إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > القرآن الكريم > آيات القرآن الكريم

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 05-23-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي الفاتحة 001 - آية 006 - اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مرحبا بكم معنا في المسجد الأقصى المبارك
سورة 001 - الفاتحة - آية رقم 006

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
صدق الله العظيم
السابق التالي
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 12-05-2010 الساعة 10:18 AM
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 12-02-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق 1-4

تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق 1-4

قال أبو جعفر: ومعنى قوله: { اهْدِنا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـم } فـي هذا الـموضع عندنا: وَفّقنا للثبـات علـيه، كما رُوي ذلك عن ابن عبـاس.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن عبد الله بن عبـاس قال: قال جبريـل لـمـحمد: «قل يا مـحمد اهدنا الصراط الـمستقـيـم»، يقول: ألهمنا الطريق الهادي.

وإلهامه إياه ذلك هو توفـيقه له كالذي قلنا فـي تأويـله. ومعناه نظير معنى قوله: { إيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فـي أنه مسألة العبد ربه التوفـيق للثبـات علـى العمل بطاعته، وإصابة الـحقّ والصواب فـيـما أمره به، ونهاه عنه فـيـما يستقبل من عمره دون ما قد مضى من أعماله، وتقضى فـيـما سلف من عمره، كما فـي قوله: { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } مسألة منه ربه الـمعونة علـى أداء ما قد كلفه من طاعته فـيـما بقـي من عمره. فكان معنى الكلام: اللهم إياك نعبد وحدك لا شريك لك، مخـلصين لك العبـادة دون ما سواك من الآلهة والأوثان، فأعنا علـى عبـادتك، ووفقنا لـما وفقت له من أنعمت علـيه من أنبـيائك وأهل طاعتك من السبـيـل والـمنهاج.

فإن قال قائل: وأنّـي وجدت الهداية فـي كلام العرب بـمعنى التوفـيق؟ قـيـل له: ذلك فـي كلامها أكثر وأظهر من أن يحصى عدد ما جاء عنهم فـي ذلك من الشواهد، فمن ذلك قول الشاعر:

لا تَـحْرِمَنِّـي هَدَاكَ اللَّهُ مَسْألتـيولا أكُونَنْ كمَنْ أوْدَى بِهِ السَّفَرُ


يعنـي به: وفقك الله لقضاء حاجتـي. ومنه قول الآخر:

وَلا تُعْجِلَنِّـي هَدَاكَ الـمَلِـيكُفإنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مَقالاَ


فمعلوم أنه إنـما أراد: وفقك الله لإصابة الـحقّ فـي أمري. ومنه قول الله جل ثناؤه:

{ واللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِـمِينَ } (البقرة2: 258)

فـي غير آيَةٍ من تنزيـله. وقد علـم بذلك أنه لـم يعن أنه لا يبـين للظالـمين الواجب علـيهم من فرائضه. وكيف يجوز أن يكون ذلك معناه، وقد عمّ بـالبـيان جميع الـمكلفـين من خـلقه؟ ولكنه عنى جلّ وعز، أنه لا يوفقهم، ولا يشرح للـحق والإيـمان صدورهم.


وقد زعم بعضهم أن تأويـل قوله: اهْدِنا زدنا هداية. ولـيس يخـلو هذا القول من أحد أمرين: إما أن يكون قائله قد ظنّ أن النبـي صلى الله عليه وسلم أمر بـمسألة ربه الزيادة فـي البـيان، أو الزيادة فـي الـمعونة والتوفـيق. فإن كان ظن أنه أمر بـمسألة الزيادة فـي البـيان فذلك ما لا وجه له لأن الله جل ثناؤه لا يكلف عبداً فرضاً من فرائضه إلا بعد تبـيـينه له وإقامة الـحجة علـيه به. ولو كان معنى ذلك معنى مسألته البـيان، لكان قد أمر أن يدعو ربه أن يبـين له ما فرض علـيه، وذلك من الدعاء خـلْف لأنه لا يفرض فرضاً إلا مبـيناً لـمن فرضه علـيه، أو يكون أمر أن يدعو ربه أن يفرض علـيه الفرائض التـي لـم يفرضها.

-1-

وفـي فساد وجه مسألة العبد ربه ذلك ما يوضح عن أن معنى: { اهْدِنا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } غير معنى بـين لنا فرائضك وحدودك، أو يكون ظن أنه أمر بـمسألة ربه الزيادة فـي الـمعونة والتوفـيق. فإن كان ذلك كذلك، فلن تـخـلو مسألته تلك الزيادة من أن تكون مسألة للزيادة فـي الـمعونة علـى ما قد مضى من عمله، أو علـى ما يحدث. وفـي ارتفـاع حاجة العبد إلـى الـمعونة علـى ما قد تَقَضَّى من عمله ما يعلـم أن معنى مسألة تلك الزيادة إنـما هو مسألته الزيادة لـما يحدث من عمله. وإذا كان ذلك كذلك صار الأمر إلـى ما وصفنا وقلنا فـي ذلك من أنه مسألة العبد ربه التوفـيق لأداء ما كلف من فرائضه فـيـما يستقبل من عمره. وفـي صحة ذلك فساد قول أهل القدر الزاعمين أن كل مأمور بأمر أو مكلف فرضاً، فقد أعطي من الـمعونة علـيه ما قد ارتفعت معه فـي ذلك الفرض حاجته إلـى ربه لأنه لو كان الأمر علـى ما قالوا فـي ذلك لبطل معنى قول الله جل ثناؤه: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } وفـي صحة معنى ذلك علـى ما بـينا فسادُ قولهم.

