الحجر الأسود - يحتاج تنقيح
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
300084 |
|
|
|
|
300001 |
|
|
|
|
8 |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سؤال رقم 300083 - الحجر الأسود - يحتاج تنقيح
الجواب:
ما هو الحجر الأسود؟
كتبت إحدى مواقع الانترنيت (إسلام أون لاين.نت) عن الحجر الأسود فوصفته بأنه: حجر بيضوي الشكل، لونه أسود ضارب للحمرة، وبه نقط حمراء وتعاريج صفراء، وقطره حوالي ثلاثين سنتيمترا، ويحيط به إطار من الفضة عرضه عشرة سنتيمترات، يقع في حائط الكعبة في الركن الجنوبي الشرقي من بناء الكعبة على ارتفاع متر ونصف متر من سطح الأرض، وعنده يبدأ الطواف. وللحجر الأسود كساء وأحزمة من فضة تحيط به، حماية له من التشقق، وهناك روايات غير مؤكدة تقول: إن جبريل نزل به من السماء، أو إن هذا الحجر مما كشف عنه طوفان نوح، و أن إبراهيم وضعه في هذا المكان علامة لبدء الطواف. ويسن تقبيله عند الطواف إذا تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر اكتُفي بالإشارة إليه.
ووصف ابن بطوطة في (رحلة ابن بطوطة) أن ارتفاع الحجر الأسود عن الأرض ستة أشبار، فالطويل من الناس يتطامن
لتقبيله، والصغير يتطاول إليه وهو ملصق في الركن الذي إلى جهة المشرق، وسعته ثلثا شبر، وطوله شبر وعقد، ولا يعلم قدر ما دخل منه في الركن وفيه أربع قطع ملصقة.
و في (أحسن التقاسيم في معرفة الاقاليم) ذكر المقديسي البشاري أن الحجر الاسود يقع على الركن الشرقي من الكعبة عند الباب على لسان الزاوية مثل رأس الانسان، ينحني إليه من قبّّـله يسيراً.
و كتب النويري في (نهاية الارب) أن عمر بن الخطاب سأل كعب الأحبار فقال له: أخبرني عن البيت الحرام. فقال كعب: أنزله الله من السماء ياقوتة مجوفة مع آدم، فقال له: يا آدم إن هذا بيتي أنزلته معك، يطاف حوله كما يطاف حول عرشي، ويصلى حوله كما يصلى حول عرشي. ونزلت معه الملائكة فرفعوا قواعده من حجارة ثم وضعوا البيت عليه. فكان آدم يطوف حوله كما يطاف حول العرش، ويصلي عنده كما يصلى عند العرش. فلما أغرق الله تعالى قوم نوح، رفعه إلى السماء وبقيت قواعده. و معروف عن كعب الاحبار أنه كان من أحبار اليهود و من الذين أسلموا في عهد متأخر، في زمن الخليفة عمر، على الرغم من وجود تواريخ أخرى لاسلامه.
و ذكر ياقوت الحموي في (معجم البلدان) انه قرأ في بعض الكتب أن رجلاً من القرامطة قال لرجل من أهل العلم بالكوفة وقد رآه يتمسح به وهو معلق على الأسطوانة السابعة: ما يؤمنكم أن نكون غيبنا ذلك الحجر وجئنا بغيره، فقال له: إن لنا فيه علامة وهو أننا إذا طرحناه في الماء لا يرسُب ثم جاء بماءِ فألقوه فيه فطَفا على وجه الماء.
و من هذا الكلام يظهر أن للحجر الاسود كثافة أقل من واحد، اي اقل من كثافة الماء.. و القرامطة كانت طائفة اسلامية سيطرت على الحجر الاسود و نقلته من مكة إلى أماكن أخرى، من بينها هجر والكوفة.
نزول الحجر الأسود مع آدم
و كتب ابن الجوزي في (المنتظم) أن أبا صالح روى عن ابن عباس أنه قال: نزل آدم في الهند و معه ريحُ الجنة فعلق بشجرها وأوديتها وأنزل معه الحجر الأسود، وكان اشدَ بياضاً من الثلج، وعصا موسى، وكانت من آس الجنة، طولها عشرة أذرع، ومُرّ، ولُبان.
و اللبان هو نبات من فصيلة البخوريات تستنشق رائحته الخاصة عند إحراق عود أو نحوه منه.
