضات، ولا أن تستشهدوا وانتم تطالبون الأمم المتحدة بالتدخل، ولا وأنتم تطالبون بتعويض اللاجئين، بل أن تستشهدوا في ساحات الوغى، ساحات الجهاد والشرف والعزة، وإن الحكام والكفار المستعمرين من ورائهم يعلمون أن من يهتف مخلصاً قلبه – كما هتفتم – (كلنا صلاح الدين هنحررك يا فلسطين)، فإنه يعني أن يكون مجاهداً في سبيل الله، وعبداً من عباد الله الأتقياء أولي البأس الشديد، فإن صلاح الدين رحمه الله أقسم ألا يبتسم حتى يحرر المسجد الأقصى من دنس الكافرين، وقد أكرمه الله بهذا الشرف العظيم.

لقد كانت هتافاتكم صفعة قوية على وجه منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية الذين يزعمون أن فلسطين هي قضية الفلسطينيين، وأثبتم بشكل محسوس ملموس أن قضية فلسطين هي قضية مليار ونصف مليار مسلم. وإن على المسلمين في بلاد العرب والعجم أن يستنقذوا هذه القضية من أيدي منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، الذين اختطفوا هذه القضية بتواطؤ دولي، ليعيثوا فيها فساداً وليوقعوا لليهود صكوك الملكية في هذه الأرض المقدسة. وإننا في هذا السياق نعود فنحذر حركة حماس من خطورة السير مع المنظمة والسلطة في المسار السياسي، لأن هذا يضفي "الشرعية الدولية" على اتفاقيات المنظمة والسلطة مع اليهود، ويجعل من حماس خاتماً "إسلامياً" على بيع معظم فلسطين، قصدت حماس ذلك أم لم تقصد. فالواجب عليهم أن يهدموا منظمة التحرير بدلاً من ترميمها والدخول فيها، فإن الممثل الشرعي يلزم للتفاوض مع اليهود، ولا يلزم للتحرير.

أيها المسلمون، يا أهل فلسطين، أيها المنتفضون، أيها الثائرون،
إياكم أن تطالبوا بتحكيم القانون الدولي في قضية فلسطين، فهل القانون الدولي إلا حكم الطاغوت، أو تطالبوا بالتعويض عنها، فهل التعويض إلا بيعاً لفلسطين تحت اسم خادع برّاق، وإياكم أن تطلبوا تنفيذ القرارات الدولية بخصوص فلسطين، فهل ضَيّع فلسطينَ بعد الحكام إلا هذه القرارات، أوليست هذه القرارات هي التي أوجدت كيان اليهود (إسرائيل) خنجراً في خاصرة الأمة. وهل يحل لنا أن نجعل هذا الطاغوت يحكم بيننا وبين اليهود في الأرض المقدسة، فنكون من الضالين (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).

إن مسيراتكم ورفعكم أصواتكم لتذكير الأمة بواجبها الحقيقي تجاه فلسطين، ألا وهو التحرير الكامل، هو أمر عظيم يأجركم الله عليه بإذنه تعالى، ولكن اعلموا أن فلسطين لا يحررها زحف العزل إلى حدودها من أجل الهتاف، أو محاولة المرور، بل يحررها زحف جيوش المؤمنين الذين أعدوا ما استطاعوا من قوة ترهب عدو الله وعدوكم، وإن روح الجهاد والاستشهاد المنبعثة في الأمة اليوم، تجعل ذلك أقرب للتحقيق من أي وقت مضى، ولقد أثبتت حرب رمضان 1973، أن استئصال كيان اليهود هو مسألة يوم أو بعض يوم، إن أخلصنا النية لله تعالى، ولم يتواطأ حكامنا مع أعدائنا.

ولأجل هذا فإن عليكم أن تتوجهوا إلى معسكرات الجيوش ومقراتها وأفراد الجيوش وضباطهم حيثما كانوا، وان تخاطبوهم وتذكروهم بواجبهم العظيم تجاه مسرى رسول الله، قولوا لهم فليحركوا آليّاتهم وطائراتهم التي علاها الصدأ، فهي للتحرير وجدت، لا لحماية الحكام ولا لقمع المسلمين صنعت، ذكروهم بأن الله وعدهم إحدى الحسنيين، قولوا لهم قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

إن حكامكم والسلطة الفلسطينية، لا يريدون تحرير فلسطين، بل يريدون السلام مع اليهود، فهو خيارهم الاستراتيجي كما يقولون في كل مناسبة، والسلام هو نقيض التحرير، فإن التحرير يعني إزالة كيان اليهود من فوق أرض فلسطين، أما السلام فيعني بقاء كيان اليهود، وإلا فمع من يكون السلام.

ولذلك اعملوا أن يطغى على فعالياتكم وشعاراتكم هذا الفهم الشرعي لقضية فلسطين، وخاطبوا جماهير الأمة وعلى رأسهم الجيوش بذلك، ولا تقبلوا بديلاً عن الحل الجذري الذي يرضاه رب العالمين، وأعلموا أننا على مثل اليقين أن الحكام الحاليين وإن تبدلت وجوههم، لن يحرروا فلسطين، ولذلك فالواجب عليكم أن تعملوا على تغييرهم وتغيير النظام الذي تُحكم به بلادكم، وأن تعملوا على تطبيق الإسلام كاملاً غير منقوص، في كيان يكون حاكمه خليفة لكل المسلمين يجمعهم على دين الله ويرعاهم بأحكام الله، ويكون لهم حامياً كما قال r (الإمام جنة يُقاتل من ورائه ويُتقى به)، ويحرر بهم ومعهم فلسطين وكل بلاد المسلمين المحتلة.


(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5))


11 جمادى الآخر، 1432 هـ
الموافق ‏14‏/05‏/2011 حزب التحرير- فلسطين
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #7  
قديم 05-26-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

الشعـب يريـد إعـدام مبـارك شنقاً


عبدالحليم قنديل يكتب:
مسئول عن قتل ألف شهيد فيحوادث ثورة يناير وعن إثارة الفزع الأمني وجرائم البلطجة، اعتقل مائة الف وعذبالآلاف وأعدم المئات وجعل مصر رقم واحد في الأمراض القاتلة ، سمح بعبور 36 الف طلعةجوية أمريكية و861 بارجة ذاهبة بالدمار إلي العراق وأفغانستان

