تعريف الوحي
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
300250 |
|
|
|
|
300001 |
|
|
|
|
8 |
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف الوحي
-------------------
الوحي هو طريقة نقل الكلام أو الخطاب (المعنى المراد) بين طرفين كل منهما يستخدم اسلوب كلام مختلف عن الآخر، ونحن لا علم لنا بماهية طريقة كلام الله، فهو عز وجل لم يطلعنا عليها ولم يخبرنا بها، وهي تختلف عن طريقة الكلام التي نعرفها لكل المخلوقات، وعليه فإن نقل الخطاب الرباني منه عز وجل إلى أيٍ من مخلوقاته يسمى (وحيا)، يقول عز وجل (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم).
- فخطاب الله للدواب (وحيا) كما جاء ذكر وحي الله عز وجل للنحل (وأوحى ربك إلى النحل).
- وخطاب الله للسماوات (وحيا) كما قال عز وجل (وأوحى في كل سمآء أمرها)
- وخطاب الله للأرض (وحيا) كما قال عز وجل (بأن ربك أوحى لها)
- وخطاب الله للملائكة (وحيا) كما قال عز وجل (إذ يوحي ربك إلى الملائكة...)
- وتكليم الله لبعض أنبيائه مباشرة ومن وراء حجاب (وحيا) كما كلم عز وجل موسى عليه الصلاة والسلام.
- وخطاب الله لبعض البشر مثل أم موسى والحواريين (وحيا)، كما قال عز وجل (وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه) وقوله (وإذ أوحيت إلى الحواريين ...).
وقد يكون للوحي وسيطا يسمى (رسول) كما هو حال الوحي لمعظم الأنبياء فهو يتم من الله لملك أمين على الوحي مثل (جبريل) ثم من هذا الملك للنبي مثل (محمد عليه الصلاة والسلام) وصفة الرسول يجب ان تكون أيضا انه (الامين) - (نزل به الروح الأمين)، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف قبل نزول القرآن (بالصادق الأمين) ثم ينقل من هذا النبي (الأمين) لباقي الناس.
- وقد يكون الوحي بين بشريٍ يستخدم اسلوب الإشارة مع شخص يتكلم، كما في حال خطاب زكريا (فخرج على قومه من المحرب فأوحى إليهم ...).
- وقد يكون الوحي بين انسي وجني: (يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول) - (وإن الشياطين ليوحون إلى أولياءهم)
ولكن إستخدام لفظة (الوحي) على الإطلاق تدل على ان اصل الكلام من الله عز وجل.
وبناء على كل ما تقدم فكلام الانبياء ليس بوحي ولكن معناه من الوحي لذلك يحمل استخدام كلمة الوحي في قوله عز وجل (ان هو الا وحي يوحى) على المجاز وأن اصله من الفهم الصحيح لكلام الله والفهم الصحيح لعلاقة العبد بالرب.
والوحي انقطع مع موت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فلا (وحي) ولا (نبوة) ولا (رسالة) بعده. وما جاء معه عليه الصلاة والسلام هو (آخر الرسالات) ولا يصح الزيادة في الشرع ولا في التنقيص منه، الزيادة والنقصان قد تصح في المعاملات ولكن ليس في العبادات.
والوحي ليس الهام (تقدم تعريف الإلهام)، ولا هو حدس أو فراسة، الوحي كلام الله أما الإلهام فنور رباني داخل القلب نميز به بين ما يرضي الله ويغضبه اي بين الفجور والتقوى، والفراسة حدس بشري يُستدل به على بواطن الأمور ومن صوابها وخطأئها.
ومن الخطأ استخدام لفظة الالهام بدل الوحي، ومن الخطأ استخدام كلمة الفراسة بدل الوحي، كما أنه من الخطأ أيضا استخدام لفظة الفراسة مكان الالهام، كل من هذه الألفاظ لها معناها الشرعي المخصوص.
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
أخوكم: الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك |