أمريكا - إيران - الصين - الحرب العالمية الثالثة

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

أمريكا - إيران - الصين - الحرب العالمية الثالثة

300272

سؤال - سلسلة أسئلة جديدة

300001

أسئلة حول الإسلام

8

 

https://www.facebook.com/alaaaasss/posts/10219040913885314

اغتيال سليماني..

الأبعاد والتأثيرات...وردود الأفعال...

تحليلي في العمق..

بعيدا عن مسرح الجريمة التي ارتكبها الأمريكيون ليلة أمس عندما اغتالوا ثلاثة رموز يمثلون رأس حربة إيران لمشروعها في المنطقة وعلى رأسهم قاسم سليماني.. نحتاج أن نهدأ قليلا كي نحاول أن نرى صورة الحدث الكبير من زوايا مختلفة ومن خلال ظلال الصورة وليس من البؤرة المركزية ..!

ماذا تريد أمريكا من منطقتنا.. بل من العالم نفسه..؟

ما علاقة حلفاء أمريكا في المنطقة ببرامج أمريكا وحروبها المستقبلية ومصيره ؟

هل يمكن أن يحدث امر يستدعي أن تضحي أمريكا بأحد حلفائها التاريخيين المركزيين في مقابل الحفاظ على متصالحها؟..، هل حدث ذلك سابقا.. وهل يمكن أن يتكرر..؟؟

هل فعلا لا تزال أمريكا تحتاج لنفط المنطقة العربية ودول الخليج ام أن الصورة تبدلت اليوم..؟!!!

لماذا تستمر إمريكا وإسرائيل ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام بالتحرش بإيران عسكريا في سوريا وباستهداف قطعانها العسكرية هناك ولا تحرك إيران ساكنا..؟!!!

لا يخفى على المراقب أن أمريكا ومنذ خمسة اعوام قد اكتفت ذاتيا من انتاج النفط بعد استخراجه من الزيت الصخري من اراضيها.. وبالتالي لم تعد بحاجة لنفط العرب والخليج.. لكن أمريكا ومنذ أربعة أعوام باتت تواجه قوة اقتصادية عملاقة متوحشة أصبحت تهدد سيطرتها من خلال عملتها الدولار على العالم وهي الصين.. بالرغم من كل الإجراءات الوقائية الأمريكية المتخذه لوقف نمو هذه القوة الاقتصادية الصينية..،

الصين نسبة النمو في اقتصادها وصل إلى نحو 8 في المائة فيما يتراجع النمو في الاقتصاد الأمريكي ويزداد حجم الدين العام بشكل مأساوي ..!!

المنظومة الاقتصادية العالمية التي تكرس سيطرة الدولار وبالتالي أمريكا على العالم باتت مهدده بشكل كبير منذ أكثر منذ عامين..، بالنسبة للأمريكان لم يعد يوجد وسيلة فعالة لمواجهة الصين خاصة بعد الدخول في حرب عالمية تجارية معها سوى المواجهة العسكرية..، ولكن نظرا لان اية مواجهة عسكرية مباشرة بين الصين والولايات المتحده ستكون مكلفة بشكل كارثي على الاقتصاد الأمريكي نظرا لتمتع الصين بقدرات نووية ردعية وغير تقليدية فقد اختارت الولايات المتحده —وهذا فقط منذ عام— تقريبا الدخول في مواجهة الصين بشكل غير مباشر عن طريق حلفائها والاطراف الإقليمية المؤثرة.. وذلك بهدف محاولة قطع شريان الحياة الذي يمد الصين واقتصاديا بوسائل الحياه والتطور والنمو وهو النفط..؛ للعلم الصين تستورد من الخارج نحو 60 في المائة من احتياجاتها النفطية التي تدير عجلة اقتصادها.. وتستورد نحو 70 في المائة من هذه ال 60 في المائة من منطقة الخليج وايران..

لاحظوا.. قبل نحو عام تم وقف تصدير النفط الإيراني الي الخارج بسبب العقوبات الدولية التي فرضتها أمريكا عليها..والتي كان الهدف الحقيقي منها الصين والتي لم تتأثر منها الصين بشكل فعلي..، ولذلك أصبح بعدها الحل الوحيد في التعامل مع الصين هو وقف تصدير النفط الخليجي نفسه والذي يشكل ما نسبته أكثر من ثلاثين في المائة من احتياجات الصين.. والطريقة العملية لذلك والتي لا يوجد مجال أو مناص منها أصبح هو إغلاق مضيق هرمز الذي يتحكم بحركة السفن الناقلة لهذا النفط من الخليج الي الخارج من خلال بحر العرب والمحيط الهندي..، كذلك كان من الضروري ضرب الخط البري الناقل للنفط من شرق الجزيره الي غربها والذي يمر عبر موانى السعودية على البحر الأحمر الي أوروبا عبر قناة السويس في مصر والذي قد يمر بطريقة معاكسة الي الصين عبر مضيق باب المندب في اليمن باتجاه المحيط الهندي ومن ثم الصين.. لذلك توقعوا اشتعال جبهة الحوثيين من جديد وكذلك إما ضرب موانى التصدير الخليجي على البحر الاحمر أو إغلاق مضيق باب المندب..إضافة إلى استمرار العمل على الهدف المركزي وهو قطع الدم عن جسد الصين بهدف أن يبدأ يدب فيه الضعف والهزال.. والهدف المركزي هو وقف تصدير أكثر من 30 في المائة من احتياجات الصين النفطية الذي تستورد الصين من العراق والسعودية ودول الخليج. كي تدخل الصين في مرحلة الركود ثم الهاوية الاقتصادية..، هذا هو هدف الأمريكان الحقيقي.. وليعلم الجميع أن القصة مع أمريكا ليست إيران كدولة أو كسلوك.. ولا تطرف إيران ولا تغرلها.. إيران أداه لا أكثر ..، فتغول إيران في المنطقة.. هذا ربما يزعج إسرائيل وليس بالضرورة أمريكا.. فايران سبق أن اتفقت مع الروس ومع الأمريكان على أرض سوريا مثلا ..، اذن فلنعلم أن الهدف اليوم وغدا وبعد الغد هو استمرار التحرش بإيران لاستجلاب رد فعل عنيف من طرفها في كل مكان يواجه فيه الإيرانيون الأمريكان أو حلفائهم حتى الوصول من جديد لاستهداف السفن والقطع البحرية لجميع الأطراف في الخليج وبالتالي الوصول إلى اغراق ناقلات النفط.. ثم إقفال مضيق هرمز بقرار إيراني.. ولكن لمصلحة أمريكية فعلية..وأعتقد أنه لن يجدي سكوت إيران على استمرار التحرش بها نفعاً..، فسيستمر التحرش بها حتى تشتعل منصات صواريخها لضرب جنود امريكا - الطُعم - وحلفاء الأمريكان من العرب وحتى الصهاينة كي تضغط في كل مكان تستهدف من خلاله الأمريكيين وحلفاذهم لوقف إستهدافها وضربها من قبل القطع البحرية الأمريكية وطيرانها.. ولكنني أعتقد أن ذلك لن يتوقف..، هذا هو تقديري للموقف. لذلك سنرى أن دولة الصهاينة قد تتضرر باستهدافها من قِبل الإيرانيين وحلفائهم مباشرة في محاولة من ايران للضغط على الأمريكان لوقف هجماتهم على إيران.. دون فايده... بل ستتأثر سلباً كل الأنظمة الخليجية نفسها بسبب استهداف كل صناعتها النفطية ومنها المملكة عن طريق إيران وحلفائها كرد فعل دون أن يثير ذلك اي حزن أوشفقة عند الأمريكان على حلفائهم العرب..سوى الحزن الكلامي..!

أعتقد أن أكبر المتضررين من هذا المخطط ؟

بالطبع سيكون الصين.. وثانيا اقتصاديات الدول الخليجية ومعها العراق.. وثالثا.. من؟.. فكروا معي..؟!!، من؟

الاوروبيون.. نعم.. لأن جزء هام من نفط العرب المصدّر إليهم والمار عبر البحر الأحمر وقناة السويس. باتجاه أوروبا قد يتم قطعه بسبب الأعمال الحربية..

لذلك قررت بريطانيا مسبقا الخروج من الحلف الأوروبي للنأي بنفسها عن الآثار الاقتصادية المترتبة عن انقطاع النفط عن أوروبا أو تقليص سيولته إليها..