في خطابه العاطفي الشهير المبتذل، وقبل خلعه من كرسيالرئاسة بأيام، قال حسني مبارك: إنه يريد أن يدفن في مصر، ونحن نريد أن نحقق لهالأمنية، لا نريده أن يموت كالبعير في سريره، بل أن يجري إعدامه شنقا، وفي مصر التيأهانها وأذل أهلها ، وفي ميدان التحريربالذات.
ليس هذا قولنا الشخصي، بل رأي ملايين المصريين الذيناحتشدوا في ميدان التحرير، وفي عواصم المحافظات الكبري، وفاضت حناجرهم وصدورهمبالغضب في جمعة المحاكمة والتطهير والحسم، وأثبتوا أن الثورة المصرية حية وقادرةومتجددة، مصممة علي بلوغ أهدافها كاملة، وكنس أي عوائق في طريقها، ومحاكمة مباركوإعدامه بتهمة الخيانة العظمي، والاستعداد للذهاب في حشود بالملايين إلي شرم الشيخ،وحيث يختبيء مبارك وعائلته يهربون من عقاب الشعب والتاريخ، ويحتمون برعاتهمالاسرائيليين عند الحدود القريبة.
يبدو أن المجلس العسكري له رأي آخر، فهو يقدم رجلاويؤخر عشرا ويتحرك ببطء مهلك، ويبث في نفوس الناس قلقا متزايدا، ويضعف الثقة العامةفيما يجري كله، ولا يريد أن يصارح الناس بحقائق اللحظة الملتبسة، فيما يأوي المشيرطنطاوي إلي كهف الصمت ويترك لرجال مجلسه العسكري منصات الكلام، وهؤلاء - تبدورهم- يعاملون الشعب المصري معاملة الأطفال، يربتون علي أكتافهم، ويعدونهم بالفسحوالرحلات، وبالمحاكمات التي لابد لها أن تجيء ، وفي الوقت المناسب الذي لا يناسبأحدا، ويشكلون وفودا ولجانا قضائية متكررة الأسماء لكسب الوقت، تذهب وتجيء، ودون أنيعرف أحد متي يأتي الموعد بالضبط، وأي محكمة سوف تنظر في أمر المخلوع، وأي حكمينتظره، وهل يضمن أحد عدم هروبه قبل إحالته للمحاكمة، أم أن جنرالات المجلس العسكريينتظرون التساهيل، ويأملون الفرج علي يد عزرائيل، وحتي يخلصهم من ورطة ومأزق محاكمةمبارك.
وربما لا يصح لأحد، لا من جنرالات المجلس العسكري،ولا من غيره، أن يجلس في انتظار عزرائيل، فهذه أقدار الله التي لا نعلمها، وللهوحده حق الحساب في الآخرة، بينما الشعوب لها حق القصاص في الدنيا، وقد أثبت الشعبالمصري مقدرته الأسطورية علي التحكم في مصائرة، وخلع الديكتاتور دون انتظارلعزرائيل، وهو يريد الآن إكمال الشوط، وخلع الديكتاتور من الدنيا كلها، وليس منكرسي الرئاسة المتروك للمجلس العسكري.
ولا يصح لأحد أيضا، لا من جنرالات المجلس العسكري،ولا من غيره، أن يراهن علي فوات الوقت، وتثبيط الهمم، وصرف النظر، أو علي وهن قديدب في حركة الشعب المصري، فالمصريون شعب في غاية الذكاء، يعرفون طبيعة ثورتهم،ومصممون علي حراستها، والوفاء لدم شهدائها، ويدركون أن دم شهيد واحد بألف رأس ممايعدون، وأن القصاص العادل هو شرع الله وإرادة الناس، وأن مبارك يستحق الإعدام ألفمرة، فهو المسئول المباشر عن دم ألف شهيد في حواث ثورة 25يناير، وهو الذي أصدرالأوامر بإطلاق الرصاص الحي ودهس المتظاهرين، وهذه وحدها جريمة خيانة عظمي كاملةالأوصاف، فما بالك بآلاف الخيانات العظمي التي ارتكبها في ثلاثين سنة حكم بالغصب،فلم تكن له شرعية في أي وقت، وحكم البلد بعصا الاحتلال، واعتقل ما يزيد علي مئة ألفمصري، وعذب وأعدم الآلاف، وانتهي بالمئات إلي غياهب الاختفاء القسري، وشفط- مععائلته ومماليكه - البلاد بأجيالها كلها ، بخصخصة المصانع والمنشآت العامة وبتخصيصأراضي الدولة، وتوزيعها قطعا وقصورا علي المحاسيب، وترك للمصريين عذابا وفقرا وقهراوبطالة وعنوسة وأمراضا، ونهشت وقتلت الملايين، وجعل مصر رقم واحد في التهاب الكبدالوبائي، ورقم واحد في الفشل الكلوي، ورقم واحد في السرطانات المميتة ورقم واحد فيحوادث الموت علي الأسفلت وحجز لنفسه ولعائلته ومماليكه - أحط مكان في التاريخالمصري بإطلاق عصوره، فلم تنهب مصر كما نهبت في أيامه، ولم تهن كما هانت معه، وهوالذي خدم الأمريكيين كعميل مجاني، وأفسح لهم أراضينا وأجواءنا ومياهنا بتسهيلاتالعبور ونقاط الارتكاز العسكري، وسمح - حسب بيانات مكتب المحاسبة الامريكي - عبور 36ألفا و550طلعة جوية أمريكية مقاتلة ذاهبة بالدمار إلي أفغانستان والعراق، وسمحبعبور 861 بارجة حربية ونووية أمريكية عبر قناة السويس وفي فترة أربع سنوات فقط بينعامي 2001،2005، بينما ظل طول الوقت بدفع الحساب للأمريكيين، ومقابل تأشيراتالإقامة في قصر الحكم، ونهب ثروة الأمة لشخصه وعائلته، ووضع خزانة الدولة في محفظةنقوده، وكان يخدم الإسرائيليين لكسب رضا الباب العالي في واشنطن، كان يدفع جزيةالغاز والبترول لإسرائيل، وفاق كل العملاء والخونة الذين صادفهم التاريخ المصريوالعربي، وإلي حد أن وصفه الجنرال بنيامين بن أليعازر بأنه - أي مبارك الخائن - أعظم كنز استراتيجي لإسرائيل«!»
كل واحدة من جرائم مبارك توجب إعدامه فورا، والتواطؤعلي حمايته جريمة تضاف إلي السجل الجنائي، ولا نريد للمجلس العسكري أن يتحمل وزرهذه الجريمة، وبأي تعلة أو عذر، أو بأي دعوي تكذب علي الناس، أو تحايل لامتصاصالغضب، فلا تكفي إحالة زكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور وإبراهيم سليمان للتحقيقفالمحاكمة، ولايكفي بدء التحقيق مع جمال مبارك وأحمد نظيف، فكل هؤلاء - مع غيرهم - صنائع وخدم لمبارك، ارتكبوا الجرائم باسمه، وسرقوا ونهبوا وزوروا بالاتفاق معه،وساموا الناس سوء العذاب دفاعا عن كرسيه، وقد زال الكرسي، وآن لصاحبه أن يسقط، وأنينتهي غموض إقامته في شرم الشيخ، وأن نفك ألغاز الحماية الضمنية من الأمريكيينوخادمهم السعودي، وأن يعلن المشير محمد حسين طنطاوي قولا واحدا في القصة كلها، فلنيقبل الناس بأقل من محاكمة فورية للطاغوت، ولن يقبل الناس بأقل من إعدامه في ميدانعام، فإعدام مبارك هو إعدام للنظام، إعدام مبارك هو الذي يجلب الأمن لمصر، ويقضيعلي البلطجة المدبرة، والتي يديرها زبانيته علي أمل رجوعه، من موقعة الجمل إليموقعة الجلابية في استاد القاهرة، ومن خطف البنات إلي سرقة البيوت، وإعدام مباركهوالذي يقضي علي حزبه الإجرامي، ويعيد ممتلكاته ومقراته المسروقة للدولة وللشعب،وإعدام مبارك هو الذي ينهي استمرار بقاء فضيحة المجالس المحلية المزورة، وهيالقاعدة الأوسع لعصابة المخلوع، وإعدام مبارك هو الذي يسمح بإجراء محاكمات علنيةلضباط أمن الدولة، وإعدام مبارك هو الذي يكنس قاذوراته المتركمة في قوائم المحافظينورؤساء الجامعات وعمداء الكليات، وإعدام مبارك هو الذي يهزم الإسرائيليين ويكشفشبكات جواسيسهم في مصر، وبإعدام مبارك يقطع الرأس الفاسد، فيتهاوي الجسد النتن،وتذهب العروش والكروش إلي مزابل التاريخ.


وأرجو أن يأخذ المجلس العسكري المسألة بجد، فالقصة لمتعد تحتمل المزيد من التلاعب، وقد ارتضي المصريون دورا بعينه للمجلس العسكري، ورغمأي ملاحظات في محلها علي شخوص بعينها، ارتضي المصريون دور «الوكيل» للمجلس العسكري،الوكيل المفوض من الأصيل الذي هو الشعب المصري وحده، كلف الشعب جيشه العظيمبالمهمة، وكلف المجلس العسكري بدور سياسي حاكم، ومما تصح فيه وعليه كل صور المراجعةوالنقد والتصحيح والنقض، فقد أحس الناس بتباطؤ المجلس العسكري في أداء مهام الوكيلالمؤتمن، وهم يتخوفون الآن من التباطؤ الموحي بالتواطؤ، وكاد رصيد الثقة يتبدد ،وهو ما قد ينذر بخطر لا نريده، لا في الجيش، ولا في علاقته مع الشعب، فنحن الأحرصعلي سلامة الجيش وتماسكه الداخلي وانضباطه الصارم، ولا نريد لعبا بالنار، لابانقلابات العسكر، ولا بغيرها، لا نريد طريق الندامة، ونؤثر طريق السلامة، والمطلوب ! إنهاء التباطؤ فورا، وتنفيذ أوامر الثورة الشعبية بملايينها الغاضبة في ميادينالتحرير، ورأس الأمر فيها هو محاكمة مبارك الآن وفورا، وتمهيدا لإعدامه المستحق،وهذه ليست مهمة النائب العام، فالرجل بلا حول ولا طول، وعينه مبارك المطلوب محاكمتهالآن، ويحتاج النائب العام إلي نائب عام يحقق معه، نعم هذه ليست مهمة النائب العامالمستشار عبد المجيد محمود، ولا هي مهمة المستشار عاصم الجوهري مدير إدارة الكسبغير المشروع، ولا هي مهمة المستشار عبد العزيز الجندي وزير العدل الجديد، والذي قالإنه تلقي تقريرا طبيا يفيد عجز مبارك عن الحركة، وأنهم سيرسلون لجنة تحقيق لسؤالهفي قصره بشرم الشيخ، وهذا الكلام لا يليق، هذا كلام دون المقام، وأقرب للتزوير فيأوراق رسمية، ومع كامل الاحترام الشخصي للجندي والجوهري ومحمود، فهم جميعا لايسألون عما يفعلون في هذه القضية بالذات، فهم في مكانة المأمور أو عبد المأمور ، همرجال بلا قرار في قضية مبارك بالذات، والقرار للمجلس العسكري ولرئيسه المشيرطنطاوي، وهو قرار ليس فيه اختيار، ولا فسحة وقت أخذوا منها ما يكفي ويزيد، فقد حانتساعة الصفر، ولم يبق سوي أخذ قرار تراخت مواعيده ، فافعلوها الآن من فضلكمياجنرالات، وقبل أن يفوت الآوان، ويسحب الشعب المصري تفويضه، وتتبدد الثقة بكاملها،وينتهي الرهان إلي الخسران..
جريدة صوت الأمة


منقول عن موقع جبهة علماء الأزهر:
http://www.jabhaonline.org/index.php...ticle&id=710:2 011-04-14-12-01-38&catid=36:2009-10-18-15-31-20&Itemid=63


ولنا تعليق:



( الشعب يريد إعدام مُبارك شنقاً )، مطلب آني يكشف مدى كُره الشعوب في العالم الإسلامي ومنها مصر لحكامها وجرائمهم، تلك الجرائم التي رسخت الحقد الدفين الكامن في النفوس على هؤلاء العملاء العملاء، والحقيقة أنّ الأمة كاملة تعلن وتلح في الطلب مطلبها الرئيس وهو ( الخلافة الإسلامية ) والخلافة علاوة على أنّها الحل الوحيد لمشاكل الأمة المنهية للظلم والاستبداد ونهب ثروات الأمة فالخلافة هي حكم شرعي واجب التحقيق بل هي ( فرض الفروض ) الذي من خلالها يتم تنفيذ كافة الفروض الشرعية، ويأثم المسلمين كافة لغيابه. فلتتكاتف جهودنا جميعا في العمل الجاد مع ( حزب التحرير ) لتحقيق هذا الفرض العظيم .
طالب عوض الله
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #8  
قديم 05-26-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *


من أساسيات قواعد التشريع الإسلامي



العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلاّ بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في نفس الوقت أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يُسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلاّ إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم
تنشأ الدولة بنشوء أفكار جديدة تقوم عليها، ويتحول السلطان فيها بتحول هذه الأفكار، لأن الأفكار إذا أصبحت مفاهيم –أي إذا أُدرِك مدلولها وجرى التصديق بها- أثّرت على سلوك الإنسان، وجعلت سلوكه يسير بحسب هذه المفاهيم، فتتغير نظرته إلى الحياة، وتبعاً لتغيرها تتغير نظرته إلى المصالح. والسلطة إنّما هي رعاية هذه المصالح والإشراف على تسييرها. ولذلك كانت النظرة إلى الحياة هي الأساس الذي تقوم عليه الدولة وهي الأساس الذي يوجد عليه السلطان. إلاّ أن النظرة إلى الحياة إنّما توجِدها فكرة معينة عن الحياة، فتكون هذه الفكرة المعيّنة عن الحياة هي أساس الدولة وهي أساس السلطان. ولمّا كانت الفكرة المعيّنة عن الحياة تتمثل في مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات كانت هذه المجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات هي التي تعتبر أساساً والسلطة إنّما تَرعي شؤون الناس وتشرف على تسيير مصالحهم بحسب هذه المجموعة، ولذلك كان الأساس مجموعة من الأفكار وليس فكرة واحدة، وهذه المجموعة من الأفكار قد أوجَدت بمجموعها النظرة إلى الحياة وتبعاً لها وُجدت النظرة إلى المصالح وقام السلطان بتسييرها حسب هذه النظرة. ومن هنا عُرفت الدولة بأنها كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبّلتها مجموعة من الناس.
هذا بالنسبة للدولة من حيث هي دولة، أي من حيث هي سلطان يتولى رعاية المصالح ويشرف على تسييرها. إلاّ أن هذه المجموعة من الأفكار التي تقوم عليه الدولة، أي مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات، إما أن تكون مبنية على فكر أساسي أو ليست مبنية على فكر أساسي، فإن كانت مبنية على فكر أساسي فإنها تكون متينة البنيان وطيدة الأركان ثابتة الكيان، لأنها تستند إلى أساسٍ ما بعده أساس، لأن الفكر الأساسي هو الفكر الذي لا يوجد وراءه فكر ألا وهو العقيدة العقلية، فتكون الدولة حينئذ مبنية على عقيدة عقلية. وأمّا إن كانت الدولة غير مبنية على فكر أساسي فإن ذلك يسهّل أمر القضاء عليها، ويكون ليس من الصعب تحطيم كيانها وانتزاع سلطانها، لأنها لم تُبنَ على عقيدة واحدة ينبثق عنها وجودها، فيكون من غير الصعب إزالتها. ولهذا كان لا بد للدولة حتى تكون ثابتة الكيان من أن تكون مبنية على عقيدة عقلية تنبثق عنها الأفكار التي وُجدت الدولة على أساسها، أي عقيدة عقلية تنبثق عنها المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تمثل فكرة الدولة عن الحياة، وبالتالي نظرة هذه الدولة االى الحياة، تلك النظرة التي ينتج عنها نظرتها إلى المصالح.
والدولة الإسلامية إنّما تقوم على العقيدة الإسلامية، لأن مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبّلتها الأمّة إنّما تنبثق عن عقيدة عقلية، وقد تقبّلت الأمّة أولاً هذه العقيدة واعتنقتها عقيدة يقينية عن دليل قطعي، فكانت هذه العقيدة هي فكرتها الكلية عن الحياة، وبحسبها كانت نظرتها إلى الحياة ونتجت عنها نظرتها إلى المصالح، وعنها أخذت الأمّة مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات. ولذلك كانت العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة الإسلامية. ثم إن الدولة الإسلامية أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس معيّن فيجب أن يكون هذا الأساس هو أساس الدولة الإسلامية في كل زمان ومكان، فإنه عليه السلام حين أقام السلطان في المدينة وتولى الحكم فيها أقامه على العقيدة الإسلامية من أول يوم ولم تكن آيات التشريع قد نزلت بعد، فجعل شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله أساس حياة المسلمين وأساس العلاقات بين الناس، وأساس دفع التظالم وفصل التخاصم، أي أساس الحياة كلها وأساس السلطان والحكم. ثم لم يكتف بذلك بل شرع الجهاد وفرضه على المسلمين لحمل هذه العقيدة للناس، قال صلى الله عليه وسلم: (أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، فإنْ قالوها عَصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها)، ثم جعل المحافظة على استمرار وجود العقيدة أساساً للدولة فرضاً على المسلمين وأمر بحمل السيف والقتال إذا ظهر الكفر البواح، أي إذا لم تكن هذه العقيدة أساس السلطان والحكم، فقد سئل عن الحكام الظلمة أنُنابذُهم بالسيف؟ قال: (لا، ما أقاموا الصلاة) وجَعل بيعته أن لا ينازِع المسلمون أولي الأمر إلاّ أن يروا كفراً بواحاً، ففي حديث عوف بن مالك عن شرار الأئمة (قيل: يا رسول الله أفلا نُنابذُهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) وفي حديث عُبادة بن الصامت في البيعة (وأن لا ننازِع الأمر أهله إلاّ أن تروا كفراً بواحاً) ووقع عند الطبراني (كفراً صراحاً) ووقع في رواية (إلاّ أن تكون معصية الله بواحاً). فهذا كله يدل على أن أساس الدولة هو العقيدة الإسلامية، إذ أن الرسول أقام السلطان على أساسها وأمر بحمل السيف في سبيل بقائها أساساً للسلطان، وأمر بالجهاد من أجلها. وبناء على هذا وُضعت المادة الأولى من الدستور، ومنعت من أن يكون لدى الدولة أي مفهوم أو قناعة أو مقياس غير منبثق عن العقيدة الإسلامية، إذ لا يكفي أن يُجعل أساس الدولة اسماً هو العقيدة الإسلامية بل لا بد أن يكون وجود هذا الأساس فيها ممثَّلاً في كل شيء يتعلق بوجودها، وفي كل أمر دَقَّ أو جَلَّ من كافة أمورها، فلا يجوز أن يكون لدى الدولة أي مفهوم عن الحياة أو الحكم إلاّ إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية ولا تسمح بمفهوم غير منبثق عنها، فلا يُسمح بمفهوم الديمقراطية أن يُتبنى في الدولة لأنه غير منبثق عن العقيدة الإسلامية فضلاً عن مخالفته للمفاهيم المنبثقة عنها. ولا يجوز أن يكون لمفهوم القومية أي اعتبار لأنه غير منبثق عن العقيدة الإسلامية فضلاً عن أن المفاهيم المنبثقة عنها جاءت تذمّه وتنهى عنه وتبين خطره. ولا يصح أن يكون لمفهوم الوطنية أي وجود لأنه غير منبثق عن هذه العقيدة فضلاً عن أنه يخالف ما انبثق عنها من مفاهيم. وكذلك لا يوجد في أجهزة الدولة وزارات بالمفهوم الديمقراطي، ولا في حكمها أي مفهوم امبراطوري أو ملكي أو جمهوري لأنها ليست منبثقة عن عقيدة الإسلام وهي تخالف المفاهيم المنبثقة عنها. وأيضاً يُمنع منعاً باتاً أن تجري محاسبتها على أساس غير العقيدة الإسلامية لا من أفراد ولا من حركات ولا من تكتلات، فتُمنع مثل هذه المحاسبة التي تقوم على أساس غير العقيدة الإسلامية، ويُمنع قيام حركات أو تكتلات على أساس غير العقيدة الإسلامية. فإنّ كون العقيدة الإسلامية أساس الدولة يحتم هذا كله منها ويوجبه على الرعية التي تحكمها، فإن حياتها بوصفها دولة وحياة كل أمر منبثق عنها بوصفها دولة وكل عمل متصل بها بوصفها دولة وكل علاقة توجَد معها بوصفها دولة يجب أن يكون أساسه هو عقيدة الدولة وهي العقيدة الإسلامية.
وأمّا الأمر الثاني في المادة فإن دليلها أن الدستور هو القانون الأساسي للدولة، فهو قانون، والقانون هو أمر السلطان، وقد أمر الله السلطان أن يحكم بما أنزل الله على رسول الله، وجعل مَن حكم بغير ما أنزل الله كافراً إن اعتقد به واعتقد بعدم صلاحية ما أنزل على رسوله، وجعله عاصياً إن حكم به ولم يعتقده، فدل ذلك على أن الإيمان بالله وبرسول الله يجب أن يكون أساس ما يأمر به السلطان أي أساس القانون وأساس الدستور. أمّا أمر الله السلطان بأن يحكم بما أنزل الله أي بالأحكام الشرعية فثابت في الكتاب والسنّة، قال الله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شجر بينهم) وقال: (وأنِ احكُم بينهم بما أنزل الله)، وحصر تشريع الدولة بما أنزل الله محذراً من الحكم بغيره، قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وقال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رَد)، فهذا يدل على أن تشريعات الدولة محصورة بما ينبثق عن العقيدة الإسلامية، وهي الأحكام الشرعية التي نعتقد أن الله أنزلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء أكان إنزالها صريحاً بأن قال هذا حُكم الله وهو ما تضمنه الكتاب والسنّة وما أجمع عليه الصحابة بأنه حكم الله، أم كان إنزالها غير صريح بأن قال هذه علامة حكم الله، وهو ما يؤخذ بالقياس الذي علّته شرعية. ولهذا وًضع الأمر الثاني من المادة.
ثم إنه لمّا كانت أفعال العباد قد جاء خطاب الشارع ملزِماً التقيد به، لذلك كان تنظيمها آتياً من الله، وجاءت الشريعة الإسلامية متعلقة بجميع أفعال الناس وجميع علاقاتهم سواء أكانت علاقتهم مع الله أم علاقتهم مع أنفسهم أم علاقتهم مع غيرهم. لذلك لا محل في الإسلام لسنّ قوانين من قِبل الناس لتنظيم علاقاتهم، فهم مقيَّدون بالأحكام الشرعية، قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقال: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيَرةُ من أمرهم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله فرض فرائض فلا تُضيّعوها، ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وحَدّ حدوداً فلا تعتدوها) وقال عليه الصلاة والسلام: (ومن أَحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد). فالله هو الذي شرع الأحكام وليس السلطان، وهو الذي أجبرهم وأجبر السلطان على اتّباعها في علاقاتهم وأعمالهم، وحصرهم بها، ومنعهم من اتّباع غيرها. ولهذا لا محل للبشر في وضع أحكام لتنظيم علاقات الناس، ولا مكان للسلطان في إجبار الناس أو تخييرهم على اتّباع قواعد وأحكام من وضع البشر في تنظيم علاقاتهم.
منقول عن : مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له – من منشورات حزب التحرير
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #9  
قديم 05-28-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

سوريا والصراع الأمريكي-الأوروبي فوق نهر من دماء أهله

سيف الدّين عابد


وفق ما يقوله مختصون في مجال حقوق الإنسان فقد اقترب عدد من قتلهم النظام السوري وأجهزة أمنه من 800 قتيل - نحسبهم عند الله تعالى شهداء- ، ولا تزال الآلة القمعية تشتد حدّتها في مختلف المدن والقرى السورية ،كما لا يزال التعتيم الإعلامي مفروضاً على البلاد، ولا يُسمح إلا لإعلام النظام بنشر الأكاذيب والتضليل الذي وصل حداً من الكذب والاستغناء للعقول بشكل مقيت وأكثر من ممجوج في حين أن مشاهد " الفيديو" التي يتم تسريبها من داخل الشام الأبية يعطي وبوضوح صورة مؤلمة عمّا يجري من قتل وقمع وتسيير للآليات العسكرية وكأنّ النظام في حالة حرب مع عدوّ جبّار!! حتى أن النساء والأطفال لم يُستثنوا من القتل في الطرقات بدم بارد!

ومع كلّ هذا فإن سوريا تخضع الآن - كما تخضع ليبيا - لصراع دولي مقيت الهدف منه تكريس النفوذ والبحث عن عمالات جديدة قديمة تخدم الأسياد - أمريكا وأوروبا - . فمن جهة نسمع تصريحات أمريكية تقول أنه لم يُغلق الباب بعد للإصلاحات في سوريا ولا يخفى على أمريكا مقدار " العنف" المستخدم ضد أناس عزّل من السلاح يطالبون بالعزة وبالكرامة، كما لا يخفى عليها الكمّ الهائل من القتلى على أيدي القوات السورية، غير أنها تنتهج نهجاً يدل بوضوح على أنها لا تزال متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد، فهي لم تطالب بعد بتنحيه كما طالبت بتنحي مبارك وزين العابدين وتستخدم ألفاظاً تدل على نوع من التساهل مع ما يقترفه النظام المجرم في سوريا:

فهذا موقف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري الذي كان حتى الشهر الماضي يمتدح الرئيس السوري بأنه «إصلاحي». وبعد أن كان كيري أول المطالبين بتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك والرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، امتنع عن المطالبة حتى الآن بتنحي الرئيس السوري. وقال كيري في البيان الذي أصدره بعد إقرار العقوبات الأميركية الجديدة ضد سوريا الأسبوع الماضي إن «على العالم أن يندد بالعنف ضد الشعب السوري». وأضاف أن رد الحكومة السورية «على شجاعة الشعب بالقتل العشوائي واستخدام الدبابات في مراكز سكنية أمر غير مقبول". واعتبر كيري أن هناك «حاجة لزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية كي يفهم الرئيس الأسد أن عليه إنهاء العنف واحتضان الإصلاحات".

ورد كيري على مقال في صحيفة "بوستن غلوب» انتقد تواصله السابق مع نظام الأسد، قائلا في رسالة إلى محررها نشرت أول من أمس: «في الحقيقة كل الخيارات الأخرى فشلت وأتواصل مع السوريين وعيوني مفتوحتين تماما». وأضاف: «في المرات القليلة التي أحرزنا فيها تقدما مع سوريا كانت من خلال الحوار وليس العزلة.

ومن الجهة المقابلة وبعد صمت نسبي من أعضاء الكونغرس على مدى الأسابيع الماضية التي شهدت قمعا للمظاهرات في سوريا، بعثت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية الينا روس - ليتانين رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس تطالبه باتخاذ موقف أشد تجاه النظام السوري. ووقع النائب الديمقراطي اليوت أنغل الرسالة مع روس - ليتانين، معلنين أن «الوقت قد حان لتتبع الولايات المتحدة سياسة حازمة تجاه سوريا لحرمان نظام الأسد من المصادر السياسية والاقتصادية والتكنولوجية للقيام بنشاطات تشكل تهديدا كبيرا لأمن الولايات المتحدة ومصالحنا وحلفائنا".

