نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الثانية عشر - الهداية والضلال والعون عليهما من الله
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الثانية عشر - الهداية والضلال والعون عليهما من الله |
4397 |
|
|
4157 |
||
|
|
|
4 |
الهداية والضلال والعون عليهما من الله
----------------------
جاء في الحديث القدسي في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال (يا عبادي! إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فلا تظالموا. يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته. فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته. فاستكسوني أكسكم. يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم. كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. قاموا في صعيد واحد فسألوني. فأعطيت كل إنسان مسألته. ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثم أوفيكم إياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).
ولكل إنسان هدف في الحياة، فإذا كان هذا الإنسان مؤمناً وكان هدفه مرضاة الله، فإن الله يعينه على هدفه، يقول عز وجل (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) (الليل92: 7)، وإذا كان هدف هذا الإنسان خبيث فيه معصية لله، فإن الله يصعب عليه الطريق ولكن إذا أصر الإنسان على المعصية فإن الله لا يمنع عنه المعصية ويمكّنه من القيام بها، يقو عز وجل (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (الليل92: 10)، وفي كلتا الحالتين، فإننا منْ يختار مرضاة أو غضب الله، نحن من نختار الهداية أو الضلال، والهدف الذي نسعى له من صنيعنا، وعلينا يقع ثواب أو وزر هذا الهدف، لنقرأ قول الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (يونس10: 9)، ولنقرأ قوله (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النحل16: 104). |