إسرائيل.. هل ستتأثر..؟، نعم لأن المنظومة العالمية الدولية المهيمنة على العالم قد تضحي بها نفسها لو تطلّب الأمر ذلك للحفاظ على استمرار تكريس سيطرة هذه المنظومة على العالم.. وإسرائيل عندئذٍ لن تكون إلاَّ بيدقاً صغيرا يُقذَف به خارج اللعبة الشطرنجية ..!

نحن أمام مقدمات حقيقية لحرب عالمية ثالثة بكل معنى الكلمة، فقط لأن تاجراً تلمودياً يتقلد اليوم وظيفة رئيس اكبر دولة في العالم قد قررت الشركات المتعددة الجنسية المهيمنة على العالم إنقاذ اقتصادياتها المتهاوية والمتضررة من الوحش الصيني المفترس عن طريقه..، وقد قررت تعيينه مندوبا لها على سدة القرار الأول لأكبر دولة في العالم واستخدامه لهذه المهمة الحقيرة.

للعلم تركيا ستكون اكبر الرابحين ما لم يزج بها احد في هذا الصراع بطريقة أو بأخرى ومصر ستكون اكبر الخاسرين لو تم إغلاق قناة السويس..

على فكره: سيستخدم الأمريكان أكثر مشكلة حقوق الإنسان في الصين والتنكيل بمسلميها .. سنرى ذلك أكثر في نشرات أخبارهم واخبار حلفائهم..

السلام عليكم..

-----

هذا جزء من جواب سؤال حول سياسة امريكا تجاه فلسطين وايران *جدير بالقراءة*

سانقل ما يخص سياسة امريكا تجاه ايران فقط...مهم جدا في هذا الوقت

موضوع إيران:

نعم، تقوم إدارة ترامب بتوتير الأجواء مع إيران، وهذا ملاحظ بشكل جلي... ومن أجل إدراك مرامي التهديدات الأمريكية الجديدة لإيران وأبعادها ومداها لا بد من استعراض السياسة الأمريكية تجاه إيران قبل ترامب وبعده لنرى إن كان تغيير حدث وأين:

• السياسة الأمريكية تجاه إيران قبل ترامب:

——-

1- أثناء حرب أمريكا على العراق استخدمت إيران كامل نفوذها حتى يستقر الاحتلال الأمريكي للعراق، فكانت الجماعات الموالية لها لا تقاتل أمريكا في الوقت الذي تلتهب فيه المحافظات الشمالية والغربية في العراق، والتي لا نفوذ لإيران فيها، والتنسيق بين أمريكا وإيران في العراق هو على كل المستويات والتنفيذ جارٍ على قدم وساق، ولا يغفله إلا أعمى...

وكذلك في اليمن فإن إيران تدعم الحوثيين، وهم الذين يحاول مبعوثو أمريكا الدوليون (السابق جمال بن عمر والحالي ولد الشيخ) ترسيخ دور لهم في حكم اليمن، وهم أي الحوثيون من اجتمع بهم وزير الخارجية كيري في مسقط أواخر 2016 مع أنهم مثل إيران، التي ترفع شعار "الشيطان الأكبر"، يرفعون شعار "الموت لأمريكا"، فالدور الإيراني في اليمن هو دور مساند تماماً لأمريكا...

وفي سوريا فإن الصورة هي أوضح من الشمس، إذ تساند إيران بشار بنفسها وبمليشياتها، والتحالف الدولي الأمريكي يقصف الثورة في سوريا، بل حتى لا يقتصر على تنظيم الدولة، وإنما يقصف جماعات متعددة فيقتل قياداتها، وكل ذلك تحت ذرائع الإرهاب، ولا يقصف الطيران الأمريكي حزب إيران اللبناني مع أنه عسكرياً مصنف إرهابياً.

فالدور الإيراني في سوريا هو جزء من سياسة أمريكا... ثم إن أمريكا-أوباما وقعت اتفاقية النووي الإيراني في حزيران 2015 مع القوى الدولية، وكانت أمريكا تريد تخفيف القيود والأعباء والعقوبات عن إيران لتتمكن من تنفيذ المتطلبات المتزايدة للسياسة الأمريكية في المنطقة خاصة بعد ثورات "الربيع العربي"، وتمكين إيران من تصدير نفطها والإنفاق على متطلبات السياسة الأمريكية في اليمن وسوريا ولبنان...

وهكذا فإن ما كان يسمع من تصريحات أمريكية ضد إيران منذ الثورة فيها سنة 1979، ومن تصريحات إيرانية أكثر شدة ضد أمريكا، ونعتها بـ"الشيطان الأكبر" كل ذلك كلام تأخذه الرياح، فالأفعال والسياسات التنفيذية المنسقة تماماً بينهما أصدق أنباءً من كتب التصريحات والكلام المملول، وفهم السياسات يتوقف على الأفعال وليس فقط على الأقوال.

——-

2- لقد تمادت إدارة أوباما أكثر من أي إدارة أمريكية أخرى منذ الثورة الإيرانية في إطلاق يد إيران في البلدان المحيطة بها، فظهر ما بات يعرف بـ"الدور الإيراني" في اليمن وسوريا إضافة إلى العراق ولبنان، وبالنظر في تمديد أمريكا وإطلاقها العنان للدور الإيراني نجد أن ذلك كان مدفوعاً بدوافع منها ما هو قديم في واشنطن، ومنها ما هو مستجد، وذلك على النحو التالي:

أ‌- أما الدوافع القديمة، فهي حمل إيران على زيادة تهديدها لبلدان الخليج حتى تسيطر أمريكا على منابع النفط، وهذه الرؤية الأمريكية القديمة لدور إيران كانت في تمكين أمريكا من إيجاد موطئ قدم لها في الخليج، أي عند منابع النفط، ولكن مع اجتياح العراق للكويت سنة 1990 فقد توفرت لأمريكا أسباب غير إيرانية للمرابطة في منابع النفط، إذ تمكنت أمريكا من استغلال هذا الاجتياح لنصب قواعدها العسكرية في معظم بلدان الخليج، لذلك فقد خبت التهديدات الإيرانية نظراً لانتفاء الحاجة الأمريكية لها من زاوية النفط.

وبعد سيطرة المحافظين الجدد على الحكم في أمريكا إبان حكم بوش الابن والاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003، فقد عاودت تلك الدوافع الأمريكية القديمة تحريك إيران، ولكن هذه المرة على صعيد إثارة الطائفية، وذلك نظراً لخطط أمريكا في إعادة رسم حدود سايكس بيكو جديد بتفكيك الدول عملياً على أساس طائفي حتى لو بقيت قائمة شكلاً، فتحدثت أمريكا عن خرائط جديدة للشرق الأوسط، وتحركت إيران لدعم الجماعات الطائفية من أجل إيجاد حدود جديدة مرسومة بالدم للخرائط الأمريكية الطائفية للشرق الأوسط.

وقد ظهرت الحدود الطائفية كالشمس في العراق، ثم امتدت إلى اليمن وسوريا ولبنان والسعودية والبحرين وباكستان وأفغانستان، وغيرها، بعد أن رفعت إيران شعار "الأقليات" أي أنها كانت تنفذ سياسة حماية الأقليات التي تنادي بها أمريكا. وهنا برز الدور الإيراني بشكل حاد.

ب‌- وأما الدوافع الجديدة والطارئة، فهي " الربيع العربي"، إذ وجدت أمريكا نفسها أمام مخاطر ومن نوع جديد، فقد اندلعت انتفاضات الربيع العربي في تونس واليمن ومصر وليبيا وسوريا على نحو مفاجئ، ولم تكن أمريكا جاهزة للدفاع عن نفوذها أمام هذه الثورات الشعبية التي هددت بالعصف بذلك النفوذ، ولا يمكن لأمريكا استقدام جيوشها للدفاع عن نفوذها نظراً لما بات يعانيه المجتمع الأمريكي من العقدة العراقية، وليس لها من القوى المحلية ما يدافع عن نفوذها بشكل كافٍ، فأهم عملائها في المنطقة مصر وسوريا قد صارا تحت نار الانتفاضة والثورة،

لذلك فقد نمت في أمريكا سريعاً دوافع جديدة وطارئة بوجوب الاعتماد على إيران بشكل كبير، فاندفعت إيران تقمع الثورة في سوريا خاصة، وتزيد في إمدادات حزبها اللبناني لمنع الثورة من العصف بلبنان أيضاً بعد أحداث طرابلس وصيدا، وزادت من إمدادات أتباعها في البحرين واليمن لتحقيق النفوذ الأمريكي فيهما على حساب بريطانيا، كل ذلك على وقع الثورات.

وبهذه الدوافع الأمريكية الجديدة فقد أصبح الدور الإيراني والذي اكتسى طابعاً طائفياً، رهيباً وكبيراً للغاية في المنطقة. وقد أدت تلك السياسة الأمريكية إلى ظهور التقارب الأمريكي الإيراني للعلن، فقد تحدثت وسائل الإعلام عن شحنات مالية أمريكية بالطائرة لإيران بعد الاتفاقية النووية، وعقود تجارية مع شركة بوينغ، وأن المسؤولين الأمريكان يجتمعون مع البنوك الأوروبية لتسهيل التعامل مع إيران، ورفع مخاوف تلك البنوك من العقوبات الأمريكية...

3- ومع عودة السعودية لأحضان أمريكا بعد وفاة عبد الله ذي الولاء الإنجليزي واستلام عميلها سلمان وابنه للحكم في السعودية سنة 2015 وتسلم السيسي رئاسة مصر سنة 2014 فقد تعزز عملاء أمريكا في المنطقة، وتوفر لها إمكانيات الدفاع عن نفوذها بغير إيران أيضاً.

هذا من ناحية... ومن ناحية أخرى فقد شاهدت أمريكا ضعف إيران، إذ لم تتمكن مع كافة مليشياتها وحرسها ودعمها من كسر شوكة الثورة السورية، فانتقلت أمريكا لاستجلاب روسيا إلى سوريا، ولكن روسيا لم تكن بديلاً للدور الإيراني، وإنما إسناداً له.

وكل هذا فتح الآفاق في واشنطن للتفكير في تنويع أدوات سياستها، وأن الاعتماد القوي وشبه الوحيد على إيران بقوة لم يكن فعالاً...

ومع اقتراب ولاية أوباما الثانية على النهاية كانت مفاتيح احتواء الثورة السورية تتجمع في تركيا، فأخذت أمريكا تجمع بين سياستي الاستئصال "إيران وروسيا" وسياسة الاحتواء "تركيا" لكسر شوكة الثورة السورىة، ثم الدور السعودي لترويض المعارضة في الرياض!

وهكذا فإن الدور الإيراني في المنطقة هو سياسة أمريكية مدروسة بشكل محكم، وأن هذا الدور يتوسع ويتقلص وفق متطلبات السياسة الأمريكية ووفق الظروف.

ومنذ سنة 1979 ظلت أمريكا محتفظة بإيران كتهديد "ثوري بغطاء إسلامي" ضد دول المنطقة، ثم توسع ذلك إلى "تهديد طائفي شديد" بعد تولي المحافظين الجدد الحكم في أمريكا، ثم صار "دوراً إقليمياً محورياً" له ثقله في ظروف الربيع العربي، ولكن عندما عادت العافية لبعض عملاء أمريكا الآخرين مثل مصر، أو عاد الحكم في يدها كما في السعودية، أو صار ممكناً استخدامها كتركيا، فإن أمريكا تقوم بإيجاد أدوار أخرى بجانب الدور الإيراني ودون أن تستغني عنه.

ومن الجدير ذكره أن الدور الإيراني في المنطقة كما الأدوار الأخرى لعملاء أمريكا، لا تمثل نفوذاً حقيقياً لإيران وغيرها من أتباع أمريكا، وأمريكا تزيد أو تقلص من تلك الأدوار دون حتى النظر في مصالح تلك البلدان...

فمثلاً إيران تنفق في سوريا بما يفرغ خزينتها دون الالتفات إلى البنى التحتية المتهالكة في إيران، وهي تعلم أن أمريكا يمكن أن تنهي دورها في سوريا عندما تنتفي الحاجة الأمريكية إليه!

وكذلك فقد أنبتت أمريكا للسعودية دوراً في اليمن أحرج إيران بشكل كبير أمام أتباعها، إذ إن السعودية قد ظهرت بمظهر من يقدم الدعم العسكري المباشر لأتباعها، في الوقت الذي استسلمت فيه إيران لحقيقة الدور السعودي وسيطرتها على أجواء اليمن، فتقزمت إيران وراء زوارق صغيرة لنقل شيء من السلاح للحوثيين...

ولعل في متابعة الدور التركي في سوريا وسقوط خطوطها الحمر بل وتغيير لهجة تصريحاتها ومواقفها ما يظهر كيف أن أمريكا لا تعبأ بهؤلاء الحكام أبداً، فتحرجهم وتغضبهم دون أن يرف لها جفن! أي أن أمريكا توسع وتقلص في أدوار أولئك الأتباع بشكل مستمر وفق مصالحها هي دون أن تعبأ بهم.

——-

• السياسة الأمريكية تجاه إيران بعد ترامب:

في هذا الجو، أي إعطاء أمريكا أدواراً في المنطقة لدول إقليمية أخرى غير إيران، وهي تركيا والسعودية ومن ثم تقليص دور إيران، في هذا الجو قدم ترامب لحكم البيت الأبيض، وكان يمكن أن تستمر السياسة الأمريكية بالأسلوب السابق دون ضجيج تجاه إيران وتستمر الدول الإقليمية الثلاث في خدمة أمريكا كل وفق دوره...

إلا أن ترامب كان يريد تحريك البعبع الإيراني للابتزاز الاقتصادي على طريقة المافيا التي يعشقها ترامب، ولذلك أخذ بتوتير الأجواء مع إيران، فهاجمها بتغريداته عبر تويتر، ووصفها بالراعية للإرهاب، واتهمها بتهديد أمريكا وحلفائها، وأظهر حزماً في التعامل معها، وفرض عقوبات إضافية طالت 25 فرداً وكياناً في إيران 3/2/2017 على أثر تجربتها الصاروخية، ووصف الاتفاق النووي معها بالسيئ، ولمح إلى احتمال مراجعته وإلغائه، أي انسحاب أمريكا منه.

وهنا تبادر إلى أذهان البعض بأن ترامب يقوم بتغيير كبير في السياسة الأمريكية، وحتى ندرك رؤية ترامب "الجديدة" لإيران ودورها والمدى الذي يمكن أن يذهب إليه ترامب مع إيران، نستعرض الأمور التالية:

1- إن سياسة الجمهوريين تتعمد إظهار القوة والقسوة، وهذا ظاهر في كل معالم سياسة ترامب الخارجية ومنها المتعلقة بإيران.

2- نعم، هناك مسألة جديدة في نظرة أمريكا-ترامب إلى إيران! وخلفية هذه المسألة أن الرئيس ترامب قد وعد بحل الكثير من المسائل الاقتصادية لأمريكا، وقد طالب بشكل فظ بأن تدفع دول العالم لأمريكا مقابل حمايتها لها من الأخطار، وقد شمل ذلك الجديد اليابان وكوريا، ودول أوروبا الأطلسية، ودول الخليج الغنية ليست استثناءً، بل هي أسهل الصيد.

وبما أن ما ذكر من دوافع أمريكية قديمة وجديدة قد أعلت من خطورة إيران ودورها في منطقة الخليج، وأن البعبع الإيراني قد صار على عهد أوباما خطراً داهماً على أبواب الخليج، فإن الرئيس ترامب يريد الاستثمار الاقتصادي في هذه المسألة، وعلى نهج المافيا فإن ترامب يريد تحصيل أتاوات كبيرة من بلدان الخليج النفطية لقاء الضغط على إيران وتقليص دورها، وحماية تلك الدول من المخاطر الإيرانية.

لذلك وأمام هذا الضغط الأمريكي على إيران تراها تقوم بتجريب صواريخ جديدة، وليس بعيداً أن يكون ذلك بالتنسيق التام مع أمريكا، وليس مصادفةً في التوقيت، أي أنها تقوم بتأكيد خطرها على دول المنطقة، ودون أن تستفيد هي من ذلك، بل المستفيد هو أمريكا التي تطلب اليوم أموالاً طائلة مقابل حماية الحكام من الخطر الإيراني، وتصريحات ترامب أثناء حملته الانتخابية تؤكد هذه الرؤية،

ومن تلك التصريحات التي تشير إلى "التفكير الجديد" عند ترامب ما يلي:

- ذكرت CNN عربي 19/8/2015 أن "دونالد ترامب يطالب السعودية بدفع المال لأمريكا لقاء حمايتها من الزوال، وقال "السعودية ستكون في ورطة كبيرة قريبا، وستحتاج لمساعدتنا... لولانا لما وجدت وما كان لها أن تبقى".