فكان الرد رفض مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مايكل بوسنر اقتراح أحد النواب باستدعاء السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد على أثر القمع السوري للاحتجاجات. وقال خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أول من أمس إن فورد «على اتصال بأرفع المسؤولين في الحكومة السورية وبالأشخاص الذي يستهدفهم العنف». واعتبر إنه "من الشرعي أن يكون أحد دبلوماسيينا الرفيعي المستوى موجودا في سوريا»، مشددا على أن «دوره هو أن يكون ممثلنا الأرفع مستوى في دمشق وسوريا وأن يدافع عن حقوق الإنسان». وكان النائب ستيف تشابو الذي اقترح أن يغادر فورد دمشق نقل مخاوف أعضاء في اللجنة التي تأمل بـ«مقاربة أكثر حزما إزاء سوريا». وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إنه من الضروري إبقاء فورد في محله في الوقت الراهن، موضحة أنه «يواصل لقاءاته المستمرة والنظامية مع المسؤولين السوريين". وهذا يدل وبشكل جلي على أن أمريكا متمسكة حتى الآن بنظام الرئيس السوري بشار الأسد رغم الجرائم التي يقترفها بحق الشعب السوري.

وامتناع أمريكا عن إدراج اسم بشار الأسد على قائمة العقوبات لا يُفهم أيضاً إلا من خلال هذه الزاوية. ولا يمكن أن يُفهم هذا التصرف الأمريكي إلا من زاوية أهمية هذا النظام لأمريكا ولمصالحها، ومصالح الكيان اليهودي كذلك، وهذا ما يُفهم بشكل جلي من تصريحات رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري والقريب من دائرة صنع القرار في سوريا إن لم يكن في صلبها...فأمن بني يهود من أمن سوريا وبقاء نظامها!!

ومن جهة أخرى نرى الصراع الفرنسي - رأس حربة أوروبا في هذه القضية - مع أمريكا في تعاطيها مع سوريا ونظامها، فقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء أن فرنسا تريد إدراج الأسد على لائحة الإتحاد الأوروبي التي تضم مسؤولين في النظام السوري ينوي إخضاعهم لعقوبات. وقال جوبيه ردا على سؤال حول إدراج الرئيس السوري على لائحة الأشخاص الذين سيستهدفهم عقوبات بسبب القمع الدامي للتظاهرات في البلاد "فرنسا تريد ذلك". وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن الحكومة التي تطلق النار على شعبها "تفقد شرعيتها". وقال جوبيه في معرض رده على سؤال في لقاء صحافي أن "حكومة تقتل مواطنيها لان هؤلاء يريدون التعبير عن أنفسهم من اجل إقامة ديمقراطية حقيقية تفقد شرعيتها". وموقف فرنسا هذا ليس حباً في أهل سوريا، ولا محاولة لوقف التقتيل فيها وانتهاك الأعراض بقدر ما هو محاولة منها لتوجد لنفسها موطيء قدم في مرحلة " ما بعد بشار "

ومما يشير إلى هذا الفهم ما صدر عن معاون نائب الرئيس السوري "محمد ناصيف" من أقوال فيما يتعلق بما يدور بينه وبين السفير الأمريكي في دمشق " روبرت فورد" حيث جاء ما يلي نقلاً عن موقع " الأخبار

تبعاً لما راح يسمعه منه زوّار لبنانيون بارزون في الأيام الأخيرة، يشير معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف إلى تردّد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد عليه لمناقشة الوضع الداخلي، في صورة لا تعكس تماماً الموقف الإعلامي الأميركي. ويصف العلاقة مع واشنطن، رغم كل ما يُعلن، بأنها ليست سيئة كما يتصوّر البعض نظراً إلى تيقّن الولايات المتحدة من أهمية دور نظام الأسد في المنطقة، والموقع الاستراتيجي لسوريا، ناهيك بدورها في استقرارها. يتحدّث المسؤول السوري الرفيع عن غضب دمشق من الموقف الأوروبي ورأس حربته فرنسا، ولا يرى مبرّراً لتدهور العلاقات الفرنسية ـــــ السورية على نحو ما حصل في الشهرين المنصرمين، وإصرار باريس على فرض عقوبات على سوريا وتأليب المجتمع الأوروبي عليها.

لكن اللواء ناصيف يقول، في معرّض التعليق على ردّ الفعل الفرنسي الحاد حيال الأسد ونظامه في مواجهة الاضطرابات وتجاهل باريس أعمال الشغب والاعتداء على الجيش والمخافر والمنشآت الرسمية، إن الانتداب الفرنسي ولّى: إذا كانت فرنسا تطمع بالنفط الليبي ودخلت في مواجهة مباشرة مع النظام هناك من أجل الحصول على دور في المنطقة، إلا أن سوريا وخياراتها عصيّة عليها. فهو كلام يلخص العلاقة الطيبة مع أمريكا، كما يلخص محاولة فرنسا في إيجاد عملاء لها وموطي قدم في سوريا.

ومن هذا نرى أنه لا أمريكا ولا أوروبا تعنيهما دماء المسلمين في سوريا بحال من الأحوال، وإنما الهمّ الأوحد لكلّ منهما تحقيق المصالح وإبقاء السيطرة على البلاد والنظام - فيما يخص أمريكا - ومحاولة زعزعة النظام والعمل على استبداله لما يخدم مصالحها - وهذا فيما يخص فرنسا وأوروبا-....ودماء المسلمين تجري كالأنهار فهملا بواكي لهم، بل هي المصالح لأعداء الله، والحفاظ على كيان بني يهود خوفاً من أن يتزعزع بتزعزع نظام الأسد الذي تثبت الأحداث يوماً بعد يوم صدق رؤية حزب التحرير وقيادته لعمالة وخيانة هكذا أنظمة وحكّام، وأن الشعوب لا تعني لهم شيئاً، وأن مصالحهم فوق الحقوق والكرامات والأعراض والدماء.




سيف الدّين عابد


22 من جمادى الثانية 1432

http://azeytouna.net/Selectie/Selectie241.htm
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #10  
قديم 05-28-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

الخليفة والخياط






بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في لسان العرب:

الوَزْعُ: كَفُّ النفْسِ عن هَواها.
وزَعَه وبه, يَزَعُ يَزِعُ وزْعاً: كفَّه فاتَّزَعَ هو أَي كَفَّ.

وفي الحديث: (مَن يَزعُ السلطانُ أَكثرُ ممن يَزعُ القرآنُ) معناه أَنّ مَن يَكُفُّ عن ارتِكابِ العَظائِم مَخافةَ السلطانِ أَكثرُ ممن تَكُفُّه مخافةُ القرآنِ واللهِ تعالى، فمن يكفُّه السلطانُ عن المعاصي أَكثر ممن يكفه القرآنُ بالأَمْرِ والنهيِ والإِنذار.

وفي بعض الكلام: "ما يَزعُ السُّلطانُ أكثَرُ مِمَّا يَزعُ القرآن"، أي إنَّ النَّاسَ للسُّلطان أخْوَف.


وروى أبو بكر البرقاني والقاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن الحسين بن احمد بن بكير ومحمد بن المؤمل الدفع وأحمد بن محمد العتيقي أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا احمد بن الحسين الهمذاني أبو حامد حدثنا احمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم حدثنا جدي محمد حدثنا الهيثم بن عدى حدثنا عبيد الله بن عمر بن نافع عن بن عمر قال: ( سمعت عمر بن الخطاب يقول لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن). تاريخ بغداد ج: 4 ص: 107



وروى ابن شبة في تاريخ المدينة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد قال حدثنا يحيى بن سعيد أن عثمان رضي الله عنه قال : ( ما يزع السلطان الناس أشد مما يزعهم القرآن ). ذكره في جامع الأصول



وجاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله في المجلد الحادي عشر (في ترجمة الخليفة العباسي المعتضد) قال:

ذكر القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن شيخ من التجار قال:

أن تاجرا من ضعفاء الناس كان له على بعض الكبراء مال كثير ..
فماطله ومنعه حقه .. وكلما طالبه الفقير به آذاه .. وأمر غلمانه بضربه ..
فاشتكاه إلى قائد الجند .. فما زاده ذلك إلا منعاً وجحوداً ..
قال هذا الضعيف المسكين :
فلما رأيت ذلك يئست من المال الذي عليه ودخلني غمّ من جهته .. فبينما أنا حائر إلى
من أشتكي ..
إذ قال لي رجل : ألا تأتي فلاناً الخياط إمام المسجد ..
فقلت : ما عسى أن يصنع خياط من هذا الظالم ؟ وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه !
فقال : الخياط هو أقطع وأخوف عنده من جميع من اشتكيتَ إليه .. فاذهب لعلك أن تجد
عنده فرجاً ..
قال : فقصدته غير محتفل في أمره .. فذكرت له حاجتي ومالي وما لقيت من هذا الظالم ..
فقام وأقفل دكانه .. ومضى يمشي بجانبي حتى وصل إلى بيت الرجل .. وطرقنا الباب ..
ففتح الرجل الباب مغضباً .. فلما رأى الخياط .. فزع .. وأكرمه واحترمه ..
فقال له الخياط : أعط هذا الضعيف حقه ..
فأنكر الرجل وقال : ليس له عندي شيء ..
فصاح به الخياط وقال : ادفع إلى هذا الرجل حقه وإلا أذنتُ ..
فتغير لون الرجل ودفع إليّ حقي كاملاً ..
ثم انصرفنا ..
وأنا في أشد العجب من هذا الخياط .. مع رثاثة حاله .. وضعف بنيته .. كيف انطاع
وانقاد ذلك الكبير له ..
ثم إني عرضت عليه شيئاً من المال فلم يقبل ..
وقال : لو أردتُ هذا لكان لي من المال مالا يحصى ..
فسألته عن خبره وذكرت له تعجبي منه .. فلم يلتفت إليَّ .. فألححت عليه ..
وقلت : لماذا هددته بأن تؤذن ؟! ..
قال : قد أخذت مالك فاذهب .. قلت : لا بدَّ والله أن تخبرني ..
فقال : إن سبب ذلك أنه كان عندنا قبل سنين في جوارنا أميرٌ تركي من أعالي الدولة
وهو شاب حسن جميل .. فمرت به ذات ليلة امرأة حسناء قد خرجت من الحمام وعليها ثياب
مرتفعة ذات قيمة ..
فقام إليها وهو سكران .. فتعلق بها .. يريدها على نفسها .. ليدخلها منزله ..
وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها .. وتستغيث بالناس .. وتدافعه بيديها ..
فلما رأيت ذلك ..قمت إليه .. فأنكرت عليه .. وأردت تخليص المرأة من بين يديه ..
فضربني بسكين في يده فشج رأسي وأسال دمي .. وغلب المرأة على نفسها فأدخلها منزله
قهراً ..
فرجعت وغسلتُ الدم عني وعصبت رأسي .. وصحت بالناس وقلت :
إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه ..
فقام الناس معي فهجمنا عليه في داره فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي
والسكاكين يضربون الناس .. وقصدني هو من بينهم فضربني ضرباً شديداً مبرحاً حتى
أدماني .. وأخرجنا من منزله ونحن في غاية الإهانة والذل ..
فرجعت إلى منزلي وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء ..
فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم .. وتحيرتُ ماذا أصنع .. والمرأة مع هذا الفاجر ..
فأُلهمتُ أن أصعد المنارة .. فأؤذنَ للفجر في أثناء الليل .. لكي يظن الخبيث أن
الصبح قد طلع فيخرجها من منزله ..
فتذهب إلى منزل زوجها ..
فصعدت المنارة وبدأت أؤذن وأرفع صوتي ..
وجعلت أنظر إلى باب داره فلم يخرج منه أحد .. ثم أكملت الأذان فلم تخرج المرأة ولم
يفتح الباب ..
فعزمت على أنه إن لم تخرج المرأة .. أقمتُ الصلاة بصوت مسموع .. حتى يتحقق الخبيث
أن الصبح قد بان ..
فبينما أنا أنظر إلى الباب .. إذ امتلأت الطريق فرساناً وحرساً من السلطان ..
وهم يتصايحون : أين الذي أذن هذه الساعة ؟ ويرفعون رؤوسهم إلى منارة المسجد ..
فصحت بهم : أنا الذي أذنت .. وأنا أريد أن يعينوني عليه ..
فقالوا : انزل ! فنزلتُ ..
فقالوا : أجِب الخليفة .. ففزعت .. وسألتهم بالله أن يسمعوا القصة فأبوا .. وساقوني
أمامهم .. وأنا لا أملك من نفسي شيئاً حتى أدخلوني على الخليفة ..
فلما رأيته جالساً في مقام الخلافة ارتعدتُ من الخوف وفزعتُ فزعاً شديداً ..
فقال : ادنُ فدنوتُ ..
فقال لي : ليسكُن روعك وليهدأ قلبك .. وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي ..
فقال لي : أنت الذي أذنت هذه الساعة ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ..
فقال : ما حملك على أن أذنت هذه الساعة .. وقد بقى من الليل أكثر مما مضى منه ؟
فتغرَّ بذلك الصائم والمسافر والمصلي وتفسد على النساء صلاتهن ..
فقلت : يؤمّنني أميرُ المؤمنين حتى أقصَّ عليه خبري ؟
فقال : أنت آمن .. فذكرتُ له القصة .. فغضب غضباً شديداً ..
وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة فوراً .. فأُحضرا سريعاً فبعث بالمرأة إلى زوجها مع
نسوة من جهته ثقات .. ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له :
كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجواري والزوجات ؟ فذكر له
شيئاً كثيراً ..
فقال له : ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله .. وتعديت على
حدوده .. وتجرأت على السلطان ؟!
وما كفاك ذلك ..
حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر .. فضربته وأهنته وأدميته ؟!
فلم يكن له جواب .. فغضب السلطان ..
فأمر به فجُعل في رجله قيد وفي عنقه غلّ ثم أمر به فأدخل في كيس ..
وهذا الرجل يصيح ويستغيث .. ويعلن التوبة والإنابة .. والخليفة لا يلتفت إليه ..
ثم أمر الخليفة به فضرب بالسكاكين ضرباً شديداً حتى خمد ..
ثم أمر به فأُلقيَ في نهر دجلة فكان ذلك آخر العهد ..
ثم قال لي الخليفة :
كلما رأيتَ منكراً .. صغيراً كان أو كبيراً ولو على هذا – وأشار إلى صاحب الشرطة –
فأعلِمْني ..
فإن اتفق اجتماعُك بي وإلا فعلامة ما بيني وبينك الأذان .. فأذّن في أي وقت كان ..
أو في مثل وقتك هذا .. يأتك جندي فتأمرهم بما تشاء ..
فقلت : جزاك الله خيراً .. ثم خرجت ..
فلهذا : لا آمر أحداً من هؤلاء بشيء إلا امتثلوه .. ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه
خوفاً من المعتضد وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن . انتهى





