موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > القرآن الكريم > آيات القرآن الكريم
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 05-23-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي الفاتحة 001 - آية 004 - مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مرحبا بكم معنا في المسجد الأقصى المبارك
سورة 001 - الفاتحة - آية رقم 004

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
صدق الله العظيم
السابق التالي
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 12-05-2010 الساعة 10:16 AM
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 12-02-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق 1-4

تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق 1-4
قال أبو جعفر: القراء مختلفون فـي تلاوة «ملك يوم الدين»، فبعضهم يتلوه: «مَلِكِ يوم الدين»، وبعضهم يتلوه: { مالك يوم الدين } وبعضهم يتلوه: { مالِكَ يوم الدين } بنصف الكاف. وقد استقصينا حكاية الرواية عمن رُوي عنه فـي ذلك قراءةٌ فـي «كتاب القراءات»، وأخبرنا بـالذي نـختار من القراءة فـيه، والعلة الـموجبة صحة ما اخترنا من القراءة فـيه، فكرهنا إعادة ذلك فـي هذا الـموضع، إذ كان الذي قصدنا له فـي كتابنا هذا البـيانَ عن وجوه تأويـل آي القرآن دون وجوه قراءتها.

ولا خلاف بـين جميع أهل الـمعرفة بلغات العرب، أن الـمَلِكَ من «الـمُلْك» مشتقّ، وأن الـمالك من «الـمِلْك» مأخوذ. فتأويـل قراءة من قرأ ذلك: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّين } أن لله الـملك يوم الدين خالصا دون جميع خـلقه الذين كانوا قبل ذلك فـي الدنـيا ملوكاً جبـابرة ينازعونه الـمُلْك ويدافعونه الانفراد بـالكبرياء والعظمة والسلطان والـجبرية. فأيقنوا بلقاء الله يوم الدين أنهم الصَّغَرة الأذلة، وأن له دونهم ودون غيرهم الـمُلْك والكبرياء والعزّة والبهاء، كما قال جل ذكره وتقدست أسماؤه فـي تنزيـله:

{ يَوْمَ هُمْ بَـارزُونَ لاَ يَخْفَـى علـى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِـمَنِ الـمُلْكُ الـيَوْمَ لِلَّهِ الوَاحدِ القَهَّارِ } (غافر40: 16)

فأخبر تعالـى أنه الـمنفرد يومئذٍ بـالـمُلْك دون ملوك الدنـيا الذين صاروا يوم الدين من ملكهم إلـى ذلة وصَغَار، ومن دنـياهم فـي الـمعاد إلـى خسار.


وأما تأويـل قراءة من قرأ: { مالكِ يَوْمِ الدِّينِ } ، فما:

حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمارة، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن عبد الله بن عبـاس: { مالكِ يَوْمِ الدِّينِ } يقول: لا يـملك أحد فـي ذلك الـيوم معه حكماً كملكهم فـي الدنـيا. ثم قال:

{ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِـمَنِ ارْتَضَى } (الأنبياء21: 28)

قال أبو جعفر: وأولـى التأويـلـين بـالآية وأصحّ القراءتـين فـي التلاوة عندي التأويـل الأول وهي قراءة من قرأ «مَلِك» بـمعنى «الـمُلْك» لأن فـي الإقرار له بـالانفراد بـالـملك إيجابـاً لانفراده بـالـملك وفضيـلة زيادة الـملك علـى الـمالك، إذ كان معلوماً أن لا ملِك إلا وهو مالك، وقد يكون الـمالك لا مَلِكاً.


وبعد: فإن الله جل ذكره قد أخبر عبـاده فـي الآية التـي قبل قوله: { مَالِك يَوْمِ الدينِ } أنه مالك جميع العالـمين وسيدهم، ومصلـحهم والناظر لهم، والرحيـم بهم فـي الدنـيا والآخرة بقوله: { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }.

فإذا كان جل ذكره قد أنبأهم عن مُلْكهِ إياهم كذلك بقوله: { رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } فأولـى الصفـات من صفـاته جل ذكره، أن يتبع ذلك ما لـم يحوه قوله: { رَبِّ العَالَـمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيـمِ } مع قرب ما بـين الآيتـين من الـمواصلة والـمـجاورة، إذ كانت حكمته الـحكمة التـي لا تشبهها حكمة.
-1-

وكان فـي إعادة وصفه جل ذكره بأنه مالك يوم الدين، إعادة ما قد مضى من وصفه به فـي قوله: { رَبِّ العَالَـمِينَ } مع تقارب الآيتـين وتـجاور الصفتـين. وكان فـي إعادة ذلك تكرار ألفـاظ مختلفة بـمعانٍ متفقة، لا تفـيد سامع ما كرّر منه فـائدة به إلـيها حاجة. والذي لـم يحوه من صفـاته جل ذكره ما قبل قوله: { مالِكِ يَوْمِ الدّينِ } الـمعنى الذي فـي قوله: «ملك يوم الدين»، وهو وصفه بأنه الـمَلِك. فبـينٌ إذاً أن أولـى القراءتـين بـالصواب وأحق التأويـلـين بـالكتاب: قراءة من قرأه: «ملك يوم الدين»، بـمعنى إخلاص الـملك له يوم الدين، دون قراءة من قرأ: مالك يوم الدين بـمعنى: أنه يـملك الـحكم بـينهم وفصل القضاء متفرّداً به دون سائر خـلقه.