وقد زعم بعضهم أن معنى قوله: { اهْدِنا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ }: أَسْلِكْنا طريق الـجنة فـي الـمعاد، أي قدمنا له وامض بنا إلـيه، كما قال جل ثناؤه: فـاهْدُوهُمْ إلـى صِرَاطِ الـجَحِيـمِ أي أدخـلوهم النار كما تُهدى الـمرأة إلـى زوجها، يعنـي بذلك أنها تدخـل إلـيه، وكما تُهدى الهدية إلـى الرجل، وكما تَهْدِي الساقَ القدمُ نظير قول طرفة بن العبد:

لَعِبَتْ بَعْدِي السُّيُولُ بِهِوجَرَى فـي رَوْنَقٍ رِهَمُهْ
للفَتـى عَقْلٌ يَعِيش بِهِحَيْثُ تَهْدِي ساقَهُ قَدَمَهُ


أي ترد به الـموارد. وفـي قول الله جل ثناؤه:

{ إيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (الفاتحة1: 5)

ما ينبىء عن خطأ هذا التأويـل مع شهادة الـحجة من الـمفسرين علـى تـخطئته وذلك أن جميع الـمفسرين من الصحابة والتابعين مـجمعون علـى أن معنى «الصراط» فـي هذا الـموضع غير الـمعنى الذي تأوله قائل هذا القول، وأن قوله:

{ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

مسألة العبد ربه الـمعونة علـى عبـادته، فكذلك قوله «اهدنا»، إنـما هو مسألة الثبـات علـى الهدى فـيـما بقـي من عمره. والعرب تقول: هديت فلاناً الطريق، وهديته للطريق، وهديته إلـى الطريق: إذا أرشدته إلـيه وسددته له. وبكل ذلك جاء القرآن، قال الله جل ثناؤه:

{ وقالُوا الـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لَهَذَا } (الأعراف7: 43)

وقال فـي موضع آخر:

{ اجْتبَـاهُ وَهَدَاهُ إلـى صِرَاطٍ مسْتَقِـيـمٍ } (النحل16: 121)

وقال: { اهْدِنا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } وكل ذلك فـاشٍ فـي منطقها موجود فـي كلامها، من ذلك قول الشاعر:

أسْتَغْفِرُ اللَّهَ ذَنْبـاً لَسْتُ مُـحْصِيَهُرَبَّ العِبـادِ إلَـيْهِ الوَجْهُ والعَمَلُ


-2-

يريد: أستغفر الله لذنب، كما قال جل ثناؤه: { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } ومنه قول نابغة بنـي ذبـيان:

فَـيَصِيدُنا العَيَر الـمُدِلَّ بِحُضْرِهِقَبْلَ الوَنى والأشْعَب النَّبَّـاحا


يريد: فـيصيد لنا. وذلك كثـير فـي أشعارهم وكلامهم، وفـيـما ذكرنا منه كفـاية.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ }.

قال أبو جعفر: أجمعت الأمة من أهل التأويـل جميعاً علـى أن الصراط الـمستقـيـم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فـيه. وكذلك ذلك فـي لغة جميع العرب فمن ذلك قول جرير بن عطية الـخطفـي:

أمِيرُ الـمُؤْمِنِـينَ علـى صِرَاطِإذا اعْوَجَّ الـمَوَارِدُ مُسْتَقِـيـمِ


يريد علـى طريق الـحقّ. ومنه قول الهذلـي أبـي ذؤيب:

صَبَحْنا أرضَهُمْ بـالـخَيْـلِ حتَّـىتَرْكْناها أدَقَّ مِنَ الصِّرَاطِ


ومنه قول الراجز:

فَصُدَّ عَنْ نَهْجِ الصِّرَاطِ القَاصِدِ


والشواهد علـى ذلك أكثر من أن تـحصى، وفـيـما ذكرنا غنى عما تركنا. ثم تستعير العرب الصراط فتستعلـمه فـي كل قول وعمل وصف بـاستقامة أو اعوجاج، فتصف الـمستقـيـم بـاستقامته، والـمعوجّ بـاعوجاجه.

والذي هو أولـى بتأويـل هذه الآية عندي، أعنـي: { اهْدِنا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } أن يكون معنـياً به: وَفِّقنا للثبـات علـى ما ارتضيته ووفقتَ له من أنعمتَ علـيه من عبـادك، من قول وعمل. وذلك هو الصراط الـمستقـيـم، لأن من وفق لـما وفق له من أنعم الله علـيه من النبـيـين والصديقـين والشهداء، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرسل، والتـمسك بـالكتاب، والعمل بـما أمر الله به، والانزجار عما زجره عنه، واتبـاع منهج النبـي صلى الله عليه وسلم، ومنهاج أبـي بكر وعمر وعثمان وعلـيّ، وكل عبد لله صالـح. وكل ذلك من الصراط الـمستقـيـم.