الخلاصة:

1. السلطان او الخليفة ظل الله في الأرض يأوي اليه كل ضعيف وملهوف, وهو الذي لا يُستغنى عنه طرفة عين, كيف لا وهو أقوى الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه و عباده, ففيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد التي بها قوام الخلق, ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض, فإذا صلح ذو السلطان صلحت أمور الناس, وإذا فسد فسدت بحسب فساده, كما قال إبن تيمية رحمه الله في كتابه الفتاوى الكبرى شارحاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده) رواه البزار وابن حبان‏ عن أنس‏ بن مالك ورواه عنه الديلمي‏ _ ‏فيض القدير شرح الجامع الصغير

2. أن الأصل في المجتمع الإسلامي السليم أنه يعرف المعروف ويرضاه ويأمر به . وأنه ينكر المنكر ويأباه وينهى عنه. لذلك اعتبر ذلك العلماء علامة بينة على مدى سلامة مجتمع ما، أو فساده بالإجمال. وما واقعنا اليوم ومجتمعاتنا تموج بالمنكرات والمحرمات والبدع والأهواء والإعراض عن شرعة الله إلا من رحم ربي، إلا أبعد ما يكون عما شرف الله به هذه الأمة في وصفه إياها, (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران 110 . وقد فرق سبحانه بين المؤمنين والمنافقين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ) التوبة67 . وقال: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) التوبة71. وجاء في حاشية ابن عابدين: ( إن من قال: "فضولي" لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مرتد ).



عباد الله:

كم من الأيامى والنساء صرخن في جنبات الأرض وا معتصماااه ،، ولا ناصر أو مجيب؟!

كم من الرجال قُهر، يتآمر عليهم حكامهم ، يبيعونهم بثمنٍ بخس دراهم معدودة، يصرخون واغوثااااه, ولا مغيث؟!

وكم من الحرائر اغتصبن وأصبحن يحملن في أحشائهن نطف الكفار المذرة؟!

وكم من حامل بُقر بطنها في الجزائر وكوسوفا والشيشان ولا من مغيث؟!

وكم من طفل أُلقي من فوق المآذن والقباب، وقد جُدِعت أنوفهم وقُطعت آذانهم واجتثت حلاقيمهم، ولا من يد حامية أو ناصرة؟!

انظروا للسماء فوقكم, بودها لو تتبرأ من صمتكم وغفلتكم, فأمسكت ماءها، ولو ملكت أمرها لحبست هواءها!!!



هذا الصحابي الجليل سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنه يقول: شهدت مصرع خبيب بن عدي رضي الله عنه وأنا على الشرك يوم إذن ، ورأيت قريشا تقطع من جسده , وهي تقول له : أتحب ان يكون محمدا مكانك وأنت ناج ؟ فيقول (والله ما أحب ان أكون آمنا وادعا في أهلي وولدي ، وان محمدا يوخز بشوكة) ، واني والله ما ذكرت ذلك اليوم , وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت ان الله لن يغفر لي, وما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي علي.



أيها المسلمون:
لقد شاهدنا مصرع أخوة لنا في بلاد الرافدين وفلسطين وأفغانستان والصين وكوسوفا ووووو, أخوة لنا رفعوا راية الجهاد حتى لا يدنس الكفار دينهم وعقيدتهم ، أخوة لنا هدمت بيوتهم وشردت عائلاتهم ويتّم أطفالهم ورمّلت نسائهم كل ذلك في سبيل عزة دين الله ، فهل تعلمنا منهم ما تعلمه سعيدا من خبيب رضي الله عنهم؟ !!!



هل وقفنا من منكرات حكامنا وتخاذلهم عن نصرتنا كما وقف سفيان الثوري رحمه الله من منكرات زمانه, حيث يروي يحيى بن يمان عن سفيان رحمه الله قال : (إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه ، فلا أفعل, فأبول دما. تنفث كبدي حرقــه). سير أعلام النبلاء

هل ما زال بيننا من يقول أصلح الفرد يصلح المجتمع؟!!!

أخرج البخاري في الصحيح عن قيس ابن حازم رحمه الله قال: { دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب, فرآها لا تتكلم, فقال: ما لها لا تتكلم ؟! فقالوا حجت مصمتة, فقال لها تكلمي, فإن هذا لا يحل, هذا من عمل الجاهلية, فتكلمت فقالت: من أنت ؟ قال: أنا امرؤٌ من المهاجرين, قالت أي المهاجرين؟ قال من قريش, قالت: من أي قريش؟ قال إنك لسؤول, أنا أبو بكر, قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت لكم أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت بلى, قال: فهم أولئك على الناس}. فهذا الحديث يؤكد أن صلاح الأمر باستقامة الأئمة.

ما عدت أصبر أمتي, فإلى متى؟!!

إن البغاث بأرضنا يستنسرُ, قلمي يُراودُني لأقذفَ جمرةً مما حوى صدْري منَ النيران
ما عاد يحْوِيني سُكوتي والبُكا, أنَاْ لستُ مَجْبُولاً على الخُذلانِ, أنا في يميني سيف يُشْرقُ عزةً, والعِزُّ كُلّ العزِّ في إيماني...

يا أمّتي آن الأوانُ لدولة, فاستبشِري بخلافة تَؤزُّ كالزلزالِ.



فإلى العمل مع العاملين لاستئناف حكم الله في أرضه بإقامة دولة خلافة المسلمين أدعوكم أيها المسلمون...

إلى تنصيب جُنّتنا وحامينا ووازعنا أدعوكم أيها المسلمون... من قبل أن يأتي يوم لا ينفع النادمين ندمهم, ولا هم يعتذرون...

وعندها ولاتَ ساعةَ مَندمِ ولاتَ حينَ مَناص.



فالـبـدار الـبـدار



أخوكم تراب
__________________
[
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.