فايروس كورونا وحديث لا عدوى
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
300342 |
|
|
|
|
300001 |
|
|
|
|
8 |
لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا هامَةَ فقالَ أعْرابِيٌّ: يا رَسولَ اللهِ، فَما بالُ الإبِلِ تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ، فَيَجِيءُ البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ فيها فيُجْرِبُها كُلَّها؟ قالَ: فمَن أعْدَى الأوَّلَ؟ وفي رواية : إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا صَفَرَ ولا هامَةَ فقالَ أعْرابِيٌّ: يا رَسولَ اللهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2220 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا هامَةَ فقالَ أعْرابِيٌّ: يا رَسولَ اللَّهِ، فَما بالُ إبِلِي، تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ، فَيَأْتي البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ بيْنَها فيُجْرِبُها؟ فقالَ: فمَن أعْدَى الأوَّلَ؟
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5717 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قالَ: لا "عَدْوَى" نَفْي لما كانوا يَعتَقِدونه مِن مُجاوزَة العِلَّة من صاحِبِها إلى غَيرِه، ولا صَفَر الشَّهر المَعروفُ، كانوا يَتشاءَمون به ولا "هامَّة" هو طائِر، وقيلَ: هو البومةُ، قالوا: إذا سَقَطَت على دارِ أحدِهم وَقَعَت فيها مُصيبةٌ. فقال أعرابي: يا رَسولَ اللهِ، فما بالُ إِبِلي تكون في الرَّمل كأنَّها الظِّباء في النَّشاطِ والقُوَّة والسَّلامة من الدَّاء فيأتي البَعيرُ الأجْربُ فيَدخُل بَينَها فيُجرِبها، فأجابَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فمَن أَعْدى الأوَّلَ، أي: مِن أينَ جاءَ الجَرَبُ لِلَّذي أَعْدى بِزَعمِهم؟ فإن أجابوا: مِن بَعيرٍ آخَرَ لَزِمَ التَّسلسُل أو بِسبب آخَرَ، فليُفصِحوا به، فإن أجابوا بأنَّ الَّذي فَعَله في الأوَّل هو الَّذي فَعَله في الثَّاني، ثَبَتَ المُدَّعى، وهو أن الَّذي فَعَلَ جَميعَ ذلِك هو القادِرُ الخالِقُ لا إلَه غَيرُه ولا مُؤَثِّر سواه. في الحديثِ: نَفيُ ما كانَت الجاهليَّة تَزعُمه وتَعتَقِده أنَّ المَرضَ والعاهةَ تَعدي بطَبعِها لا بِفِعلِ اللهِ عزَّ وجلَّ
أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: لا عَدْوَى وَيُحَدِّثُ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: لا يُورِدُ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ. قالَ أَبُو سَلَمَةَ: كانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُما كِلْتَيْهِما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَمَتَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ ذلكَ عن قَوْلِهِ لا عَدْوَى وَأَقَامَ علَى أَنْ لا يُورِدُ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ قالَ: فَقالَ الحَارِثُ بنُ أَبِي ذُبَابٍ، وَهو ابنُ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ: قدْ كُنْتُ أَسْمَعُكَ، يا أَبَا هُرَيْرَةَ تُحَدِّثُنَا مع هذا الحَديثِ حَدِيثًا آخَرَ، قدْ سَكَتَّ عنْه، كُنْتَ تَقُولُ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لا عَدْوَى فأبَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنْ يَعْرِفَ ذلكَ، وَقالَ: لا يُورِدُ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ فَما رَآهُ الحَارِثُ في ذلكَ حتَّى غَضِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَرَطَنَ بالحَبَشِيَّةِ، فَقالَ لِلْحَارِثِ: أَتَدْرِي مَاذَا قُلتُ؟ قالَ: لَا، قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلتُ أَبَيْتُ. قالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَلَعَمْرِي لقَدْ كانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُنَا، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: لا عَدْوَى فلا أَدْرِي أَنَسِيَ أَبُو هُرَيْرَةَ، أَوْ نَسَخَ أَحَدُ القَوْلَيْنِ الآخَرَ؟
الراوي : أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2221 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو سلَمةَ بنُ عبدِ الرحمَنِ بنِ عَوفٍ- وكانَ أحدَ التابِعينَ- أنَّ أبا هُرَيرةَ رضِيَ الله عنه يُحدِّث بحديثَينِ؛ الأوَّلُ: "لا عَدْوى"، و"العَدْوى": انتِقالُ المرَضِ مِن المُصابِ به إلى آخَرَ سليمٍ؛ ليُصبِحَ مُصابًا بعدَ انتقالِ المرضِ إليهِ، والمرادُ: النَّهيُ عن الاعتقادِ أنَّ بعضَ الأَمراضِ تَنتقِلُ بسببِ العَدوَى؛ لأنَّ الأمرَ بقَضاء الله وقدَرِهِ، والحديثُ الثاني: "لا يُورَد مُمرِضٌ على مُصحٍّ"، أي: لا يُؤتَى بمريضٍ على صَحيحٍ سَليمٍ؛ مخافَةَ أن يُعديَه، يقول أبو سلَمَةَ: إنَّ أبا هُريرَة رضِيَ الله عنه كان يحدِّثهما كلتَيهما، أي: يُحدِّث بالحديثَينِ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ثمَّ صمَت أبو هُرَيرةَ بعدَ ذلكَ عن قولِه: "لا عَدوى"، أي: امتَنَع عن التَّحديثِ بهِ، وأقامَ على: "ألَّا يُورَدَ مُمرضٌ على مُصحٍّ"، أي: إنَّ أبا هُرَيرةَ صار يُحدِّثُ بهذا الحَديثِ فقَط، فقالَ الحارَثُ بنُ أبي ذُبابٍ لأبي هُرَيرَةَ- وهو ابنُ عمِّ أبي هُرَيرةَ-: قد كنتُ أسمَعُكَ يا أبا هُرَيرَةَ، تُحدِّثنا مع هذا الحَديثِ- أي: حَديثِ: "لا يُورد مُمرَضٌ على مُصحٍّ"- حَديثًا آخرَ- أي: حَديث: "لا عَدوَى"- قد سكتَّ عنه، أي: امتنعتَ عن التَّحْديثِ بهِ؟ فأبَى أبو هُرَيرةَ أن يَعرفَ ذلكَ، أي: امتنَعَ عن تَفسيرِ أو الإجابةِ عن سببِ امتناعِهِ عنِ التَّحْديثِ بحَديثِ: "لا عدْوى"، وقالَ: "لا يُورَدُ مُمرضٌ على مُصحٍّ"، أي: قالَ هذا فقطْ، فَمَاراهُ الحارِثُ في ذلكَ، أي: جادَلَ أبا هُرَيرةَ حتَّى غضِبَ أبو هُرَيرةَ فرطَنَ بالحبشيَّة، و"الرَّطانَة": التكلُّمُ بالعجميَّةِ، وقوله: (بالحبَشيَّةِ)، هي اللغَةُ التي رطَنَ بها، والمُرادُ: تكلَّمَ كلامًا لا يُفهَمُ لشدَّةِ غضبِه مِن جِدالِ الحارثِ له حَولَ الحَديثِ، فقالَ أبو هُرَيرةَ للحارِثِ: أتَدري ماذا قلتُ؟ قال الحارثُ: لا، قالَ أبو هُرَيرةَ: قلتُ: أبيتُ، يريدُ بذلك أنه لم يحدِّثْ بما يَقولُ الحارِثُ، ثمَّ أكَّدَ أبو سلَمةَ كلامَ الحارِثِ على أنَّ أبا هُرَيرةَ حدَّثَ بهذا الحَديثِ بقَولِه: ولعَمري، لقد كانَ أبو هُرَيرةَ يُحدِّثنا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ قالَ: "لا عَدْوى"، ثمَّ عَزا أبو سلَمَةَ إنكارَ أَبي هُرَيرةَ تحَديثَه بحَديثِ: "لا عدْوى"، إلى النِّسيانِ أو نسْخِ الحَديثِ في قولِه: فلا أَدرِي، أنسِيَ أبُو هُرَيرَةَ، أو نسَخَ أحدُ القولينِ الآخَرَ؟ أي: نسَخَ حَديثُ: "لا يُورَدُ مُمرضٌ على مُصحٍّ"، حَديثَ: "لا عَدْوى". |