الأيات البينات
من الأيات القرأنية التى تستمتع بسماع تفسيرها هو قوله تعالى (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، ) . وتعالى معا نفسر ونوضح ما معنى كلمة (ضال) وهى تعنى (انحرف) . فلو عدنا الى سيرة رسول الله (ص) فى طفولته وشبابه فسوف تجده (ص) كان بعيدا عن مجالس الخمر والميسر وكان ابغض شيء يكره ان يشاهد قومه يعبدون الأوثان والأصنام و كان دائم التفكير بأنها لا تنفع ولا تضر وأن للكون خالق عظيم احق بالعبادة (يحيى حسن حسانين) وعليه فمعنى (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، ) أن قومه من المشركين كانوا منحرفين عن سلوكه البعيد عن الخمر والميسر و منحرفين عما يعتقده الرسول تجاه الأوثان والأصنام . كما ان لفظ (ضالا) بمعنى الغافل سواء فى الأحكام أو الشرائع و لم يكن الرسول يعلم شيء عن الشرائع والأحكام و القرأن حتى هداه الله اليها عن طريق أمين الوحى جبريل عليه السلام . ومن تفسيرات السابقين لقوله تعالى (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، ) ان الله وجد الرسول ضالا فى قومه الذين يعبدون اصناما فأنعم الله على رسوله بأن هداه لوحدانية الله ودين الحق. ويشتمل التفسير ايضا بأن الرسول تواجد فى قوما ضالين فهداهم الله على يدى رسوله صل الله عليه وسلم .
والأية التالية لا تقل متعة وهو قوله تعالى(لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ) . وأذا دخلنا الى التفسير السليم لهذة الأية فهى تتحدث عن العدالة الزوجية عند تعدد الزوجات فمن السهل العدل بين الزوجات فى الأمور المادية كأن يهدى الزوج ثوب غالى الثمن الى احدى زوجاته فلابد وان يهدى باقى زوجاته نفس الثوب و بنفس الثمن الغالى . لكن الصعب تحقيق العدالة فى ما يتعلق بالعاطفة والمشاعر والأحساس وتقسيمها بالتساوى والعدل على الزوجات جميعا وهذا ما قصدته الأية الكريمة حيث رحمنا الله بقوله (وَلَوْ حَرَصْتُمْ ) وهى بمعنى لا تحزنوا إن بذلتم كل ما فى استطاعتكم لتحقيق العدل فى مشاعر القلب ودرجات الحب تجاه الزوجات فأشفق الله على عبادة من لوم انفسهم بما يخص المشاعر بأن أكد لهم سبحانه وتعالى صعوبة تحقيق هذا النوع من العدل و ذلك بقوله وَلَوْ حَرَصْتُمْ
كاتب الموضوع/يحيى حسن حسانين
اللهم ارحم اموتنا جميعا واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار واجمعنا بهم فى خير يوم نصير الى ما صاروا اليه
آخر تعديل بواسطة يحيى حسن ، 09-06-2010 الساعة 12:15 AM
|