وقد اختلفت تراجمة القرآن فـي الـمعنى بـالصراط الـمستقـيـم، يشمل معانـي جميعهم فـي ذلك ما اخترنا من التأويـل فـيه.

ومـما قالته فـي ذلك، ما رُوي عن علـيّ بن أبـي طالب رضي الله عنه، عن النبـي صلى الله عليه وسلم أنه قال وذَكَرَ القُرآنَ فَقَال: " هُوَ الصِّرَاطُ الْـمُسْتَقِـيـمُ "

حدثنا بذلك موسى بن عبد الرحمن الـمسروقـي قال: حدثنا حسين الـجعفـي، عن حمزة الزيات، عن أبـي الـمختار الطائي، عن ابن أخي الـحرث، عن الـحرث، عن علـيّ، عن النبـي صلى الله عليه وسلم.

وحدثنا عن إسماعيـل بن أبـي كريـمة، قال: حدثنا مـحمد بن سلـمة، عن أبـي سنان، عن عمرو بن مرة، عن أبـي البختري، عن الـحرث، عن علـيّ، عن النبـي صلى الله عليه وسلم مثله.

وحدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبـيري، قال: حدثنا حمزة الزيات، عن أبـي الـمختار الطائي، عن ابن أخي الـحرث الأعور، عن الـحرث، عن علـيّ، قال: «الصِّرَاطُ الـمُسْتَقِـيـمُ كِتابُ اللَّهِ تَعالـى».

حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبـيري، قال: حدثنا سفـيان ح. وحدثنا مـحمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا مهران، عن سفـيان، عن منصور عن أبـي وائل، قال: قال عبد الله: «الصراط الـمستقـيـم كتاب الله».

-3-

حدثنـي مـحمود بن خداش الطالقانـي، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، قال: حدثنا علـيّ والـحسن ابنا صالـح جميعاً، عن عبد الله بن مـحمد بن عقـيـل، عن جابر بن عبد الله. اهدنا الصراط الـمستقـيـم قال: الإسلام، قال:

هو أوسع مـما بـين السماء والأرض.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمار، قال: حدثنا أبو روق عن الضحاك، عن عبد الله بن عبـاس، قال: قال جبريـل لـمـحمد: قل يا مـحمد: اهدنا الصراط الـمستقـيـم، يقول ألهمنا الطريق الهادي وهو دين الله الذي لا عوج له.

وحدثنا موسى بن سهل الرازي، قال: حدثنا يحيى بن عوف، عن الفرات بن السائب، عن ميـمون بن مهران، عن ابن عبـاس فـي قوله: { اهْدِنا الصرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } قال: ذلك الإسلام.

وحدثنـي مـحمود بن خداش، قال: حدثنا مـحمد بن ربـيعة الكلابـي، عن إسماعيـل الأزرق، عن أبـي عمر البزار، عن ابن الـحنفـية فـي قوله: { اهْدِنا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } قال: هو دين الله الذي لا يقبل من العبـاد غيره.

وحدثنـي موسى بن هارون الهمدانـي، قال: حدثنا عمرو بن طلـحة القناد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي فـي خبر ذكره عن أبـي مالك، وعن أبـي صالـح عن ابن عبـاس، وعن مرة الهمدانـي، عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبـيّ صلى الله عليه وسلم: { اهْدِنا الصْرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } قال: هو الإسلام.

وحدثنا القاسم بن الـحسن، قال: حدثنا الـحسين بن داود، قال: حدثنـي حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عبـاس فـي قوله: اهْدِنا الصرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ قال: الطريق.

حدثنا عبد الله بن كثـير أبو صديف الآملـي، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا حمزة بن أبـي الـمغيرة، عن عاصم، عن أبـي العالـية فـي قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } قال: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبـاه من بعده: أبو بكر وعمر. قال: فذكرت ذلك للـحسن، فقال: صدق أبو العالـية ونصح.

وحدثنـي يونس بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال عبد الرحمن بن يزيد بن أسلـم: { اهْدِنا الصِّرَاطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } قال: الإسلام.

حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا أبو صالـح، قال: حدثنـي معاوية بن صالـح، أن عبد الرحمن بن جبـير، حدثه عن أبـيه، عن نواس بن سمعان الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ضَرَبَ اللَّه مَثَلاً صرَاطاً مُسْتَقِـيـماً " وَالصِّرَاطُ: الإسْلامُ.

حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا آدم العسقلانـي، قال: حدثنا اللـيث عن معاوية بن صالـح، عن عبد الرحمن بن جبـير بن نفـير، عن أبـيه عن نواس بن سمعان الأنصاري، عن النبـي صلى الله عليه وسلم بـمثله.

قال أبو جعفر: وإنـما وصفه الله بـالاستقامة، لأنه صواب لا خطأ فـيه. وقد زعم بعض أهل الغبـاء أنه سماه مستقـيـماً لاستقامته بأهله إلـى الـجنة، وذلك تأويـلٌ لتأويـل جميع أهل التفسير خلاف، وكفـى بإجماع جميعهم علـى خلافه دلـيلاً علـى خطئه.
-4-

__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 12-25-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق

تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


هدى أصله أن يتعدى باللام أو بإلى، كقوله تعالى:

{ وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ } [الأعراف7: 155].

ومعنى طلب الهداية ـ وهم مهتدون ـ طلب زيادة الهدى بمنح الإلطاف، كقوله تعالى:

{ وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى } [محمد47: 17]،
{ وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [العنكبوت29: 69].

وعن علي وأبيّ رضي الله عنهما: اهدنا ثبتنا، وصيغة الأمر والدعاء واحدة، لأنّ كل واحد منهما طلب، وإنما يتفاوتان في الرتبة. وقرأ عبد الله: أرشدنا.


«السراط»:الجادّة، من سرط الشيء إذا ابتلعه، لأنه يسترط السابلة إذا سلكوه، كما سمي: لقماً، لأنه يلتقمهم. والصراط من قلب السين صاداً لأجل الطاء، كقوله: «مصيطر»، في «مسيطر»، وقد تشم الصاد صوت الزاي، وقرىء بهنّ جميعاً، وفصاحهنّ إخلاص الصاد، وهي لغة قريش وهي الثابتة في الإمام، ويجمع سرطاً، نحو كتاب وكتب، ويذكر ويؤنث كالطريق والسبيل، والمراد طريق الحق وهو ملة الإسلام.


__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 12-25-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق 1-2

تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق 1-2


{ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ }


القراءة: قرأ حمزة باشمام الصاد الزاي إلا العجلي وبرواية خلاد وابن سعدان يشم ههنا في الموضعين فقط وقرأ الكسائي من طريق أبي حمدون بإشمام السين ويعقوب من طريق رويس بالسين والباقون بالصاد.

الحجة: الأصل في الصراط السين لأنه مشتق من السرط ومسترط الطعام ممره ومنه قولـهم سر طراط والأصل سريط فمن قرأ بالسين راعى الأصل ومن قرأ بالصاد فلما بين الصاد والطاء من المؤاخاة بالاستعلاء والإطباق ولكراهة أن يتسفل بالسين ثم يتصعد بالطاء في السراط وإِذا كانوا قد أبدلوا من السين الصاد مع القاف في صقب وصويق ليجعلوها في استعلاء القاف مع بعد القاف من السين وقرب الطاء منها فأن يبدلوا منها الصاد مع الطاء أجدر من حيث كانت الصاد إلى الطاء أقرب, ألا ترى أنهما جميعاً من حروف طرف اللسان وأصول الثنايا وأن الطاء تدغم في الصاد ومن قرأ بإشمام الزاي فللمؤاخاة بين السين والطاء بحرف مجهور من مخرج السين وهو الزاي من غير إِبطال الأصل.

اللغة: الهداية في اللغة الإرشاد والدلالة على الشيء يقال لمن يتقدم القوم ويدلهم على الطريق: هاد خريت أي دال مرشد قال طرفة:

لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بهِحَيْثُ تَهْدِي سَاقَهُ قَدَمُه


والهداية التوفيق قال:

فَلاَ تَعْجَلَنَّ هَداكَ المليكُفَإِنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقالا


أي وفقك والصراط: الطريق الواضح المتسع وسمي بذلك لأنه يسرط المارة أي: يبتلعها والمستقيم المستوي الذي لا اعوجاج فيه قال جرير:

أَمِيرُ الْمُؤمِنينَ عَلى صِراطٍإِذَا اعْوَجَّ الْمَوارِدُ مُسْتَقِيمِ


الإعراب: اهدنا مبني على الوقف وفاعله الضمير المستكن فيه لله تعالى والهمزة مكسورة لأن ثالث المضارع منه مكسور وموضع النون والألف من اهدنا نصب لأنه مفعول به والصراط منصوب لأنه مفعول ثان.

المعنى: قيل في معنى اهدنا وجوه أحدها: أن معناه ثبتنا على الدين الحق, لأن الله تعالى قد هدى الخلق كلهم إِلا أن الإنسان قد يزلُّ وترد عليه الخواطر الفاسدة فيحسن أن يسأل الله تعالى أن يثبته على دينه ويديمه عليه ويعطيه زيادات الهدى التي هي إحدى أسباب الثبات على الدين كما قال الله تعالى:

{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُم هُدًى } [محمد47: 17]

وهذا كما يقول القائل لغيره وهو يأكل: كل أي: دُم على الأكل وثانيها: أن الهداية هي الثواب لقولـه تعالى:

{ يَهْدِيهِم رَبُّهُم بِإِيمَانِهِم } [يونس10: 9]

فصار معناه اهدنا إِلى طريق الجنة ثواباً لنا ويؤيده قولـه:

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا } [الأعراف7: 43]

وثالثها: أن المراد دلنا على الدين الحق في مستقبل العمر كما دللتنا عليه في الماضي ويجوز الدعاء بالشيء الذي يكون حاصلاً كقولـه تعالى:

{ قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ } [الأنبياء21: 112]

وقولـه حكاية عن إِبراهيم عليه السلام:

{ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } [الشعراء26: 87]

وذلك أن الدعاء عبادة وفيه إِظهار الانقطاع إِلى الله تعالى.

-1-

فإن قيل: ما معنى المسألة في ذلك وقد فعله الله بجوابه أنه يجوز أن يكون لنا في الدعاء به مصلحة في ديننا وهذا كما تعبّدنا بأن نكرر التسبيح والتحميد والإقرار لربنا عزَّ اسمه بالتوحيد وإِن كنا معتقدين لجميع ذلك ويجوز أن يكون الله تعالى يعلم أن أشياء كثيرة تكون أصلح لنا إذا سألناه وإِذا لم نسأله لا تكون مصلحة فيكون ذلك وجهاً في حسن المسألة ويجوز أن يكون المراد استمرار التكليف والتعريض للثواب لأن إِدامته ليس بواجب بل هو تفضل محض فجاز أن يرغب إِليه فيه بالدعاء وقيل في معنى الصراط المستقيم وجوه.

أحدها: أنه كتاب الله وهو المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي (ع) وابن مسعود وثانيها: أنه الإسلام وهو المروي عن جابر وابن عباس وثالثها: أنه دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره عن محمد بن الحنفية والرابع: أنه النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة القائمون مقامه وهو المروي في أخبارنا والأولى حمل الآية على العموم حتى يدخل جميع ذلك فيه لأن الصراط المستقيم هو الدين الذي أمر الله به من التوحيد والعدل وولاية من أوجب الله طاعته.
-2-
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 12-26-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق

تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ }


أما قوله جل جلاله: { ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } فاعلم أنه عبارة عن طلب الهداية، ولتحصيل الهداية طريقان: أحدهما: طلب المعرفة بالدليل والحجة، والثاني: بتصفية الباطن والرياضة، أما طرق الاستدلال فإنها غير متناهية لأنه لا ذرة من ذرات العالم الأعلى والأسفل إلا وتلك الذرة شاهدة بكمال إلهيته، وبعزة عزته، وبجلال صمديته، كما قيل:

وفي كل شيء له آيةتدل على أنه واحد


وتقريره: أن أجسام العالم متساوية في ماهية الجسمية، ومختلفة في الصفات، وهي الألوان والأمكنة والأحوال، ويستحيل أن يكون اختصاص كل جسم بصفته المعينة لأجل الجسمية أو لوازم الجسمية، وإلا لزم حصول الاستواء، فوجب أن يكون ذلك لتخصيص مخصص وتدبير مدبر، وذلك المخصص إن كان جسماً عاد الكلام فيه، وإن لم يكن جسماً فهو المطلوب، ثم ذلك الموجود إن لم يكن حياً عالماً قادراً، بل كان تأثيره بالفيض والطبع عاد الإلزام في وجوب الاستواء، وإن كان حياً عالماً قادراً فهو المطلوب، إذا عرفت هذا فقد ظهر أن كل واحد من ذرات السموات والأرض شاهد صادق، ومخبر ناطق، بوجود الإله القادر الحكيم العليم، وكان الشيخ الإمام الوالد ضياء الدين عمر رحمه الله يقول: إن لله تعالى في كل جوهر فرد أنواعاً غير متناهية من الدلائل الدالة على القدرة والحكمة والرحمة، وذلك لأن كل جوهر فرد فإنه يمكن وقوعه في أحياز غير متناهية على البدل، ويمكن أيضاً اتصافه بصفات غير على البدل، وكل واحد من تلك الأحوال المقدرة فإنه بتقدير الوقوع يدل على الافتقار إلى وجود الصانع الحكيم الرحيم، فثبت بما ذكرنا أن هذا النوع من المباحث غير متناه. وأما تحصيل الهداية بطريق الرياضة والتصفية فذلك بحر لا ساحل له، ولكل واحد من السائرين إلى الله تعالى منهج خاص، ومشرب معين، كما قال:

{ وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلّيهَا } [البقرة2: 148]

ولا وقوف للعقول على تلك الأسرار، ولا خبر عند الأفهام من مبادىء ميادين تلك الأنوار، والعارفون المحققون لحظوا فيها مباحث عميقة، وأسراراً دقيقة، فلما ترقى إليها أفهام الأكثرين.



__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #6  
قديم 12-26-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق 1-3

تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق 1-3

{ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ }


قراءة الجمهور بالصاد، وقرىء: السراط، وقرىء بالزاي، قال الفراء: وهي لغة بني عذرة وبني كلب. لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى، ناسب أن يعقب بالسؤال؛ كما قال: " فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل " وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله، ثم يسأل حاجته وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله: { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } لأنه أنجح للحاجة، وأنجع للإجابة، ولهذا أرشد الله إليه؛ لأنه الأكمل، وقد يكون السؤال بالإخبار عن حال السائل واحتياجه كما قال موسى عليه السلام:

{ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص28: 24]

وقد يتقدمه مع ذلك وصف مسؤول؛ كقول ذي النون

{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } [الأنبياء21: 87]

وقد يكون بمجرد الثناء على المسؤول؛ كقول الشاعر:

أَأَذْكُرُ حاجَتي أَمْ قَدْ كَفانِيحَياؤُكَ إِنَّ شِيْمَتَكَ الحَياءُ
إِذا أَثْنَى عَلَيْكَ المَرْءُ يَوْماًكَفاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ


والهداية ههنا: الإرشاد والتوفيق، وقد تعدى الهداية بنفسها كما هنا: { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } فتضمن معنى: ألهمنا، أو وفقنا، أو ارزقنا، أو أعطنا

{ وَهَدَيْنَـٰهُ ٱلنَّجْدَينِ } [البلد90: 10]

أي: بينا له الخير والشر، وقد تعدى بإلى؛ كقوله تعالى:

{ ٱجْتَبَـٰهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [النحل16: 121]
{ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيم } [الصافات37: 23]

وذلك بمعنى الإرشاد والدلالة، وكذلك قوله:

{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىۤ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الشورى42: 52]

وقد تعدى باللام كقول أهل الجنة

{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَانَا لِهَـٰذَا } [الأعراف7: 43]

أي: وفقنا لهذا، وجعلنا له أهلاً.


وأما الصراط المستقيم، فقال الإمام أبو جعفر بن جرير: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وذلك في لغة العرب، فمن ذلك قال جرير بن عطية الخطفى:

أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلى صِراطٍإذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيْمِ


قال: والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر، قال: ثم تستعير العرب الصراط، فتستعمله في كل قول وعمل ووصف باستقامة أو اعوجاج، فتصف المستقيم باستقامته، والمعوج باعوجاجه. ثم اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد، وهو المتابعة لله وللرسول، فروي أنه كتاب الله، قال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة حدثني يحيى ابن يمان عن حمزة الزيات عن سعيد، وهو ابن المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الصراط المستقيم كتاب الله " وكذلك رواه ابن جرير من حديث حمزة بن حبيب الزيات، وقد تقدم في فضائل القرآن فيما رواه أحمد والترمذي من رواية الحارث الأعور عن علي مرفوعاً: " وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم "
-1-

وقد روي موقوفاً على علي رضي الله عنه، وهو أشبه. والله أعلم: وقال الثوري: عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: الصراط المستقيم كتاب الله، وقيل: هو الإسلام، قال الضحاك: عن ابن عباس قال: قال جبريل لمحمد عليهما السلام: «قل يا محمد: اهدنا الصراط المستقيم» يقول: ألهمنا الطريق الهادي، وهو دين الله الذي لا اعوجاج فيه. وقال ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله تعالى: { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } قال: ذاك الإسلام. وقال إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اهدنا الصراط المستقيم، قالوا: هو الإسلام. وقال عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر: اهدنا الصراط المستقيم، قال: هو الإسلام أوسع مما بين السماء والأرض. وقال ابن الحنفية في قوله تعالى: { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } قال: هو دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: اهدنا الصراط المستقيم، قال: هو الإسلام. وفي هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده حيث قال: حدثنا الحسن بن سوار أبو العلاء حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: ياأيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تعوجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن فتحته تلجه فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم " وهكذا رواه ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث الليث بن سعد به، ورواه الترمذي والنسائي جميعاً عن علي بن حجر عن بقية عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان به، وهو إسناد حسن صحيح. والله أعلم. وقال مجاهد: اهدنا الصراط لمستقيم، قال: الحق. وهذا أشمل، ولا منافاة بينه وبين ما تقدم. وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم حدثنا حمزة بن المغيرة عن عاصم الأحول عن أبي العالية: { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } قال: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده. قال عاصم: فذكرنا ذلك للحسن، فقال: صدق أبو العالية ونصح.
-2-

وكل هذه الأقوال صحيحة، وهي متلازمة؛ فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق، فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام، فقد اتبع القرآن، وهو كتاب الله، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضاً، و لله الحمد. وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الفضل السقطي حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله: والذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي أعني - اهدنا الصراط المستقيم - أن يكون معنياً به: وفقنا للثبات على ما ارتضيته، ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك من قول وعمل، وذلك هو الصراط المستقيم؛ لأن من وُفقَ لما وفق له مَن أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرسل، والتمسك بالكتاب، والعمل بما أمره الله به، والانزجار عما زجره عنه، واتباع منهاج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهاج الخلفاء الأربعة، وكل عبد صالح، وكل ذلك من الصراط المستقيم.

[فإن قيل]: فكيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها، وهو متصف بذلك؟ فهل هذا من باب تحصيل الحاصل أم لا؟

فالجواب أن لا، ولولا احتياجه ليلاً ونهاراً إلى سؤال الهداية لما أرشده الله تعالى إلى ذلك؛ فإن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، وتبصره وازدياده منها، واستمراره عليها؛ فإن العبد لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، إلا ما شاء الله، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونة والثبات والتوفيق، فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله؛ فإنه قد تكفل بإجابة الداعي إذا دعاه، ولا سيما المضطر المحتاج المفتقر إليه آناء الليل وأطراف النهار، وقد قال تعالى:

{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِى نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِىۤ أَنَزلَ مِن قَبْلُ } [النساء4: 136] الآية؛

فقد أمر الذين آمنوا بالإيمان، وليس ذلك من باب تحصيل الحاصل؛ لأن المراد الثبات والاستمرار والمداومة على الأعمال المعينة على ذلك، والله أعلم. وقال تعالى آمراً لعباده المؤمنين أن يقولوا:

{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ } [آل عمران3: 8]

وقد كان الصديق رضي الله عنه يقرأ بهذه الآية في الركعة الثالثة من صلاة المغرب بعد الفاتحة سراً، فمعنى قوله تعالى: { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } استمر بنا عليه، ولا تعدل بنا إلى غيره.

-3-
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #7  
قديم 12-26-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق 1-2

تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق 1-2


{ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ }


{ ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } بيان للمعونة المطلوبة فكأنه قال: كيف أعينكم فقالوا { ٱهْدِنَا }. أو إفراد لما هو المقصود الأعظم. والهداية دلالة بلطف ولذلك تستعمل في الخير وقوله تعالى:

{ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرٰطِ ٱلْجَحِيمِ } [الصافات37: 23]

وارد على التهكم. ومنه الهداية وهوادي الوحش لمقدماتها، والفعل منه هدى، وأصله أن يعدى باللام، أو إلى، فعومل معاملة اختار في قوله تعالى:

{ وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ } [الأعراف7: 155]

وهداية الله تعالى تتنوع أنواعاً لا يحصيها عد كما قال تعالى:

{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [إبراهيم14: 34]

ولكنها تنحصر في أجناس مترتبة:


الأول: إفاضة القوى التي بها يتمكن المرء من الاهتداء إلى مصالحه كالقوة العقلية والحواس الباطنة والمشاعر الظاهرة.

الثاني: نصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل والصلاح والفساد وإليه أشار حيث قال:

{ وَهَدَيْنَـٰهُ ٱلنَّجْدَينِ } [البلد90: 10] وقال:
{ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـٰهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } [فصلت41: 17]

الثالث: الهداية بإرسال الرسل وإنزال الكتب، وإياها عنى بقوله:

{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } [الأنبياء21: 73] وقوله:
{ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمِ } [الإسراء17: 9]

الرابع: أن يكشف على قلوبهم السرائر ويريهم الأشياء كما هي بالوحي، أو الإلهام والمنامات الصادقة، وهذا قسم يختص بنيله الأنبياء والأولياء وإياه عنى بقوله:

{ أُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } [الأنعام6: 90] وقوله:
{ وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [العنكبوت29: 69]

فالمطلوب إما زيادة ما منحوه من الهدى، أو الثبات عليه، أو حصول المراتب المرتبة عليه. فإذا قاله العارف بالله الواصل عنى به أرشدنا طريق السير فيك لتمحو عنا ظلمات أحوالنا، وتميط غواشي أبداننا، لنستضيء بنور قدسك فنراك بنورك. والأمر والدعاء يتشاركان لفظاً ومعنى ويتفاوتان بالاستعلاء والتسفل، وقيل: بالرتبة.


والسراط: من سرط الطعام إذا ابتلعه فكأنه يسرط السابلة، ولذلك سمي لقماً لأنه يلتقمهم. و { ٱلصّرٰطِ } من قلب السين صاداً ليطابق الطاء في الإطباق، وقد يشم الصاد صوت الزاي ليكون أقرب إلى المبدل منه. وقرأ ابن كثير برواية قنبل عنه، ورويس عن يعقوب بالأصل، وحمزة بالإشمام، والباقون بالصاد وهو لغة قريش، والثابت في الإمام وجمعه سُرُطْ ككتب وهو كالطريق في التذكير والتأنيث.

و { ٱلْمُسْتَقِيمَ } المستوي والمراد به طريق الحق، وقيل: هو ملة الإسلام.


{ صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } [الفاتحه1: 7]

بدل من الأول بدل الكل، وهو في حكم تكرير العامل من حيث إنه المقصود بالنسبة، وفائدته التوكيد والتنصيص على أن طريق المسلمين هو المشهود عليه بالاستقامة على آكد وجه وأبلغه لأنه جعل كالتفسير والبيان له فكأنه من البين الذي لا خفاء فيه أن الطريق المستقيم ما يكون طريق المؤمنين. وقيل: { ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } الأنبياء، وقيل: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقيل: أصحاب موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام قبل التحريف والنسخ. وقرىء: { صِرٰطِ مِنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } والإنعام: إيصال النعمة، وهي في الأصل الحالة التي يستلذها الإنسان فأطلقت لما يستلذه من النعمة وهي اللين، ونعم الله وإن كانت لا تحصى كما قال:
-1-

{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [النحل16: 18]

تنحصر في جنسين: دنيوي وأخروي.