- ونقلاً عن موقع CNN عربي (27/9/2016) قال ترامب: "ندافع عن اليابان، وندافع عن ألمانيا، وندافع عن كوريا الجنوبية، وندافع عن السعودية، ندافع عن عدد من الدول. ولا يدفعون لنا (مقابل ذلك) شيئاً، ولكن ينبغي عليهم أن يدفعوا لنا، لأننا نوفر لهم خدمة هائلة ونخسر ثروات... كل ما قلته هو إنه من المرجح للغاية أنهم إن لم يدفعوا حصتهم العادلة... قد يضطرون إلى الدفاع عن أنفسهم أو عليهم مساعدتنا، فنحن دولة لديها ديون تبلغ 20 ترليون دولار، عليهم مساعدتنا".

وأضاف ترامب مشددا على أهمية "القدرة على التفاوض في صفقات التجارة"، معلقا: "عليك أن تكون قادرا على التفاوض، مع اليابان ومع السعودية. هل تتخيلون أننا ندافع عن السعودية؟ بكل الأموال التي لديها، نحن ندافع عنها، وهم لا يدفعون لنا شيئاً؟"

- وذكر موقع الجزيرة في 26/1/2017 "وقال الرئيس الأمريكي إن العراق كان يمتلك قوة تساوي إيران، إلا أن أمريكا أخطأت حينما دخلت العراق - في إشارة للغزو الأمريكي للعراق عام 2003 - ثم سلمته لإيران، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية كان عليها أن تبقى هناك وتسيطر على النفط العراقي".

كما نقل موقع رويترز عربي في 24/1/2017 (في كلمة أمام مسؤولين من المخابرات المركزية الأمريكية لمح ترامب إلى أن الولايات المتحدة كان ينبغي لها أن تأخذ النفط العراقي لتسديد تكاليف الغزو عام 2003).

3- كل ذلك يؤكد ما يكمن في عقلية ترامب التي تبحث عن عقد الصفقات، فمقابل حماية دويلات الخليج من الخطر الإيراني عليها أن تدفع تكاليف تلك الحماية، أي أن تضع أموالها بشكل أوسع تحت تصرف أمريكا من أجل الحفاظ على كراسي الحكم فيها. وأمريكا تتصرف مع هؤلاء الحكام باعتبارهم قُصَّراً. وعقلية المافيا هذه لدى إدارة ترامب تؤكدها شواهد كثيرة...

والرئيس ترامب ليس الجهة الأمريكية الوحيدة التي تتبنى نهج الأتاوات الدولية الكبرى، فقد تبنى الكونغرس الأمريكي قانون جاستا سنة 2016، أي في ظل حكم إدارة أوباما، وأصبح ممكناً بموجبه حجز أموال للسعودية ودول الخليج الأخرى بسبب أعمال "إرهابية"... وذلك أن أمريكا تعاني أزمات اقتصادية حقيقية اضطرتها لتقليص موازنتها العامة، وأمام المديونية الفلكية لديها، وصعود الصين الاقتصادي، فإنها دائمة البحث عن حلول كبيرة، إذ رأت إدارة بوش الابن الحل الاقتصادي باحتلال العراق واستثمار نفطه، لكن المقاومة العراقية منعته من ذلك، فاضطر لإنفاق 3 ترليون دولار على ورطة العراق، وحاول أوباما ضرب الملاذات الضريبية البريطانية لاستجلاب الأموال الكبيرة من الجزر النائية إلى أمريكا، ثم كان قانون جاستا لجني الأموال ضريبةً وتغريماً لـ"الإرهاب"، والآن ترامب يريد أن تدفع دول العالم الثرية الأتاوات الدولية لقاء حمايتها كطريق لحل معضلة الاقتصاد الأمريكي، فترامب غامر بوعده حل المديونية الأمريكية (20 ترليون دولار) خلال ثماني سنوات!