وفي( الطبقات الكبرى) لابن سعد نجد عن إبن عباس أنه قال: خرج آدم من الجنة بين الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر فأنزل إلى الأرض وكان مكثه في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة من يوم كان مقداره اثنتي عشرة ساعة واليوم ألف سنة مما يعد أهل الدنيا فأهبط آدم على جبل بالهند يقال له نوذ وأهبطت حواء بجدة فنزل آدم معه ريح الجنة فعلق بشجرها وأوديتها فامتلأ ما هنالك طيبا فمن ثم يؤتى بالطيب من ريح آدم وقالوا أنزل معه من آس الجنة أيضا وأنزل معه الحجر الأسود وكان أشد بياضا من الثلج، وعصا موسى وكانت من آس الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى( من هذا الكلام يظهر أن موسى كان طويلا جدا)، ومر ولبان. ثم أنزل عليه بعد العلاة والمطرقة والكلبتان فنظر آدم حين أهبط على الجبل إلى قضيب من حديد نابت على الجبل فقال: هذا من هذا، فجعل يكسر أشجارا عتقت ويبست بالمطرقة ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب فكان أول شيء ضرب منه مدية فكان يعمل بها، ثم ضرب التنور وهو الذي ورثه نوح وهو الذي فار بالهند بالعذاب فلما حج آدم وضع الحجر الأسود على أبي قبيس فكان يضيء لأهل مكة في ليالي الظلام كما يضيء القمر.
ثم ذكر ابن سعد أن آدم حج من الهند إلى مكة أربعين حجة على رجليه.
(العلاة : السندان. الكلبتان: آلة من حديد يأخذ بها الحدَّادُ الحديد المحمىّ، ويقال لها كذلك كلاَّبة.)
(التَّنُّور الكَانون يُخْبَز فيه أو هو تجويفةٌ أسطوانيَّةٌ تُجعَل في الأرض يُخبَز فيها وهو في العبرانيَّة والسريانيَّة مركَّب من تَنَّ أي دخان ومن نور أي نار وقيل إنه في العربية من النور أو النار وإن أصلَهُ تَنْوُورٌ على وزن تَفْعُول فهُمِزت الواو لاستثقال الضمة عليها ثم حُذِفت الهمزة وعُوِّض عنها بنونٍ أخرى فصار تنُّور بتشديد النون. أو التَّنُّورُ : ينبوع المياه الملتهبة الكامنة في جوف الأرض. (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ)).
و عن جبل نوذ ذكر ابن الكلبي في (الأصنام) أنه أخصب جبل في الأرض. و أنه عندما مات آدم ، جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه بأرض الهند.
و هكذا بمساعدة ابن الكلبي السريعة يمكننا معرفة قبر آدم.
و في (السيرة النبوية) لمحمد بن اسحاق عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي قال: خرج آدم من الجنة معه حجر في يده وورق في الكف الأخرى، فبث الورق بالهند فمنه ما ترون من الطيب، وأما الحجر فكان ياقوتة بيضاء يستضاء بها.
و يتكرر في (تاريخ الرسل و الملوك) للطبري ما ذُكر في ( الطبقات الكبرى) عن أن آدم أنزل معه الحجر الأسود، وكان أشد بياضاً من الثلج، وعصا موسى، وكان من آس الجنة، طولها عشرة أذرع على طول موسى، ومر ولبان، ثم أنزل عليه بعد ذلك العلاة والمطرقة والكلبتان، فنظر آدم حين أهبط على الجبل إلى قضيب من حديد نابت على الجبل، فقال: هذا من هذا، فجعل يكسر أشجاراً قد عتقت ويبست بالمطرقة، ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب، فكان أول شيء ضربه مدية، فكان يعمل بها ثم ضرب التنور، وهو الذي ورثه نوح، وهو الذي فار بالعذاب بالهند.
و إذا كان موسى طويلا بطول عشرة أذرع فإن آدم، بالنسبة إلى الطبري،: كان رأسه يمسح السماء حين هبط إلى الأرض ، فمن ثم صلع، وأورث ولده الصلع ونفرت من طوله دواب البر، فصارت وحشاً من يومئذ، وكان آدم وهو على ذلك الجبل قائم يسمع أصوات الملائكة، ويجد ريح الجنة، فحط من طوله ذلك إلى ستين ذراعاً، فكان ذلك طوله إلى أن مات. ولم يجمع حسنُ آدم لأحد من ولده إلا ليوسف.
و الطبري هو مثل لمن استوعب القصص الاسرائيلية و نقلها إلى العامة المسلمين.
و قد اعترض أبو حيان الغرناطي الأندلسي في (تفسير البحر المحيط) على ما كُتِب في شأن بناء البيت و طول آدم و غيرها، فكتب أن المفسرين ذكروا "في ماهية البيت و قِدَمِه و حدوثه ومن أي شيء كان بابه و كم مرة حجه آدم و من أي شيء بناه إبراهيم و من ساعده على البناء قصصا كثيرة و استطردوا في الكلام في البيت المعمور، و في طول آدم، و في الحجر الأسود، و طولوا في ذلك بأشياء لم يتضمنها القرآن و لا الحديث الصحيح، و بعضها يُناقض بعضاً، و ذلك جري عاداتهم في نقل ما دبَّ و ما درج و لا ينبغي أن يعتمد إلا على ما صح في كتاب الله وسنة رسول الله...".
و في الاساطير اليونانية هناك عماليق (سايكلوبس) لهم في جبهتهم عين واحدة و تصل هذه الجبهة إلى السماء. و قبل حوالي سنتين تقريبا، نشرت صحيفة باكستانية صورة لشخص له عين واحدة في جبهته قالت عنه أنه المهدي الدجال الذي يسبق ظهور المهدي الحقيقي، و بهذا أرادت الصحيفة الباكستانية الضحك على عقول البسطاء، و ما أكثرهم، لتخبرهم أن نهاية العالم آتية قريبا.
و لم تكن هذه الصحيفة الباكستانية هي الأولى في الدجل إذ سبقتها العديد من الصحف العربية، فمن عاش أيام هزيمة حزيران النكراء يمكنه أن يتذكر ما نشرته صحيفة مصرية لصورة خيال امرأة محلقة فوق كنيسة في مصر، و بيدها غصن زيتون، قالت عنها أنها مريم العذراء. و ما أن وصل خبر الصحيفة المصرية إلى العراق حتى هرعت صحيفة بغدادية، عربية أيضا، لتعلن أنها كذلك شاهدت و صوّرت مريم العذراء و بيدها غصن زيتون و هي محلقة فوق كنيسة في بغداد. لقد أرادت الصحيفة العراقية أن تقول لزميلتها المصرية: لستِ وحدك في الدجل و الضحك على ذقون االبسطاء فإنني أيضا أشاركك فيهما.
و قبل عقدين من الزمن روج راهب في إحدى كنائس غرناطة في جنوب أسبانية، عن وجود تمثال لمريم العذراء تبكي دما، ، و ما كان من الناس السذج الا الهرع و الوقوف وقتا طويلا ينتظرون الدخول و زيارة هذه الكنيسة و رؤية العذراء مريم تبكي دما. و بعد التحقق من هذه الظاهرة، ظاهرة الدموع الدموية، تبين أن الدموع ما كانت إلا صبغا أحمرا قام بعملها أحد ما، لا يعلمه إلا هو.
و إذا كانت مريم تبكي دما في أسبانيا فإننا سمعنا في بداية العقد السابع من القرن العشرين عن وجود جنين في أندنوسيا يتلو آيات من القرآن و هو في رحم أمه، و ذهب وزير خارجية هذا البلد ليؤكد أنه، بنفسه، سمع الجنين يتلو آيات القرآن. و بعد التحقيق ظهر أن الإمرأة "الأم" كانت قد خبأت بين طيات ثيابها شريطا مسجلا عليه آيات من القرآن.
و عند ذكر أندنوسيا أذكر ما كتبه مرسيا أليادة في كتابه (تاريخ المعتقدات) عن أنه كان هناك اعتقاد في إحدى الديانات الاندنوسية السابقة بأن إلاله أنزل حجرا مربوطا بحبل كهدية منه إلى معتنقدي هذه الديانة، إلا أنهم رفضوا الحجر و طلبوا منه شيئا آخر يفيدهم، فسحب الإله الحجر و أنزل بدله موزة، فأخذها الناس و أكلوها. و كعقاب على رفض هؤلاء الاندنوسيين لحجر الإله فإنه قال لهم: إن أعماركم ستكون قصيرة و مؤكوله و طرية مثل طراوة الموز الذي أكلتموه، و أنكم رفضتم الأعمار الدائمة القوية مثلما يدوم الحجر.
و كتب القلقشندي في (صبح الأعشى) أن الأزرقي قد ذكر في (تاريخ مكة) أن: الكعبة كانت قبل أن تدحى الأرض رابيةً حمراء مشرفة على وجه الماء، ولما اهبط الله آدم وجاء إلى مكة، استوحش فانزل الله عليه قبةً من الجنة من درة بيضاء لها بابان فوُضعت مكان البيت فكان يستأنس بها، وجعل حولها ملائكة يحفظونها من أن يقع بصر الشياطين عليها. قال في الروض المعطار: وكان الحجر الأسود كرسياً يجلس عليه. قال: وطوله ذراع.
و قد ذكر الطبري في ( تاريخ الرسل و الملوك) أن آدم وحواء بكيا على ما فاتهما من نعيم الجنة مائتي سنة، ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوماً، ثم أكلا وشربا، وهما يؤمئذ على نوذ، الجبل الذي أهبط عليه آدم ولم يقرب حواء مائة سنة.
هذا والله تعالى أعلم
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
أخوكم: الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك |