نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السابعة عشر - ما تراه العين لا يمكن تكذيبه

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السابعة عشر - ما تراه العين لا يمكن تكذيبه

184

تحميل

مطوية نبضات من تفسير الفاتحة 27

174

جدد إيمانك بالله مع أساسيات الدين الإسلامي

4

 

ما تراه العين لا يمكن تكذيبه

----------------

يقول عز وجل (ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ) (التكاثر102: 7). فالعين مصدر معلومات موثوق به لدى كل من الفؤاد في الدماغ والقلب في النفس، وفي الحياة نسمع الناس يقولون (لن أصدق حتى أرى بعيني)، وتأتي أهمية العين من أنها ترتبط بالدماغ إرتباطاً أوثق من إرتباط غيرها من الحواس الأخرى، فهي أدق في التحقق مما يقع خارج الجسم، أما رأيت أن الإنسان يشم الرائحة أو يسمع الصوت أو يلمس الشيء، فإذا لم يتحقق منه إستعان بعينيه ليصل إلى القول الفصل كون المشهد قاطع في دلالته، حاسم في توكيده، ومن الأدلة على مكانة العين وأهميتها قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى) (البقرة2: 260) والرؤية هنا مادية تتم من خلال العين، لأن إحياء الموتى إنما يكون ببعث الحركة فيهم، والحركة تدرك بحاسة البصر، وكان رده تعالى عليه (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) إذن فالرؤية هي سبيل الإنسان إلى الإيمان وهي دعامته، وتؤدي إلى طمأنينة القلب، وهي مزايلة الشك، وهي اليقين. ويتضح أثر العين في أحداث العلم والتثبت في الأمور كلها، في أن الشارع اعتمد شهادة الإبصار دون شهادة السمع وغيرها في بعض الحدود والأحكام، كصوم رمضان برؤية الهلال، وكما هي الحال في حد الزنا على سبيل المثال.