من أخلاق الصائم : الرحمة
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي-
خطيب المسجد الاقصى المبارك
www.Algantan.com
افضل الناس من يتجاوز عن اخطاء غيره، ولا يقتص منهم، ويكون بذلك قد ارتقى في اعلى
درجات الرحمة التي هي من اسماء الله تعالى، وفي الحديث القدسي
ان رحمتي تغلب غضبي)،
فاجعل ايها الصائم من صومك طريقا الى رحمة الناس، فأنت تجوع وتعطش بارادتك، فارحم من
جاع وعطش بقدر الله عز وجل، وانت تضعف بسبب الصيام، فتهزل او تكسل فكن رحيما بمن
خلقه الله ضعيفا هزيلا احذر من جمود عينك، ومن استغلاق قلبك، لا تكن جبارا قاسي القلب،
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : «ان ابعد الناس من الله تعالى القاسي القلب »؟ وكن كما امر
الاسلام رحيما ليكمل ايمانك، ففي الحديث الشريف : «لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يا رسول
الله كلنا رحيم. قال: انه ليس برحمة احدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة » فكما ان الصيام يعم
المسلمين، فاجعلوا الرحمة بينكم عامة، ففي الحديث الشريف
من لا يرحم الناس لا يرحمه
الله) وزاد في رواية
ومن لا يغفر لا يغفر له).
ان قسوة قلب الفرد تدل على نقص في خلقه، وبأن قسوة قلوب الجماعة تدل على انتشار
الفساد فيه، ومن قسوة القلوب ان نترك ابناءنا وبناتنا من غير تربية، فلا نرحمهم بالزجر
والنهي، والامر بالخير والنهي عن الشر، فيهلكون في الدنيا بخراب واقعهم، وفي الاخرة بدخول
النار.. ايها الصائم المسلم : رحمتك بمن تعول لا تعني ان تعلفهم كالبهائم بالطعام والشراب دون
توجيه وتربية فان فعلت ذلك كنت قاسي القلب تذكر انهم بشر، يحتاجون الى غذاء الروح رحمة
منك بهم قبل طعام البطون: قال الشاعر:
فقسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس احيانا على من يرحم
المصدر جريدة القدس -فلسطين-
http://web.alquds.com/docs/pdf-docs/.../31/page20.pdf