نصائح لطالبان
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
300477 |
|
|
|
|
300001 |
|
|
|
|
8 |
رسالة إلى إخواننا في حركة طالبان الأفغانية.
السلام عليكم/
أَوَّلًا: نحمد الله تعالى، على أن مَكَّنَكُم مِنَ العودة إلى حُكم بلدكم أفغانستان،
وأخرجَ المُحتَلِّين الغاصبين الظالمين. فاحمَدوه واشكروه كثيرا، ليزيدكم من فضله،كما قال سبحانه
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لئن شكرتم لأزيدنكم ، و لئن كفرتم إن عذابي لَشديد) (من سورة إبراهيم 7 ).
ثانيا: حذار مِنَ الغرور، والعُجب، فإن التمكين من الله سبحانه، ثم اشكروا كُلَّ مَن ساعَدَكم،
وهذا مِن شُكر الله أيضا، كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم:" لا يَشكُرُ اللهَ، مَن لا يشكُر الناس".
رواه أبوداود في سُنَنِهِ (4811) وهو حديث صحيح.
ثالثا: يقول الله تعالى في القرآن الكريم (الذين إِن مَكَنَّاهم في الأرض، أقاموا الصلاة،
وآتَوا الزكاة، و أَمَروا بالمعروف، و نَهَوا عن المنكر، و لله عاقبة الأُمور) ( من سورة الحج 41).
رابعا: كونوا حُكماء، في تطبيق الإسلام، و حذار مِن أن تُعطوا صورة سيئة عن الإسلام.
واعلموا أنه يجوز تأخير تطبيق بعض الأحكام إلى حين ،
( لكن مع الإيمان بها، و عدم إنكارها)، حِفاظًا على أنفسكم،
و بلدكم من تَرَبُّص الكافرين، و كيد المنافقين.قال الله تعالى
(ولا تَسُبُّوا الذين يَدعُون مِن دونِ اللهِ، فَيَسُبُّوا اللهَ عَدوًا بغير عِلم)
( من سورة الأنعام 108).
وفي حادثة الإفك، أقام رسول صلى الله عليه وسلم،
حَدَّ القَذف، على بعض مَن خاض فيه، و لم يُقِم الحَدَّ على رأس المنافقين، و هو عبد الله بن أُبَيِّ بنِ سَلول ،
حتى لا تَحدث فتنة في المدينة، لأنه كان لابنِ سلول، ناسٌ يَتَعَصَّبون له، و قد تأخُذُهم الحَمِيَّة، فتَحدُثُ
حربٌ أَهلية.
و هذا الخليفة الراشد الثاني، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لم يُقِم حَدَّ السرقة،
عام المجاعة (عام الرمادة)، لكن لما ذهبت المجاعة عاد إلى تطبيقه.
خامسا: اعفوا واصفحوا، عمن ظَلَمكم، فإن الله تعالى يُحب العفو، ثم تَكسِبون بذلك محبة الناس لكم،
خاصة الكفاءات من الأفغان الذين تحتاجهم بلادكم. واقتدوا برسول الله، صلى الله عليه وسلم،
الذي عفا يَومَ الفَتح عَمَّن ظَلَمَه، وحاربَه، مِن أهل مكة، وقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
سادسا: عليكم أن تُبَيِّنوا للناس (قولا وعَملا) أن الإسلام هو دين الحضارة،
والتنمية، في كُل الميادين، و أما الحدود والعقوبات، فهي جُزء مُهِم من الإسلام،
لكنها تُقام للحفاظ على البناء الإسلامي، و ليس على شيء لَم يُوجَد بَعد.
سابعا: و لهذا اهتموا بالتعليم الديني، و بالعلوم المفيدة من علوم الدنيا، و خاصة المرأة اهتموا بتعليمها،
وتثقيفها، وتهذيبها. واهتموا بإصلاح المياه، و الزراعة، لِيَجِدَ الناس العمل، و ليكتفوا في المعيشة،
فقد كان سلفنا الصالح، مِن أهم ما يفعلونه- بعدَ فتح بِلادٍ ما - العناية بالماء، و الزراعة.
أَنشِؤوا المدارس، و الجامعات، و النوادي الرياضية، و المؤسسات النافعة ،ليتعلم الناس، و يكونوا أقوياء.
ثامنا: حَسِّنوا علاقاتكم مع الدُّوَل التي تنتفعون منها، مع عدم التنازل عما لا يجوز التنازل عنه.
تاسعا: استشيروا العلماء الناصحين، و سِيروا بتوجيهاتهم.
عاشرا: حذار من أن يَجُرَّكم الأعداء إلى الحروب بالوكالة عنهم !!
حادي عشر: مَتِّنوا علاقتكم بالله القوي، بالمحافظة على ذِكر الله، و الصلاة، والدعاء، والتضرع
إلى الله تعالى، واعتنوا بالتوحيد، واجتناب الشِّرك، والبِدع، والخرافات. وأَبعِدُوا الناس عن الكسب الحرام،
وَوَفِّروا لهم البديل الحلال ، و أما ما لم يتوفر فَرَغِّبُوا الناس في القناعة، و الصبر.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق لكل خير، و الهُدى، و السداد، و أن يحفظكم من شياطين الجن والإنس، إنه سميع مجيب.
كَتَبَهُ أخوكم أبوسعيد بلعيد بن أحمد الجزائري.
في 07 مُحَرَّم 1443 هجرية / 16 أُوت 2021ميلادية. |