نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة العاشرة - الفاتحة - استئذان للدخول على الله والوقوف بين يديه والتكلم معه ودعائه

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة العاشرة - الفاتحة - استئذان للدخول على الله والوقوف بين يديه والتكلم معه ودعائه

4384

تحميل

مطوية نبضات من تفسير الفاتحة 10

4155

جدد إيمانك بالله مع أساسيات الدين الإسلامي

4

 

الفاتحة - استئذان للدخول على الله والوقوف بين يديه والتكلم معه ودعائه

-----------------------------------------

قلنا أن تلاوتنا لسورة الفاتحة، هي إستفتاح نستأذن به الدخول على الله والوقوف بين يديه ثم مخاطبتة ودعائه، نستعرض بعجالة الآيات التي تسبق كلمة إهدنا:

" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :إستعاذة وإلتجاء وطلب حماية الله والتبرىء من حول الإنسان والجان ونسب الحول والقوة فقط لله، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

" بسم الله: إعلان الإيمان فقط بالله، وإخلاص نية العمل له وحدة، وطلب التوفيق منه وحده، ودعاءه بقبول العمل، وإستجداء عطفه لمباركة هذا العمل.

" الرحمن الرحيم: طلب رحمة الله في الدنيا عند حصول العمل بحيث نستطيع إحتمالة، فكل ما زاد عن حده إنقلب لضده، وطلب رحمة الله في الآخرة بحيث يبدل لنا هذا العمل بحسنات ودرجات يوم القيامة.

" الحمد: مجمل الشكر على كل نعم الله وعطاياه عبر كل الزمان وعبر كل المكان، سواءاً كانت هذه النعم مادية أو معنوية، سواءاً رأيناها أو لم نرها، سواءاً أدركناها أم لم ندركها، سواءاًُ إستطعنا أن نرى فيها الخير أو ظننا بها الشر، فجميعها نعمٌ لله، وتستحق الشكر في كل لحظة من لحظات الزمن التي عشناها وتلك التي لم نعشها، وتستحق الشكر في كل بقعة من بقاع المكان سواءاً إنتفعنا بها أم لم ننتفع، ومجمل كل هذا الشكر هو الحمد.

" لله: فكل شيء لله (النعم لله)، (الملك لله)، (الحكم والقضاء لله)، (العلم لله)، (السماوات والأرض لله)، (الجنة لله)، (النار لله)، (المكان والزمان لله)، (نحن لله) - كل شيء لله.

" رب العالمين: إعلان فقر المخلوقات جميعها للتدبير، وإعلان التدبير الكامل من الله لجميع المخلوقات، فالأفعال والأحداث لله، وتدبير أمورها من الله.

" الرحمن الرحيم: إعلان أن كل تدبير يتم من الله إنما يتم برحمة الله وبحاجة هذه الرحمة.

" مالك (ملك) يوم الدين: إعلان أن كل مكان وكل فعل وكل تدبير إنما هو لله ومن الله سبحانه وتعالى.

فالإستعاذة ثناء نعلن فيها فقرنا لله وأن الله هو الغني للتمكن من الدخول على الله. والبسملة إعلان الإيمان والإخلاص الجميل والإستفتاح وطَرْق باب الكريم ليفتح لك بابه. والحمد هو إرجاع الحول والقوة والفضل في النعم والزمان والمكان لله وهذا هو الثناء اللائق لطلب الوقوف بين يدي الله. والإسترحام بقولنا الرحمن الرحيم، هو إعلان المعرفة بأن أي فضل لا ينفع بلا رحمة الله، ففضل الدخول على الله وفضل الوقوف بين يدي الله إنما يتم برحمة الله. ومالك يوم الدين، ثناء فوق ثناء نعلن فيه أن كل مكان وكل فعل إنما هو من الله وسيعود لله، وبهذا الثناء نطلب الإذن للتكلم مع الله. وبعد أن يؤذن لك التقدم والوقوف بين يدي الله والتكلم مع الله، وماذا سيكون خطابك؟ ماذا سيكون كلامك مع الله؟ سيكون:

" إياك نعبد وإياك نستعين: هذا هو خطابك وهذا هو إعلانك لله - فلا معبود إلا الله، ولا عون إلا من الله، هذا هو كلامنا لله عز وجل، وهذه هي إجابتنا على قوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة2: 21)، وبهذا الخطاب وبهذا الإعتراف نتأهل لأن نطلب من الله وأن ندعوه، فماذا سيكون طلبنا وماذا سيكون دعاؤنا؟