4- إن الشعارات التي رفعها ترامب "إعادة أمريكا عظمى مرة أخرى" تقتضي أن تقوم الولايات المتحدة بالتدخل المباشر، ورفض سياسة أوباما بالاختباء وراء أدوار للآخرين، فكما تحاول إدارة ترامب عبر تصريح المناطق الآمنة في سوريا استعادة دورها المباشر، وأخذه من روسيا، فإن الدور الكبير والرهيب لإيران قد صار هو الآخر قيد المراجعة من هذا الباب أيضاً، لذلك فإن إدارة ترامب تفكر جدياً في تقليص الدور الإيراني بعد استنفاد الغرض الاقتصادي من ذلك ولكن دون الاستغناء عنه، بل ليصبح دوراً مكملاً للدور التركي والسعودي وليس بديلاً عنهما، أي ليس له الدور القائد وبخاصة في سوريا، بل يتراجع دوره بنسبة مؤثرة أمام الدور التركي بالدرجة الأولى ثم الدور السعودي، ولكن الدور الإيراني يبقى قائماً في خدمة المخططات الأمريكية فلا تستغني أمريكا عن هذا الدور في المنطقة.

5- وهكذا فإن الحكم على مسألة تغيير أمريكا لدور إيران لا يبنى على التصريحات والأقوال بقدر ما يبنى على الأفعال، إذ إن الضجة المثارة اليوم حول إيران في واشنطن معظمها لا يرقى إلى التغيير الفعلي، فمثلاً (أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 38 للثورة الإيرانية، أن الإيرانيين سيجعلون الولايات المتحدة تندم على لغة العقوبات. وأشار روحاني إلى أن مشاركة الإيرانيين في إحياء ذكرى "الثورة الإسلامية" هي استعراض للقوة الوطنية في شتى أنحاء البلاد لافتا إلى أن هذه المشاركة هي رسالة واضحة ترد على التصريحات الخاطئة لزعماء البيت الأبيض) (روسيا اليوم 10/2/2017). فيرد عليه الرئيس الأمريكي ترامب بقوله "احترس" (دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الرئيس

الإيراني حسن روحاني للحذر بعدما نقلت وسائل إعلام عن روحاني قوله إن أي شخص يهدد الإيرانيين سيندم. وقال ترامب "احترس أفضل لك".) (رويترز 10/2/2017). فهذه وما شابهها من تصريحات كتلك عن الاتفاق النووي تندرج ضمن الأسطوانة المملولة للصراع الأمريكي الإيراني... أما الحال على الأرض فهو التنسيق والتعاون وتنفيذ الخطط الأمريكية،

(وقالت موغيريني للصحفيين غداة إجرائها لقاءات مع مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم 9 شباط/فبراير الجاري: "انطلاقا مما قيل خلال تلك اللقاءات تلقيت تأكيدات بعزمهم الالتزام بتنفيذ الاتفاق النووي مع إيران تماما".) (روسيا اليوم 10/2/2017).

وأما العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على إيران فلا يزال نطاقها قليلاً، وإن كانت مقرونة مع تصريحات توحي بأن أمريكا تراجع الدور الإيراني، ولكنها تراجعه باعتباره سياسةً لها، فتدرس نجاحاته وإخفاقاته، وكيف يمكن استثماره اقتصادياً وسياسياً للمصالح الأمريكية العليا.

ومراجعة دور إيران ليست حكراً على ترامب، بل إن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون كانت تدعو إلى تلك المراجعة أثناء حملتها الانتخابية، فقد وصفت سياسة "الثقة والتحقق" المتبعة تجاه إيران بـ"السياسة غير الجيدة" وأنها ستعتمد مكانها سياسة "عدم الثقة فيها" ووعدت بإعادة فرض العقوبات عليها ضد أي انتهاك صغير للاتفاقية النووية، بل وباستخدام القوة العسكرية ضدها في حال وقع انتهاكات للاتفاق (الشرق الأوسط 22/3/2016)، أي أن مراجعة إدارة ترامب للدور الإيراني هي سياسة الدولة في أمريكا، ولكنها كما ذكرنا آنفاً ليكون الدور الإيراني اقتصادياً وسياسياً في خدمة المصالح الأمريكية...

—————

منقول