فإن ظنّ ظانّ أن قوله: { رَبِّ العَالَـمِينَ } نبأ عن ملكه إياهم فـي الدنـيا دون الآخرة يوجب وصله بـالنبأ عن نفسه أنه قد ملكهم فـي الآخرة علـى نـحو مِلْكه إياهم فـي الدنـيا بقوله: { مالك يوم الدين } ، فقد أغفل وظن خطأ وذلك أنه لو جاز لظانّ أن يظنّ أن قوله: { رب العالـمين } مـحصور معناه علـى الـخبر عن ربوبـية عالـم الدنـيا دون عالـم الآخرة مع عدم الدلالة علـى أن معنى ذلك كذلك فـي ظاهر التنزيـل، أو فـي خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم به منقول، أو بحجة موجودة فـي الـمعقول، لـجاز لآخر أن يظن أن ذلك مـحصور علـى عالـم الزمان الذي فـيه نزل قوله: رب العالـمين دون سائر ما يحدث بعده فـي الأزمنة الـحادثة من العالـمين، إذ كان صحيحاً بـما قد قدمنا من البـيان أن عالـم كل زمان غير عالـم الزمان الذي بعده. فإن غَبِـيَ عن علـم صحة ذلك بـما قد قدمنا ذو غبـاء، فإن فـي قول الله جل ثناؤه:

{ وَلَقَدْ ءاتَيْنَا بَنِى إِسْرٰءيلَ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَـٰهُمْ مّنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَفَضَّلْنَـٰهُمْ عَلَى ٱلْعَـٰلَمينَ } (الجاثية45: 16)

دلالة واضحة علـى أن عالَـم كل زمان غير عالـم الزمان الذي كان قبله وعالَـم الزمان الذي بعده. إذ كان الله جل ثناؤه قد فضل أمة نبـينا مـحمد صلى الله عليه وسلم علـى سائر الأمـم الـخالـية، وأخبرهم بذلك فـي قوله:

الآية. فمعلوم بذلك أن بنـي إسرائيـل فـي عصر نبـينا، لـم يكونوا مع تكذيبهم به صلى الله عليه وسلم أفضل العالـمين، بل كان أفضل العالـمين فـي ذلك العصر وبعده إلـى قـيام الساعة، الـمؤمنون به الـمتبعون منهاجه، دونَ منْ سواهم من الأمـم الـمكذّبة الضالَّة عن منهاجه. فإذ كان بـينا فساد تأويـل متأوّل لو تأوّل قوله: رب العالـمين أنه معنـيّ به: أن الله ربُّ عالـميْ زمن نبـينا مـحمد صلى الله عليه وسلم دون عالـمي سائر الأزمنة غيره، كان واضحاً فساد قول من زعم أن تأويـله: رب عالـم الدنـيا دون عالـم الآخرة، وأن مالك يوم الدين استـحق الوصل به لـيُعلـم أنه فـي الآخرة من ملكهم وربوبـيتهم بـمثل الذي كان علـيه فـي الدنـيا.

-2-

وَيُسْألُ زاعم ذلك الفرق بـينه وبـين متـحكِّمٍ مثله فـي تأويـل قوله: رب العالـمين تَـحَكَّم، فقال: إنه إنـما عنـي بذلك أنه رب عالـمي زمان مـحمد دون عالـمي غيره من الأزمان الـماضية قبله والـحادثة بعده، كالذي زعم قائلُ هذا القول إنه عنى به عالـم الدنـيا دون عالـم الآخرة لله من أصل أو دلالة. فلن يقول فـي أحدهما شيئاً إلا أُلزم فـي الآخر مثله.

وأما الزاعم أن تأويـل قوله: { مالِكِ يَوْمِ الدّينِ } أنه الذي يـملك إقامة يوم الدين، فإن الذي ألزمْنا قائل هذا القول الذي قبله له لازم، إذ كانت إقامة القـيامة إنـما هي إعادة الـخـلق الذين قد بـادوا لهيئاتهم التـي كانوا علـيها قبل الهلاك فـي الدار التـي أعد الله لهم فـيها ما أعدّ. وهم العالَـمون الذين قد أخبر جل ذكره عنهم أنه ربهم فـي قوله: { رَبِّ العَالَـمِينَ }.

وأما تأويـل ذلك فـي قراءة من قرأ: { مالِكِ يَوْمِ الدّينِ } فإنه أراد: يا مالك يوم الدين، فنصبه بنـيّة النداء والدعاء، كما قال جل ثناؤه:

{ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا } (يوسف12: 29)

بتأويـل: يا يوسف أعرض عن هذا. وكما قال الشاعر من بنـي أسد، وهو شعر فـيـما يقال جاهلـي:

إنْ كُنْتَ أزْنَنْتَنِـي بِها كَذِبـاجَزْءُ، فَلاقَـيْتَ مِثْلَها عَجِلاَ


يريد: يا جزءُ. وكما قال الآخر:

كَذَبْتُـمْ وبَـيْتِ اللَّهِ لا تَنْكِحُونَهابَنِـي شابَ قَرْناها تَصُرُّ وتَـحْلَبُ


يريد: يا بنـي شاب قرناها.

وإنـما أورطه فـي قراءة ذلك بنصب الكاف من «مالك» علـى الـمعنى الذي وصفت حيرته فـي توجيه قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وجهته مع جرّه: { مالِكِ يَوْمِ الدّين } وخفضه، فظن أنه لا يصح معنى ذلك بعد جره: مالكِ يَوْمِ الدّينِ فنصب: «مالكَ يَوْم الدّينِ» لـيكون إياكَ نعبد له خطابـاً، كأنه أراد: يا مالك يوم الدين، إياك نعبد، وإياك نستعين. ولو كان علـم تأويـل أول السورة وأن «الـحمد لله ربّ العالـمين»، أمر من الله عبده بقـيـل ذلك كما ذكرنا قبل من الـخبر عن ابن عبـاس: أن جبريـل قال للنبـيّ صلى الله عليه وسلم، عن الله: قل يا مـحمد: الـحمد لله ربّ العالـمين الرحمن الرحيـم مالك يوم الدين وقل أيضاً يا مـحمد: إياك نعبد وإياك نستعين وكان عَقَل عن العرب أن من شأنها إذا حكت أو أمرت بحكاية خبر يتلو القول، أن تـخاطب ثم تـخبر عن غائب، وتـخبر عن الغائب ثم تعود إلـى الـخطاب لـما فـي الـحكاية بـالقول من معنى الغائب والـمخاطب، كقولهم للرجل: قد قلت لأخيك: لو قمتَ لقمتُ، وقد قلت لأخيك: لو قام لقمتُ لسهل علـيه مخرج ما استصعب علـيه وجهته من جر: { مالك يَوْمِ الدّينِ } ومن نظير «مالك يوم الدين» مـجروراً، ثم عوده إلـى الـخطاب ب«إِياك نعبد» لـما ذكرنا قبل، البـيتُ السائر من شعر أبـي كبـير الهُذَلـي:

-3-
يا لَهْفَ نَفْسِي كانَ جدَّةُ خالِدٍوبَـياضُ وَجْهِكَ للتُّرَابِ الأعْفَرِ


فرجع إلـى الـخطاب بقوله: «وبـياض وجهك»، بعد ما قد قضى الـخبر عن خالد علـى معنى الـخبر عن الغائب. ومنه قول لبـيد بن ربـيعة:

بـاتَتْ تَشْكَّي إلـيَّ النَّفْسُ مُـجْهِشَةًوقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعاً بَعْد سَبْعِينا


فرجع إلـى مخاطبة نفسه، وقد تقدم الـخبر عنها علـى وجه الـخبر عن الغائب. ومنه قول الله وهو أصدق قـيـل وأثبتُ حجة:

{ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِى ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيّبَةٍ } (يونس10: 22)

فخاطب ثم رجع إلـى الـخبر عن الغائب، ولـم يقل: «وجرين بكم». والشواهد من الشعر وكلام العرب فـي ذلك أكثر من أن تـحصى، وفـيـما ذكرنا كفـاية لـمن وفق لفهمه. فقراءة: «مَالِكَ يَوْمِ الدّينِ» مـحظورة غير جائزة، لإجماع جميع الـحجة من القرّاء وعلـماء الأمة علـى رفض القراءة بها.


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { يَوْمِ ٱلدّينِ }.

قال أبو جعفر: والدين فـي هذا الـموضع بتأويـل الـحساب والـمـجازاة بـالأعمال، كما قال كعب بن جُعْيْـل:

إذَا ما رَمَوْنا رَمَيْنَاهُمُوَدِنَّاهُمْ مِثْلَ ما يُقْرِضُونا


وكما قال الآخر:

واعْلَـمْ وأيْقِنْ أنَّ مْلْكَكَ زَائِلٌواعْلَـمْ بأنَّكَ ما تَدِينُ تُدَانُ


يعنـي ما تَـجْزي تـجازى. ومن ذلك قول الله جل ثناؤه:

{ كَلاَّ بَلْ تُكَذّبُونَ بِٱلدِّينِ } (الإنفطار82: 9)

يعني بالجزاء

{ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لحَافِظِينَ } (الإنفطار82: 10)

يحصون ما تعملون من الأعمال. وقوله تعالى:

{ فَلَوْلاَ إِنْ كُنْتُمْ غَيْر مَدِينِينَ } (الواقعة 56: 86)

يعنـي غير مـجزيّـين بأعمالكم ولا مـحاسبـين. وللدين معان فـي كلام العرب غير معنى الـحساب والـجزاء سنذكرها فـي أماكنها إن شاء الله.


وبـما قلنا فـي تأويـل قوله: { يَوْمِ الدّينِ } جاءت الآثار عن السلف من الـمفسرين، مع تصحيح الشواهد لتأويـلهم الذي تأوّلوه فـي ذلك.

حدثنا أبو كريب مـحمد بن العلاء، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن عبد الله بن عبـاس: { يَوْمِ الدّين } قال: يوم حساب الـخلائق هو يوم القـيامة، يدينهم بأعمالهم، إن خيراً فخير وإن شرّاً فشر، إلا من عفـا عنه، فـالأمرُ أمره. ثم قال:

{ ألاَ لَه الـخَـلْقُ والأمْرُ } (الأعراف7: 54)

وحدثنـي موسى بن هارون الهمدانـي، قال: حدثنا عمرو بن حماد القنّاد، قال: حدثنا أسبـاط بن نصر الهمدانـي، عن إسماعيـل بن عبد الرحمن السدي، عن أبـي مالك، وعن أبـي صالـح، عن ابن عبـاس، وعن مرّة الهمدانـي، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبـي صلى الله عليه وسلم: «ملك يوم الدين»: هو يوم الـحساب.


حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة فـي قوله: { مالكِ يَوْمِ الدّينِ } قال: يَوم يدين الله العبـاد بأعمالهم.

وحدثنا القاسم بن الـحسن، قال: حدثنا الـحسين بن داود، قال: حدثنـي حجاج، عن ابن جريج: { مالِكِ يَوْم الدّينِ } قال: يوم يُدان الناس بـالـحساب.

-4-
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق

تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


قرىء: " ملك يوم الدين " ، ومالك وملك بتخفيف اللام. وقرأ أبو حنيفة رضي الله عنه: مَلَكَ يومَ الدين، بلفظ الفعل ونصب اليوم، وقرأ أبو هريرة رضي الله عنه: مالكَ بالنصب. وقرأ غيره: مَلَك، وهو نصب على المدح؛ ومنهم من قرأ: مالكٌ، بالرفع. وملك: هو الاختيار، لأنه قراءة أهل الحرمين، ولقوله:

{ لّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } [غافر40: 16]، ولقوله:
{ مَلِكِ ٱلنَّاسِ } [الناس114: 2]،

ولأن الملك يعم والملك يخص. ويوم الدين: يوم الجزاء. ومنه قولهم:


(3) «كما تدين تدان». وبيت الحماسة:

ولَمْ يَبْقَ سِوَى العُدْوَانِ دِنَّاهمْ كما دَانُوا


فإن قلت: ما هذه الإضافة؟ قلت: هي إضافة اسم الفاعل إلى الظرف على طريق الإتساع، مُجرى مجرى المفعول به كقولهم: يا سارق الليلة أهل الدار، والمعنى على الظرفية. ومعناه: مالك الأمر كله في يوم الدين، كقوله:

{ لّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } [غافر40: 16].

فإن قلت: فإضافة اسم الفاعل إضافة غير حقيقة فلا تكون معطية معنى التعريف، فكيف ساغ وقوعه صفة للمعرفة؟ قلت: إنما تكون غير حقيقية إذا أريد باسم الفاعل الحال أو الاستقبال، فكان في تقدير الانفصال، كقولك: مالك الساعة، أو غداً. فأمّا إذا قصد معنى الماضي، كقولك: هو مالك عبده أمس، أو زمان مستمرّ، كقولك: زيد مالك العبيد، كانت الإضافة حقيقية، كقولك: مولى العبيد، وهذا هو المعنى في { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ } ، ويجوز أن يكون المعنى: ملك الأمور يوم الدين، كقوله:

{ وَنَادَى أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ } [الأعراف7: 44]،
{ وَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلاْعْرَافِ } [الأعراف7: 48]،

والدليل عليه قراءة أبي حنيفة: «مَلَكَ يومَ الدين» ، وهذه الأوصاف التي أجريت على الله سبحانه ـ من كونه رباً مالكاً للعالمين لا يخرج منهم شيء من ملكوته وربوبيته، ومن كونه منعماً بالنعم كلها الظاهرة والباطنة والجلائل والدقائق، و من كونه مالكاً للأمر كله في العاقبة يوم الثواب والعقاب بعد الدلالة على اختصاص الحمد به وأنه به حقيق في قوله:الحمد لله ـ دليل على أنّ من كانت هذه صفاته لم يكن أحد أحق منه بالحمد والثناء عليه بما هو أهله.



__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق 1-3

تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق 1-3

{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


القراءة: قرأ عاصم والكسائي وخلف ويعقوب الحضرمي مالك بالألف والباقون ملك بغير ألف ولم يُمِل أحدٌ مالك وجرَّ جميعهم الكاف وروي في الشواذ عن الأعمش أنه نصبها وربيعة بن نزار يخفف فيقول ملك يوم الدين بتسكين اللام.

الحجة: اختلفوا في أن أي القراءتين أمدح فمن قرأ مالك قال أن هذه الصفة أمدح لأنه لا يكون مالكاً للشيء إلا وهو يملكه وقد يكون مِلكا للشيء ولا يملكه كما يقال: ملك العرب وملك الروم وإن كان لا يملكهم وقد يدخل في المالك ما لا يصح دخوله في الملك يقال: فلان مالك الدراهم ولا يقال ملك الدراهم فالوصف بالمالك أعم من الوصف بالملك. والله مالك كل شيء وقد وصف نفسه بأنه مالك الملك يؤتي الملك من يشاء فوضعه بالمالك أبلغ في الثناء والمدح من وصفه بالملك ومن قرأ الملك قال: أن هذه الصفة أمدح لأنه لا يكون إلا مع التعظيم والاحتواء على الجمع الكثير واختاره أبو بكر محمد بن السري السراج وقال: إن الملك الذي يملك الكثير من الأشياء ويشارك غيره من الناس في ملكه بالحكم عليه وكل ملك مالك وليس كل مالك ملكاً وإنما قال تعالى

{ مَالِكَ الْمُلْكِ } [آل عمران3: 26]

لأنه تعالى يملك ملوك الدنيا وما ملكوا فمعناه أنه يملك ملك الدنيا فيؤتي الملك فيها من يشاء فأما يوم الدين فليس إلا ملكه وهو ملك الملوك يملكهم كلهم وقد يستعمل هذا في الناس يقال: فلان ملك الملوك وأمير الأمراء ويراد بذلك أن من دونه ملوكاً وأمراء ولا يقال ملك الملك ولا أمير الإِمارة لأن أميراً وملكاً صفة غير جارية على فعل معنى لإضافتها إلى المصدر فأما إضافة ملك إلى الزمان فكما يقال: ملك عام كذا وملوك الدهر الأول وملك زمانه وسيد زمانه فهو في المدح أبلغ والآية إنما نزلت في الثناء والمدح لله الا ترى إلى قولـه رب العالمين والربوية والملك متشابهان وقال أبو علي الفارسي: يشهد لمن قرأ مالك من التنزيل قولـه تعالى:

{ وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [الانفطار82: 19]

لأن قولك الأمر له وهو مالك الأمر بمعنىً ألا ترى أن لام الجر معناها المِلك والاستحقاق وكذلك قولـه تعالى:

{ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً } [الانفطار82: 19]

يقوّي ذلك ويشهد لقراءة مَن قرأ ملك قولـه تعالى:

{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ } [غافر40: 16]

لأن اسم الفاعل من المُلك المِلك فإِذا قال المُلك له ذلك اليوم بمنزلة قولـه هو مَلِك ذلك اليوم وهذا مع قولـه فتعالى الله المَلِك الحق والملك القدوس و مَلِك الناس.


اللغة: (الملك): القادر الواسع المقدرة الذي له السياسة والتدبير (والمالك): القادر على التصرف في ماله وله أن يتصرف فيه على وجه ليس لأحد منعه منه ويوصف العاجز بأنه مالك من جهة الحكم يقال: مَلِك بيّن الملك بضم الميم ومالك بيّن الملك والملك بكسر الميم وفتحها, وضم الميم لغة شاذة ويقال: طالت مملكتهم الناس ومملكتهم بكسر اللام وفتحها ولي في هذا الوادي مُلك ومِلك وَمَلك ذكرها أبو علي الفارسي وقال: الملك للشيء اختصاص من المالك به وخروجه من أن يكون مباحاً لغيره, ومعنى الإباحة في الشيء كالإتساع فيه وخلاف الحصر والقصر على الشيء؛ ألا تراهم قالوا باح السر وباحت الدار وقال أبو بكر محمد بن السري السراج: الملك والملك يرجعان إلى أصل واحد وهو الربط والشد كما قالوا: ملكت العجين أي: شددته قال الشاعر:
-1-

مَلَكْتُ بِها كَفّي فَأَنْهرْتُ فَتْقَهايَرَى قَائمٌ مِن دُوْنِها مَا وَرَاءَهَا


يقول: شددت بهذه الطعنة كفّي ومنه الأملاك ومعناه: رباط الرجل بالمرأة و { الدين } معناه في الآية الجزاء قال الشاعر:

واعلَمْ بأنَّك ما تَدين تُدان


وهو قول سعيد بن جبير وقتادة وقيل: الدين الحساب وهو المرويُّ عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) وابن عباس والدين: الطاعة قال عمرو بن كلثوم:

وأَيَّامٍ لَنَا غُرٍ طِوَالٍعَصيْنَا المَلْكَ فيها أَمْ نَدِيْنا


والدين: العادة قال الشاعر:

تَقَولُ إِذَا دَرَأتُ لَها وَضيْنِيأَهَذا دِيْنُهُ أبداً ودَيْنِي


والدين: القهر والإستعلاء قال الأعشى:

هُو دَانَ الرِبابَ إِذ كَرِهُوا الدِيْنَ دِرَاكاً بِغَزْوَةٍ واحْتِيَالِ
ثمَّ دانت بَعْدُ الرِبَابُ وَكَانَتْكَعَذَابٍ عَقْوْبَةُ الأقْوَالِ


ويدل على أن المراد به الجزاء والحساب قولـه تعالى:


الإعراب: { مالك }: مجرور على الوصف لله تعالى وما جاء من النصب فعلى ما ذكرناه من نصب رب العالمين ويجوز أن ينصب رب العالمين ومالك يوم الدين على النداء كأنك قلت: لك الحمد يا رب العالمين ويا مالك يوم الدين, ومن قرأ ملك يوم الدين بإسكان اللام: فأصله ملك فخفف كما يقال: فخِذ وفخْذ, ومن قرأ ملك يوم الدين: جعله فعلاً ماضياً ويوم مجرور بإِضافة ملك أو مالك إِليه وكذلك الدين مجرور بإِضافة يوم إِليه وهذه الإِضافة من باب يا سارق الليلة أهل الدار اتسع في الظرف فنصب المفعول به ثم أضيف إِليه على هذا الحد كما قال الشاعر أنشده سيبويه:

وَيَوْمٍ شَهِدْنَاهُ سُليماً وعَامِراًقَلَيْلٍ سِوى الطَّعْنِ النّهالِ نَوَافِلُه


فكأنه قال: هو ملك ذلك اليوم ولا يؤتي أحداً الملك فيه كما آتاه في الدنيا فلا ملك يومئذ غيره ومن قرأ مالك يوم الدين فإِنه قد حذف المفعول به من الكلام للدلالة عليه وتقديره: مالك يوم الدين الأحكام والقضاء لا يملك ذلك ولا يليه سواه أي لا يكون أحد والياً سواه إِنما خص يوم الدين بذلك لتفرده تعالى بذلك في ذلك اليوم وجميع الخلق يضطرون إِلى الإِقرار والتسليم, وأما الدنيا فليست كذلك فقد يحكم فيها ملوك ورؤساء وليست هذه الإضافة مثل قولـه تعالى:
-2-

{ وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } [الزخرف43: 85]

مفعول بها على الحقيقة وليست مفعولاً بها على السعة لأن الظرف إِذا جعل مفعولاً على السعة فمعناه معنى الظرف ولو كانت الساعة ظرفاً لكان المعنى يعلم في الساعة وذلك لا يجوز لأنه تعالى يعلم في كل وقت والمعنى أنه يعلم الساعة أي: يعرفها.

المعنى: إنه سبحانه لما بيَّن ملكه في الدنيا بقولـه رب العالمين بيَّن أيضاً ملكه في الآخرة بقولـه مالك يوم الدين وأراد باليوم الوقت وقيل: أراد به امتداد الضياء إِلى أن يفرغ من القضاء ويستقر أهل كل دار فيها. وقال أبو علي الجبائي: أراد به يوم الجزاء على الدين. وقال محمد بن كعب: أراد يوم لا ينفع إِلا الدين وإِنما خصَّ يوم القيامة بذكر الملك فيه تعظيماً لشأنه وتفخيماً لأمره كما قال: رب العرش وهذه الآية دالة على إِثبات المعاد وعلى الترغيب والترهيب لأن المكلف إِذا تصور ذلك لا بد أن يرجو ويخاف.
-3-
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق

تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق


{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


وأما قوله تعالى: { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ } فاعلم أن الإنسان كالمسافر في هذه الدنيا، وسنوه كالفراسخ، وشهوره كالأميال، وأنفاسه كالخطوات، ومقصده الوصول إلى عالم أخراه؛ لأن هناك يحصل الفوز بالباقيات الصالحات، فإذا شاهد في الطريق أنواع هذه العجائب في ملكوت الأرض والسموات فلينظر أنه كيف يكون عجائب حال عالم الآخرة في الغبطة والبهجة والسعادة، إذا عرفت هذا فنقول: قوله: { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ } إشارة إلى مسائل المعاد والحشر والنشر، وهي قسمان: بعضها عقلية محضة، وبعضها سمعية: أما العقلية المحضة فكقولنا: هذا العالم يمكن تخريبه وإعدامه، ثم يمكن إعادته مرة أخرى، وإن هذا الإنسان بعد موته تمكن إعادته، وهذا الباب لا يتم إلا بالبحث عن حقيقة جوهر النفس، وكيفية أحوالها وصفاتها، وكيفية بقائها بعد البدن، وكيفية سعادتها وشقاوتها، وبيان قدرة الله عزّ وجلّ على إعادتها، وهذه المباحث لا تتم إلا بما يقرب من خمسمائة مسألة من المباحث الدقيقة العقلية.

وأما السمعيات فهي على ثلاثة أقسام: أحدها: الأحوال التي توجد عند قيام القيامة، وتلك العلامات منها صغيرة، ومنها كبيرة وهي العلامات العشرة التي سنذكرها ونذكر أحوالها. وثانيها: الأحوال التي توجد عند قيام القيامة، وهي كيفية النفخ في الصور، وموت الخلائق، وتخريب السموات والكواكب، وموت الروحانيين والجسمانيين. وثالثها: الأحوال التي توجد بعد قيام القيامة وشرح أحوال أهل الموقف، وهي كثيرة يدخل فيها كيفية وقوف الخلق، وكيفية الأحوال التي يشاهدونها، وكيفية حضور الملائكة والأنبياء عليهم السلام، وكيفية الحساب، وكيفية وزن الأعمال، وذهاب فريق إلى الجنة وفريق إلى النار، وكيفية صفة أهل الجنة وصفه أهل النار، ومن هذا الباب شرح أحوال أهل الجنة وأهل النار بعد وصولهم إليها، وشرح الكلمات التي يذكرونها والأعمال التي يباشرونها، ولعل مجموع هذه المسائل العقلية والنقلية يبلغ الألوف من المسائل، وهي بأسرها داخلة تحت قوله { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ }.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #6  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق 1-2

تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق 1-2


{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


قرأ بعض القراء: (ملك يوم الدين) وقرأ آخرون: (مالك) وكلاهما صحيح متواتر في السبع، ويقال: ملك بكسر اللام وبإسكانها، ويقال: مليك أيضاً. وأشبع نافع كسرة الكاف، فقرأ: (ملكي يوم الدين) وقد رجح كلاً من القراءتين مرجحون من حيث المعنى، وكلتاهما صحيحة حسنة، ورجح الزمخشري ملك؛ لأنها قراءة أهل الحرمين، ولقوله:

{ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } [غافر40: 16] وقوله:
{ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ } [الأنعام6: 73]

وحكي عن أبي حنيفة أنه قرأ: { مَلَكَ يَوْمَ الدينِ } على أنه فعل وفاعل ومفعول، وهذا شاذ غريب جداً وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئاً غريباً حيث قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الأزدي، حدثنا عبد الوهاب بن عدي بن الفضل عن أبي المطرف عن ابن شهاب أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرؤون: (مالك يوم الدين) قال ابن شهاب وأول من أحدث " ملك " مروان (قلت) مروان عنده علم بصحة ما قرأه لم يطلع عليه ابن شهاب والله أعلم. وقد روي من طرق متعددة أوردها ابن مردويه أن رسول لله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها: (مالك يوم الدين) ومالك مأخوذ من الملك كما قال تعالى:

{ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَٰحِدِ القَهَّارِ } [غافر40: 16] وقال:
{ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ } [الأنعام6: 73] وقال:
{ ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ عَسِيراً } [الفرقان25: 26]

وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه؛ لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين، وذلك عامّ في الدنيا والآخرة، وإنما أضيف إلى يوم الدين؛ لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئاً، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه؛ كما قال تعالى:

{ يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } [النبأ78: 38] وقال تعالى:
{ وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } [طه20: 108] وقال تعالى:
{ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَسَعِيدٌ } [هود11: 105]

وقال الضحاك عن ابن عباس: { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ } يقول: لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدينا، قال: ويوم الدين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة، يدينهم بأعمالهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، إلا من عفا عنه، وكذلك قال غيره من الصحابة والتابعين والسلف وهو ظاهر. وحكى ابن جرير عن بعضهم أنه ذهب إلى أن تفسير مالك يوم الدين أنه القادر على إقامته، ثم شرع يضعفه، والظاهر أنه لا منافاة بين هذا القول وما تقدم، وأن كلاً من القائلين هذا القول وبما قبله يعترف بصحة القول الآخر ولا ينكره، ولكن السياق أدل على المعنى الأول من هذا، كما قال تعالى:

-1-

{ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ } [الأنعام6: 73]

والله أعلم. والملك في الحقيقة هو الله عز وجل، قال الله تعالى:

{ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَـٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ } [الحشر59: 23]

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: " أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك، ولا مالك إلا الله " وفيهما عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ " وفي القرآن العظيم:

{ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَٰحِدِ ٱلْقَهَّارِ } [غافر40: 16]

فأما تسمية غيره في الدنيا بملك، فعلى سبيل المجاز؛ كما قال تعالى:

{ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا } [البقرة2: 247]
{ وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ } [الكهف18: 79]
{ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } [المائدة5: 20]

وفي الصحيحين: " مثل الملوك على الأسرة ". والدين: الجزاء والحساب؛ كما قال تعالى:

{ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ } [النور24: 25] وقال:
{ أَإِنَّا لَمَدِينُونَ } [الصافات37: 53]

أي: مجزيون محاسبون، وفي الحديث: " الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت " أي حاسب نفسه؛ كما قال عمر رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم.

{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } [الحاقة69: 18].

-2-
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #7  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق

تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ } قراءة عاصم والكسائي ويعقوب ويعضده قوله تعالى:

{ يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [الإنفطار82: 19]

وقرأ الباقون: { مَلِكِ }. وهو المختار لأنه قراءة أهل الحرمين ولقوله تعالى:

{ لّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } [غافر40: 16]

ولما فيه من التعظيم. والمالك هو المتصرف في الأعيان المملوكة كيف يشاء من الملك. والملك هو المتصرف بالأمر والنهي في المأمورين من الملك. وقرىء ملك بالتخفيف وملك بلفظ العمل. ومالكا بالنصب على المدح أو الحال، ومالك بالرفع منوناً ومضافاً على أنه خبر مبتدأ محذوف، وملك مضافاً بالرفع والنصب. ويوم الدين يوم الجزاء ومنه «كما تدين تدان» وبيت الحماسة:

ولم يَبْقَ سِوَى العدوانِ دِناهُمْ كما دَانُوا


أضاف اسم الفاعل إلى الظرف إجراء له مجرى المفعول به على الاتساع كقولهم: يا سارق الليلة أهل الدار، ومعناه، ملك الأمور يوم الدين على طريقة

{ وَنَادَى أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ } [الأعراف7: 44]

أوله الملك في هذا اليوم، على وجه الاستمرار لتكون الإضافة حقيقية معدة لوقوعه صفة للمعرفة، وقيل: { ٱلدّينِ } الشريعة، وقيل: الطاعة. والمعنى يوم جزاء الدين، وتخصيص اليوم بالإضافة: إما لتعظيمه، أو لتفرده تعالى بنفوذ الأمر فيه، وإجراء هذه الأوصاف على الله تعالى من كونه موجداً للعالمين رباً لهم منعماً عليهم بالنعم كلها ظاهرها وباطنها عاجلها وآجلها، مالكاً لأمورهم يوم الثواب والعقاب، للدلالة على أنه الحقيق بالحمد لا أحد أحق به منه بل لا يستحقه على الحقيقة سواه، فإن ترتب الحكم على الوصف يشعر بعليته له، وللإشعار من طريق المفهوم على أن من لم يتصف بتلك الصفات لا يستأهل لأن يحمد فضلاً عن أن يعبد، فيكون دليلاً على ما بعده، فالوصف الأول لبيان ما هو الموجب للحمد، وهو الإيجاد والتربية. والثاني والثالث للدلالة على أنه متفضل بذلك مختار فيه، ليس يصدر منه لإيجاب بالذات أو وجوب عليه قضية لسوابق الأعمال حتى يستحق به الحمد. والرابع لتحقيق الاختصاص فإنه مما لا يقبل الشركة فيه بوجه ما، وتضمين الوعد للحامدين والوعيد للمعرضين.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #8  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق

تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


{ مَٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ } أي الجزاء وهو يوم القيامة وخص بالذكر لأنه لا ملك ظاهرا فيه لأحد إلا لله تعالى بدليل

{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [غافر40: 16]


ومن قرأ مالك فمعناه مالك الأمر كله في يوم القيامة: أي هو موصوف بذلك دائما ك

{ غَافِرِ الذَّنبِ } [غافر40: 3]

فصح وقوعه صفة لمعرفة.



__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #9  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق

تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


قوله تعالى: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } قرأ عاصم والكسائي { مالِكِ } وقرأ الباقون { مَلِك } وفيما اشتقا جميعاً منه وجهان:

أحدهما: أن اشتقاقهما من الشدة، من قولهم ملكت العجين، إذا عجنته بشدة.

والثاني: أن اشتقاقهما من القدرة، قال الشاعر:

مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَايَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَهَا


والفرق بين المالك والملك من وجهين:

أحدهما: أن المالك مَنْ كان خاصَّ المُلكِ، والملِك مَنْ كان عَامَّ المُلْك.

والثاني: أن المالك من اختص بملك الملوك، والملك من اختص بنفوذ الأمر.

واختلفوا أيهما أبلغ في المدح، على ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن المَلِك أبلغ في المدح من المالك، لأنَّ كلَّ مَلِكٍ مالِكٌ، وليسَ كلُّ مالِكٍ ملِكاً، ولأن أمر الملِكِ نافذ على المالِكِ.

والثاني: أن مالك أبلغ في المدح من مَلِك، لأنه قد يكون ملكاً على من لا يملك، كما يقال ملك العرب، وملك الروم، وإن كان لا يملكهم، ولا يكون مالكاً إلا على من يملك، ولأن المَلِك يكون على الناس وغيرهم.

والثالث: وهو قول أبي حاتم، أن مَالِك أبلغ في مدح الخالق من مَلِك، ومَلِك أبلغ من مدح المخلوق من مالك.

والفرق بينهما، أن المالك من المخلوقين، قد يكون غير ملك، وإن كان الله تعالى مالكاً كان ملكاً، فإن وُصف الله تعالى بأنه ملك، كان ذلك من صفات ذاته، وإن وصف بأنه مالك، كان من صفات أفعاله.

وأما قوله تعالى: { يَوْمِ الدِّينِ } ففيه تأويلان:

أحدهما: أنه الجزاء.

والثاني: أنه الحساب.

وفي أصل الدين في اللغة قولان:

أحدهما: العادة، ومنه قول المثقَّب العَبْدِي:


تَقُولُ وَقَدْ دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِي أَهذَا دِينُهُ أَبَداً وَدينِي


أي عادته وعادتي.

والثاني: أنَّ أصل الدين الطاعة، ومنه قول زهير بن أبي سُلمى:


لَئِن حَلَلْتَ بِجَوٍّ في بَنِي أَسَدٍ في دِينِ عَمْرٍو وَمَالتْ بَيْنَنَا فَدَكُ


أي في طاعة عمرو.

وفي هذا اليوم قولان:

أحدهما: أنه يوم، ابتداؤه طلوع الفجر، وانتهاؤه غروب الشمس.

والثاني: أنه ضياء، يستديم إلى أن يحاسب الله تعالى جميع خلقه، فيستقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار.

وفي اختصاصه بملك يوم الدين تأويلان:

أحدهما: أنه يوم ليس فيه ملك سواه، فكان أعظم من مُلك الدنيا التي تملكها الملوك، وهذا قوله الأصم.

والثاني: أنه لما قال: { رَبِّ الْعَالَمِينَ } ، يريد به ملك الدنيا، قال بعده: { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ } يريد به ملك الآخرة، ليجمع بين ملك الدنيا والآخرة.


__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #10  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق

تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق



{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


قوله تعالى: { مَالِك يَومِ الدينِ }

قرأ عاصم والكسائي، وخلف، ويعقوب: «مالك» بألف. وقرأ ابن السميفع، وابن أبي عبلة كذلك، إِلا أنهما نصبا الكاف. وقرأ أبو هريرة، وعاصم الجحدري:«ملْكِ» باسكان اللام من غير الألف مع كسر الكاف، وقرأ أبو عثمان النهدي، والشعبي «مَلِكَ» بكسر اللام ونصب الكاف من غير ألف. وقرأ سعد بن أبي وقاص، وعائشة، ومورَّق العجلي: «مَلِكُ» مثل ذلك إلا أنهم رفعوا الكاف. وقرأ أبيّ بن كعب، وأبو رجاء العطاردي «مليك» بياء بعد اللام مكسورة الكاف من غير ألف. وقرأ عمرو بن العاص كذلك، إلا أنه ضمَّ الكاف. وقرأَ أبو حنيفة، وأبو حيوة «مَلكَ» على الفعل الماضي، «ويومَ» بالنصب.

وروى عبد الوارث عن أبي عمرو: إِسكان اللام، والمشهور عن أبي عمرو وجمهور القراء «مَلِك» بفتح الميم مع كسر اللام، وهو أظهر في المدح، لأن كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكاً.

وفي «الدين» هاهنا قولان.

أحدهما: أنه الحساب. قاله ابن مسعود.

والثاني: الجزاء. قاله ابن عباس، ولما أقر الله عز وجل في قوله { رب العالمين } أنه مالك الدنيا. دل بقوله { مالك يوم الدين } على أنه مالك الأخرى. وقيل: إِنما خصَّ يوم الدين، لأنه ينفرد يومئذ بالحكم في خلقه.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.