والأول قسمان: وهبي وكسبي والوهبي قسمان: روحاني كنفخ الروح فيه وإشراقه بالعقل وما يتبعه من القوى كالفهم والفكر والنطق، وجسماني كتخليق البدن والقوى الحالة فيه والهيئات العارضة له من الصحة وكمال الأعضاء والكسبي تزكية النفس عن الرذائل وتحليتها بالأخلاق السنية والملكات الفاضلة، وتزيين البدن بالهيئات المطبوعة والحلى المستحسنة وحصول الجاه والمال.

والثاني: أن يغفر له ما فرط منه ويرضى عنه ويبوئه في أعلى عليين مع الملائكة المقربين أبد الآبدين. والمراد هو القسم الأخير وما يكون وصلة إلى نيله من الآخرة فإن ما عدا ذلك يشترك فيه المؤمن والكافر.
-2-
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #8  
قديم 12-26-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق

تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق

{ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ }


{ ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } أي أرشدنا إليه ويبدل منه.

__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #9  
قديم 12-26-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق

تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق



قوله عز وجل: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم } إلى آخرها.

أما قوله: { اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ } ففيه تأويلان:

أحدهما: معناه أرْشُدْنا ودُلَّنَا.

والثاني: معناه وفقنا، وهذا قول ابن عباس.

وأما الصراط ففيه تأويلان:

أحدهما: أنه السبيل المستقيم، ومنه قول جرير:


أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صِراطٍإذَا اعْوَجَّ الْمَوَارِدُ مُسْتَقِيم


والثاني: أنه الطريق الواضح ومنه قوله تعالى:



................... فَصَدَّ عَنْ نَهْجِ الصِّرَاطِ الْقَاصِدِ


وهو مشتق من مُسْتَرَطِ الطعام، وهو ممره في الحلق.

وفي الدعاء بهذه الهداية، ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنهم دعوا باستدامة الهداية، وإن كانوا قد هُدُوا.

والثاني: معناه زدنا هدايةً.

والثالث: أنهم دعوا بها إخلاصاً للرغبة، ورجاءً لثواب الدعاء. واختلفوا في المراد بالصراط المستقيم، على أربعة أقاويل:

أحدها: أنه كتاب الله تعالى، وهو قول علي وعبد الله، ويُرْوَى نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والثاني: أنه الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ومحمد بن الحنفية.

والثالث: أنه الطريق الهادي إلى دين الله تعالى، الذي لا عوج فيه، وهو قول ابن عباس.

والرابع: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيار أهل بيته وأصحابه، وهو قول الحسن البصري وأبي العالية الرياحي.

وفي قوله تعالى: { الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمُ } خمسة أقاويل: أحدها: أنهم الملائكة.

والثاني: أنهم الأنبياء.

والثالث: أنهم المؤمنون بالكتب السالفة.

والرابع: أنهم المسلمون وهو قول وكيع.

والخامس: هم النبي صلى الله عليه وسلم، ومَنْ معه مِنْ أصحابه، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد.

وقرأ عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير: (صِرَاطَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)

وأما قوله: { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } فقد روى عن عديِّ بن حاتم قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن المغضوب عليهم، فقال: " هُمُ اليَهُود " وعن الضالين فقال: " هُمُ النَّصارى ".

وهو قول جميع المفسرين.

وفي غضب الله عليهم، أربعة أقاويل:

أحدها: الغضب المعروف من العباد.

والثاني: أنه إرادة الانتقام، لأن أصل الغضب في اللغة هو الغلظة، وهذه الصفة لا تجوز على الله تعالى.

والثالث: أن غضبه عليهم هو ذَمُّهُ لهم.

والرابع: أنه نوع من العقوبة سُمِّيَ غضباً، كما سُمِّيَتْ نِعَمُهُ رَحْمَةً.

والضلال ضد الهدى، وخصّ الله تعالى اليهود بالغضب، لأنهم أشد عداوة.

وقرأ عمر بن الخطاب (غَيْرِ الْمغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَغَيْرِ الضَّآلِّين).


__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #10  
قديم 12-26-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) مصنف و مدقق

تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) مصنف و مدقق



{ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ }


{ اهْدِنَا }: دلنا، أو وفقنا { الصِّرَاطَ } السبيل المستقيم أو الطريق الواضح، مأخوذ من مسرط الطعام وهو ممره في الحلق، طلبوا دوام الهداية، أو زيادتها، أو الهداية إلى طريق الجنة في الآخرة، أو طلبوها إخلاصاً للرغبة، ورجاء ثواب الدعاء، فالصراط: القرآن، أو الإسلام أو الطريق الهادي إلى دين الله، أو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر [رضي الله عنهما] أو طريق الحج أو طريق الحق. { الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } الملائكة أو الأنبياء، أو المؤمنون بالكتب السالفة أو المسلمون أو النبي ومن معه.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
إضافة رد
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.