عقوق الأبناء
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
300261 |
||
|
|
|
300001 |
|
|
|
|
8 |
السؤال:
يا شيخ اعتذر عن أن السؤال خارج عن الموضوع لكن هذه هي الطريقة الوحيدة لمراسلتك بشأن عقوق الأباء لأبنائهم و أنا يعلم الله أني أحترمه ولا أرفع صوتي عليه لكنني أكن له بعض الحقد و مع ذلك لا أنوي الرد عليه و لا أتمنى له السوء لكن حدثت بعض الأمور طوال 23 سنة من عمري جعلت قلبي يجمد من جهته كما أنه ميسور الحال ولا ينفق علينا الا الفتات بينما تردني أخبار أنه ينفق على ملذات الحياة من نساء و أصدقاء و شهوات أظن أنك فهمتني و أفعل كأني لا أعلم شيئا و عند مطالبتي له بمتطلبات الحياة يقول دائما أن أحوال عمله متدبدبة و أنا أرى و أعلم أنه عكس ذلك هذا من الجهة المادية الغير مهمة الى جانب أنه جاف المشاعر مع أسرته ولا يسأل و لا يراقب و لا يساند في حين أن عند ملاقاتي مع بعض الأشخاص اللذين بكونون برفقته في الزهو و اللهو بؤكدون عكس ذلك من كرم و بشاشة و مساعدة كما يؤكد لي هذا أنه أتي في حين غفلة للمقهى اللذي يتردد عليه فأجده بشوشا يضحك و يناقش مع أصدقاءه أمور الحياة العامة بطلاقة فحين يراني يشحب وجهه و يغلق فمه و لا يتحدث الى بكلمات متقطعة كما أذكر أن طلق أمي و أنا في عمر 13 سنة لا داعي لذكر معاناتها معه لأنني خارج عن هذا الموضوع و هو أبي و هي أمي ولا يجب الانحياز لأحدهم و منذ ذلك الحين و هو لا يكثرث لمدرسة و لا لمرض ولا لمشاكل الحياة اليومية ولا لباس ولا ولا ولا فقط مصروف الأكل و الشرب المشروط عليه من المحكمة علما أنه لم يصرف في أول سنتين قبل صدور الحكم عليه ولم يضحي لنا في هذا الأجل لولا الأخوال و مرضت أختي مرتين مؤديتين للموت و رغم الاتصال المطول لم يكتفي بعدم الحضور بل لم يجب أصلا الى في أخر مرة فألقيت اليه كلاما قاسيا لم يسمعه مني من قبل ولا بعد دون سب ونحن الى يومنا هذا نعاني من نفس المشكل وان لم أذهب عنده أنا لا يسأل حيث أني تعمدت أحد الأيام أن لا أذهب اليه ولا أتصل به ولا يرده مني أي سؤال لمدة قاربت على شهرين فلم يسأل أبدا الا أن أوصاني رجل في حينا على ضرورة زيارته ولم يسأل أبدا اين كنت و ما سبب المغيب شحب في وجهه و كلمات متقطعة كالعادة فكان دائما السبب الذي يوجهه لي أنني متأخر في الدراسة و يقارنني ببني أعمامي و أنني دخنت السجائر والحشيش فقمت بتحفيز نفسي من أجل الاجتهاد في الدراسة و الحمد لله و بعونه درست ونجحت لكن تبين أنه عذر (علاقة)كان يضع عليها معطفه ولم ألمس أي تغيير في السلوك والمعاملة و الله شهيد على ما أقول و أنني أراسلك برسالتي هاته ليس لأنني أريد اعطاء انطباع سيء عليه لكنني سأمت منه و سأمت من معاملته و سأمت من الحديث معه و أسبه في خاطري حين يكون مارا بسيارته أما الحشيش و السجائر الحمد لله أنني أدركت أنها مضرت لي شخصيا و أنا الأن في معركة الاقلاع عنها و لن أخبره بهذا لأنها مسألة شخصية و أن مرادي من هذه الرسالة أنني أنوي أن أتعامل معه بنفس المعاملة حين وقوعه أيضا فيما وقعت فيه في صغري الى حين اليوم عند كبره وما قلت هذا وما كننته في نفسي حتى استيأست منه و أني أخاف الله و أعلم أنه نهى عن عقوق الوالدين و قال في محكم تنزيله بسم الله الرحمن الرحيم: ? وَقَضَى? رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ? إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ? إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا .
ركز على كما "ربياني صغيرا" قلت لك كلامي هذا لأنني أستمع الى تفسيراتك و فتاويك بالرغم من غيابي عنك منذ فترة و أرجو منك اعطائي أفكارا و أحاديث الرسول و عبر الصحابة و ال الذكر عن العقوق المتبادل رغم يقيني المسبق أنك لن تدعمني في هذا و لكنه قرار حسم مسبقا حيث أن الله لا يحب الظلم و يقف الى جانب المستضعفين عظمة قوته و جل جلاله
و أسألك بالله فضلا و ليس أمرا أن تنير طريقي في هذا بما أعطاك الله من نور في بصيرتك و أن تضع حلقة أستفيد منها أنا و كل من يقع في نفس المشكل و يبحث عن اجابة أولا بما وجبه ديننا الحنيف وكما أسألك تقديم بعض النصائح له حين أبعث له الفيديو بطريقة غير مباشرة عله يهتدي فان اهتدى أقسم بالله أن أسامحه عن كل ما فات و نبدأ كأنني ولدت من يومي و لن أذكر سوى اللحظات الجيدة رغم ندرتها
و أعتذر ان كانت الرسالة طويلة لكن حاولت أن لا أدخل في التفاصيل و ايصال فكرة واضحة عما حصل
عدم العدل بين الأبناء ينبغي على الأب أن يعدل بين أولاده في العطية، لا سيّما بين الذكور والإناث؛ فإنّ الظلم يقع على الأنثى أكثر من الذكر، فلا يجوز أن يُقدّم أحدًا على أحد بأن يُعطي أحدًا ويمنع غيره، فإن أعطى كل واحد منهم بيتًا فلا يخصّ أحدًا منهم بالبيت الأثمن والأجمل.[2] ثبت عن النعمان بن البشير -رضي الله عنهما- قال: (سَأَلَتْ أُمِّي أبِي بَعْضَ المَوْهِبَةِ لي مِن مَالِهِ، ثُمَّ بَدَا له فَوَهَبَهَا لِي، فَقالَتْ: لا أرْضَى حتَّى تُشْهِدَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَنَا غُلَامٌ، فَأَتَى بِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْنِي بَعْضَ المَوْهِبَةِ لِهَذَا، قَالَ: أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأُرَاهُ، قَالَ: لَا تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ).[3] فقد سمى الله -تعالى- هذه العطية بالجور، والجور حرام، فينبغي على الأب أن يعدل بينهم في العطية، ودليل ذلك في الحديث قال: (أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَلَا إِذًا)،[4] ولكن يجوز أن يعطي الوالد أحد أولاده المحتاجين ما يكفي حاجته وعوزه، ولا يزيد على ذلك.[2] تسمية الأبناء بالأسماء المكروهة ينبغي على المسلم إذا رُزق بمولودٍ أن يختار له اسمًا حسنًا، وألّا يُسميه باسمٍ يجلب له الإساءة إذا كبر، فإنّ أفضل الأسماء عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها الحارث وهمّام، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ)،[5] وفي رواية أخرى: (وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ).[6] وعليه أن يجتنب من الأسماء ما يأتي: الأسماء القبيحة مثل: حمار، وشيطان، وحرب ومُرّة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ).[6] الاسم الذي إن نفيته انقلب إلى شؤم كاسم نجيح؛ فإن قيل: هل نجيح هنا، يجاب: لا، فيكون المعنى لا نجاح هنا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا، وَلَا رَبَاحًا، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا أَفْلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلَا يَكُونُ فَيَقُولُ: لَا).[7][8] أن لا يكون الاسم يحمل معى الشِرك مثل: عبد العزى، وعبد اللات، وغير ذلك.[9] عدم الإنفاق على الأبناء أوجب الله -تعالى- على الآباء النفقة على أولادهم ما داموا صغارًا محتاجين إلى ذلك، قال الله -تعالى-: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّـهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا).[10] ووصف الله تعالى الرجل الذي لايُنفق على أولاده بالذي يُضيّع الأمانة، ورتّب على ذلك الإثم، والإثم يدلّ على فحش الخطأ، وعلى أنّ مصير هذا المخطئ هو النّار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ، عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ).[11][12] وقد قال الإمام ابن قدامة: "وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم، على أنّ على المرء نفقة أولاده؛ الأطفال الذين لا مال لهم؛ ولأن ولد الإنسان بعضه، وهو بعض والده، فكما يجب عليه أن ينفق على نفسه وأهله، كذلك على بعضه وأصله".[13] عدم تنشئتهم على الدين ينبغي على الوالدين تربية أبنائهم على طاعة الله تعالى ورسوله، وتنشئتهم على الخُلق القويم؛ لأنّهم أمانة في أعناقهم، وإنّ عدم تربيتهم تضييع للأمانة، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا).[14] ولا سيّما تعليمهم الصلاة، وذلك لأهميتها، وتأكيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليها، حيث قال: (مُرُوا أولاكمِ بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ).[15] وينبغي على الوالد أن يفعل الخير أمام أبنائِه؛ لأنّ الإنسان مجبولٌ على التلقي والتعلم من القدوة، وهذا أرسخ في نفسه، وأبقى في حافظته، وأسهل في التعلم من جهة الولد.[16] بالإضافة إلى الحث على حفظ القرآن الكريم وتعلّم أحكام تجويده.[17] فقد يكون هذا السبب وحده كافياً لإدخال الوالدين الجنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا وَكَانَتْ فِيهِ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهِ).[18][17] عدم منح الأبناء حقوقهم الأساسية وجَّهنا الإسلام بأن نرفق بأولادنا، وأن ندعو لهم لا أن ندعو عليهم، قال الله -تعالى-: (وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ اجعَل هـذَا البَلَدَ آمِنًا وَاجنُبني وَبَنِيَّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ)،[19] ولما وصف الله تعالى-الصالحين، جعل من صفاتهم أنهم يدعون لذرياتهم، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).[20] وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ندعو على أهلنا وأولادنا، فقال: (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ) |