إنقطاع الوحي

--------

قلنا أن ذكر الوحي على الإطلاق يعني كلام الله لعباده، ولو أننا رحنا على تقسيم هذا الكلام لنوعين:

1. كلام مخصوص لهذا العبد - فليس للعبد أن أن يكلم بهذا الكلام لغيره لأنه مخصوص به، وإن كلم به

فلا علاقة لهذا الشخص بهذا الكلام لأن الكلام مخصوص للمخاطب.

2. كلام لعامة الناس - وهذا النوح من الكلام يجعل من المخاطب إما نبيا وإما رسولأ، وقد أرسى لنا صلى

الله عليه وسلم القاعدة بأن لا نبيه بعده، وهذا ذكر في القرآن الكريم (وخاتم النبيين).

وعليه فإن الوحي الذي تشرع به العبادات، وتنسخ به الأحكام، ويذكر به أمر يخص عامة الناس قد انقطع بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم،

فقد روى مسلم في صحيحه عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال أبو بكر- رضي الله عنه- لعمر- رضي الله عنه-: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك! ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.

وفي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة.