بسم الله الرحمن الرحيم

الفرق بين الإلهام والهداية

---------------------------------

عند مقارنة الإلهام مع الهداية، يمكن القول أن الإلهام نور، والهداية أيضا نور.

أما الإلهام فنور داخلي، داخل القلب كميزان نحكم به على على الأمور من جهة (الفجور) و (التقوى)،

وأما الهداية فنور جعله عز وجل في كل آياته أي كل مخلوقاته، العاقلة وغير العاقلة - الكبيرة والصغيرة - كلها أو جزء منها - واضحها وخفيها، هذا النور ينطلق من هذه الآيات ويحط داخل القلب فيفّعِل فيه (عظمة الله) وأنه عز وجل صاحب كل شيء وخالق كل شيء ومدبر أمر كل شيء، ويحثه على قول (سبحان الله).

إذن هما نوران، نور الإلهام ونور الآيات، ويلتقيان داخل القلب، نور على نور.

والنوران معا يسميان (الهداية) والهداية من الله ولا يمكن لإنسان أن يهدي إنسان آخر، يمكنه فقط تذكيره وتوجيهه، أما الإهتداء (أي عمل ما يدل على التقوى) فهو خيار الإنسان.

وكما تكلمنا عن المعاصي التي تنكت على القلوب وتغشاه، تمنع نور الإلهام من الحكم على الأمور، فإن هذه المعاصي تمنع نور الآيات أيضا من الوصول للقلب.

هذا والله تعالى أعلى وأعلم

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير

اخوكم الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك