الديانة الإبراهيمية
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
300481 |
||
|
|
|
300001 |
|
|
|
|
8 |
البيان الختامي لمؤتمر موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية
22/02/2021
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد:
فإنَّه وبحمد الله وتوفيقه، وبتنظيمٍ من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء المسلمين، ورابطة المغرب العربي- قد انعقد المؤتمر الدولي الأول حول موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية، والذي شاركت فيه تسع عشرة دولة، وذلك يوم الأحد التاسع من شهر رجب عام ألف وأربعمائة واثنين وأربعين من الهجرة، الموافق للحادي والعشرين من فبراير عام ألفين وواحدٍ وعشرين من الميلاد، وبعد إلقاء كلمات متعددة حول هذه الديانة المخترعة، وما ارتبط بها من مخططات، فقد صدر عن علماء الأمة والروابط العلمية المشاركة البيان الآتي:
أولًا: إن القرآن الكريم هو أعظم كتابٍ احتفى بإبراهيم عليه السلام، وفي القرآن سورة باسمه، وسور بأسماء آلِهِ، وبعض بَنِيهِ، والمسلمون مأمورون باتباع هَدْيه، وهَدْي سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى: ? أُولَ?ئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ? فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ? قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ? إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى? لِلْعَالَمِينَ? [الأنعام: 90].
ولذلك، فإن أَوْلَى الناس بإبراهيم عليه السلام هم أهل الإسلام والإيمان، قال سبحانه: ? إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَ?ذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ? وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ? [آل عمران: 68].
ثانيًا: إن علماء المسلمين مع التعاون الإنسانـي، والتعايش القائم على الحرية والعدل، وعدم ازدراء الأديان أو الأنبياء، ومع الحوار الإنسانـي لبناء المجتمعات، ولكنهم يقفون متحدين ضد تحريف الإسلام، وتشويه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا هو دين المسلمين.
قال سبحانه: ? قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى? صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ? وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? [الأنعام: 161].
ثالثًا: إن أساس فكرة الدين الإبراهيمي يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد- وهي فكرة باطلة؛ إذ الإسلام إنما يقوم على التوحيد والوحدانية، وإفراد الله تعالى بالعبادة، بينما الشرائع المحرفة قد دخلها الشرك، وخالطتها الوثنية، والتوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان.
والزعم بأن إبراهيم عليه السلام على دين جامع للإسلام واليهودية والنصرانية- زعم باطل، ومعتقد فاسد، قال سبحانه: ? مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَ?كِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? [آل عمران: 67].
رابعًا: إن السعي لدعم «اتفاقات إبراهام» للتطبيع والتَّركيع عَبْر تسويقٍ لدينٍ جديدٍ يؤازر التطبيع السياسي هو أمر مرفوض شكلًا وموضوعًا، وأصلًا وفرعًا؛ ذلك أن الأمة المسلمة لم تقبل بالتطبيع السياسي منذ بدأ أواخر السبعينيات من القرن الميلادي الفائت، ولن تقبل اليوم من باب أَوْلَى بمشاريع التطبيع الديني، وتحريف المعتقدات، وقد قال تعالى: ? أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ? [آل عمران: 83].
خامسًا: إن طاعة أعداء الملَّة والدين في أمر الدين المبتدع، والقبول به، والدعوة إليه- خروج من ملَّة الإسلام الخاتم الناسخ لكل شريعةٍ سبقته، ولن يفلح قوم دخلوا في هذا الكفر الصُّراح!
قال سبحانه: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ? [آل عمران: 100].
وقال جلَّ وعلا: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى? أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ? [آل عمران: 149].
سادسًا: على الأمة أن تعي أن أوهام السلام إنما يُبدِّدها اليهود أنفسهم، وقد صرح رئيس وزرائهم في 28 يونيو 2020م في مؤتمر جمعية «مسيحيون موحَّدون من أجل إسرائيل» بأن اتفاقية صفقة القرن قد قوَّضت ما أطلق عليه: «أوهام حلِّ الدولتين»، كما أن وزير خارجية أمريكا الحالي قد قال في الكونجرس في يناير 2020م: «إن الحل الأمثل للنزاع هو التعايش السلمي، وتماهي الطرفين مع بعضهما بعد إنهاء أسباب الخلاف!».
وعلى رأس ذلك العقيدة الإسلامية بطبيعة الحال، قال الله تعالى: ? وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ? [البقرة: 109].
سابعًا: يحذر العلماء الحكومات الإسلامية من الاستجابة لهذه الدعوات المغرضة؛ لما تُمثِّله من عدوانٍ سافرٍ على عقيدة شعوبها، وضربٍ للثقة التي منحتها الشعوب لحكوماتها، وإشعال لنار الخلاف والفتنة بين المسلمين، مما يؤدي إلى إضعاف أمة الإسلام، وتمكين عدوِّها منها، كما قال تعالى: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى? عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى? إِلَى الْإِسْلَامِ ? وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى? وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)? [الصف: 7 - 9].
ثامنًا: يجب على مسئولي وزارات التعليم والإعلام في العالم العربي والإسلامي الكف عن العبث بمناهج تعليم الإسلام، وتقديمه من خلال القرآن والسُّنة، والتأكيد على ثوابت العقيدة والشريعة، وتحصين الناشئة من الانحرافات والشبهات الفكرية والعقدية، فالشباب أمانة بين أيديكم وفي أعناقكم، وسوف تسألون عنها يوم القيامة.
قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ? [الأنفال: 27].
تاسعًا: يدعو المؤتمرون العلماء، وطَلَبة العلم، والدعاة، وسائر المُفكِّرين والكُتَّاب المسلمين للقيام بواجبهم نحو دينهم، ومواجهة فتنة تبديل الدين، وتوعية الأمة بهذا الخطر الداهم، وتحرير المقالات، والكتب، وإقامة الندوات، والمحاضرات، والخطب التي تشرح عقيدة التوحيد، وتُبيِّن ما يناقضها، وتحذر من فتنة هذه البدعة الضالة، وأنه ليس هناك من إكراهٍ أو تأويلٍ في قبول هذا الباطل.
قال تعالى: ? وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ? [البقرة: 191].
قال سبحانه: ? وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ? فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ? [الكهف: 29].
عاشرًا: ينادي العلماء المشاركون في هذا المؤتمر إلى تشكيل هيئةٍ مشتركةٍ من الروابط والهيئات العلمية على مستوى الأمة تقوم بواجب إصدار البيانات والرسائل حول الشُّبهات والعقائد الدخيلة على الأمة الإسلامية، وحراسة الثوابت ومحكمات الإسلام، ويكون لها مؤتمر سنوي جامع يتم عقده في شهر رجب من كل عام هجري.
واللهَ تعالى نسأل أن ينصر من نصر الدين، وأن يعز عباده المسلمين بعز الإسلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الأحد
9/7/1442 هــ - 21/2/2021م
(منقول)
-------------
فكرة الديانة الإبراهيمية إلى أين؟!!!!.
الجزء الأول:
إن من أخطر وأخبث الأفكار التي نتجت عن العولمة والعلمانية هي الدعوة إلى وحدة الأديان والتقارب بينها، وقد حمل لواءها الحداثيون والتنويريون المضبوعون بالثقافة الغربية.
إن أعداء الإسلام والمسلمين من الكفار والمنافقين لم يتركوا بابا من أبواب الحرب على دين الله الإسلام إلا ودخلوه، سياسيا، وعسكريا، وفكريا، واقتصاديا، واجتماعيا، ومن وجوه الحرب الجديدة الدعوة إلى الديانة الإبراهيمية التي تدعو إلى دمج الديانات الثلاث، الإسلام واليهودية والمسيحية في ديانة واحدة، تحت مسمى السلام العالمي والإنساني، والتعايش السلمي، والأُخوة الإنسانية، والتسامح والاعتدال والوسطية والمساواة وما إلى ذلك من عبارات ظاهرها الرحمة وباطنها فيه العذاب، وقد بدأ الترويج لهذه الفكرة قبل أكثر من مائة عام، فتارة بالمنادات بحوار الأديان، وتارة بوحدة الأديان، وتارة بالوحدة بين الموسوية والعيسوية والمحمدية، وتارة بالتقارب بين الأديان، وتارة لا وجود للأديان إنما دين الله واحد هو دين الإنسانية، وتارة بأن الأديان كلها دين الإسلام، وتارة بالدعوة إلى اليوطوبيا العالمية، وتارة بالدعوة إلى اللاعنف، وما إلى ذلك.
ومن أشهر دعاة وحدة الأديان والتقارب بينها مزعوما البهائية والقاديانية ربيبا الانجليز، ثم تتابع دعاة هذه الفكرة من دعاة الحداثة والعصرنة والعولمة من جمال الدين الأفغاني إلى محمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وجودت سعيد وحسن حنفي وخالص جلبي وحسن الترابي وسلامة موسى وجعيط وعمارة والجابري والطويل وجابر عصفور وغيرهم، إلى الكثير من مغفلي مرتزقة مشائخ حكومات الجاهلية الحديثة، وما يسمى بأُدباء ومفكري الأُمة في كل أنحاء العالم الإسلامي، وهكذا إلى أن وصلوا إلى المناداة بالديانة الإبراهيمية على اعتبار أن إبراهيم عليه السلام هو أبو أنبياء هذه الديانات الثلاث تمويها ودجلا!!!.
فوحدة الأديان في ديانة واحدة تعني الاعتقاد بصحة جميع المعتقدات الدينيّة في الديانات جميعها، وصواب جميع العبادات فيها وأنها طرق إلى غاية واحدة، ولو قالوا بأن عزيرا ابن الله، ولو قالوا بأن المسيح ابن الله، ولو قالوا بأن المسيح صلب وقتل، ولو قالوا بأن الله ثالث ثلاثة، ولو أن دياناتهم حُرفت!!!!.
فالقصد من دعوة التقارب بين الأديان ووحدتها هو الاعتراف بالديانتين اليهودية والنصرانية المحرفتين وكأنهما صحيحتان.
وتأتي هذه الدعوة في وقت إعلان أمريكا وأوروبا والصين وروسيا الحرب على الإسلام تحت مسمى الحرب على الإرهاب، متزامنا مع المناداة بالتطبيع مع كيان ي ه و د، حتى لا يطالب المسلمون بتحرير فل س ط ي ن، ولا ب ج هاد الكفار ليكون الدين لله، ولا بالمطالبة بإقامة كيان ديني لهم وازالة الدولة المدنية العلمانية من عالمهم وإنهاء قضية حكم الكفار للمسلمين.
وقد برز استخدام مصطلح الديانة الإبراهيمية يوم وقّعت الإمارات والبحرين اتفاق التطبيع مع كيان ي ه و د العام الفائت، الذي كان برعاية دول الكفر وأئمته وفي مقدمتهم أمريكا، وسمي هذا الإتفاق بالإتفاق الإبراهيمي.
وقد ورد في نص إعلان الإتفاق الذي نشر على صفحة وزارة الخارجية الأمريكية الجملة التالية: (نحن نشجع جهود دعم الحوار بين الثقافات والأديان للدفع بثقافة سلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاث والإنسانية جمعاء).
وقام محمد زايد أمير دولة (أبو ظبي) بتأسيس ما يسمى ببيت العائلة الإبراهيمية على شكل تأسيس مسجد وكنيس وكنيسة ودمجها في بناء واحد يتم افتتاحه العام الحالي، وسبقه إلى مثل ذلك السيسي حينما بنى مسجدا وكنيسا في منطقة العاصمة الإدارية الجديدة العام الفائت، وجمع يوم الإفتتاح جوقة مسيحية وأخرى مسلمة قاموا بأناشيد وموشحات مسيحية إسلامية أنشدوها فيها سوية كل بلغته وأسلوبه، من باب الحوار والوحدة والتقارب بين الأديان!!!.
فواضح أن الترويج لفكرة وحدة الأديان والتقارب بينها منشؤه من عند الكفار أعداء الإسلام والمسلمين، ويبدو أنهم قلدوا ملاحدة الصوفية كابن سبعين وغيره ممن كان ينادي بوحدة الوجود، حيث لا فرق عنده أن تكون يهوديا أو نصرانيا أو مسلما، لإيهام المسلمين بأنها مسألة لها أصول إسلامية، وقد انعقدت عدة مؤتمرات لهذه الدعوة في عدة أماكن وبرعاية أهل الكفر والساسة نواب الاستعمار، فمنها مؤتمر الأديان الدولي في بروكسل، سنة 1935م، وبعده بعامين المؤتمر العالمي للأديان في لندن، ثم في جامعة السوربون عام 1937م، ومؤتمر القيم الروحية للمسيحية والإسلام في بحمدون لبنان سنة 1955م، وعقدت عدة مؤتمرات في أندونيسيا بهذا الصدد بدأتها سنة 1971م، وفي عام 1976م انعقدت ندوة الحوار الإسلامي المسيحي في طرابلس ليبيا بتنظيم من الفاتيكان والحكومة الليبية، ومؤتمر قرطبة سنة 1987م بعنوان (المؤتمر الإبراهيمي) شارك فيه عدد من اليهود والنصارى ومن المنتسبين للإسلام من قاديانية واسماعيلية، ومؤتمر شرم الشيخ في مصر سنة 1995م تحت مسمى (الإبراهيمية) وحضره عدد من المسلمين واليهود والنصارى، ومؤتمر الطنطور في فلسطين بالقرب من بيت لحم في الثمانينات، تحت مسمى حوار الأديان وتعانق الصليب والهلال، ومؤتمر الدوحة الأول في حوار الأديان سنة 2003م، ومؤتمر القاهرة لحوار الأديان العام الفائت، وغيرها كثير، قيل بأنها وصلت إلى ثلاثمائة مؤتمر.
كما وقد أنشئت عدة معاهد وجمعيات لوحدة الأديان والتقارب بينها، كجمعية التقريب بين الأديان في بيروت الذي أسسها محمد عبده وجمال رامز بك مع القس اسحق تايلور، وكمعهد قرطبة في أوروبا، والمعهد الصيفي في جنيف سويسرا، والمعهد الملكي للدراسات الدينية في الأردن، ومعهد الطنطور في فلسطين، ومركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ومعهد الملك عبد الله بن عبد العزيز في فينا ولشبونة، يضم في جنباته منظمة دولية (كايسيد) مؤلفة من السعودية والنمسا واسبانيا والفاتيكان، والملتقى الإبراهيمي في قرطبة الذي أسسه الفرنسي المنسوب إلى الإسلام روجيه جارودي سنة 1987م، ومجلس الصداقة الشعبية العالمية في السودان، إلى غير ذلك من المعاهد والمراكز وهي كثيرة أيضا.
وتهدف هذه الدعوة (وحدة الأديان أو الديانة الإبراهيمية) إلى إقناع المسلمين بأن الديانات المحرفة هي حق كالإسلام، وتهدف إلى إلغاء وإقصاء كل الفروقات بين الإسلام وغيره، من حيث الإعتقاد والعبادة ومصادر التشريع كتابا وسنة وسبيل مؤمنين، والخلافة والحدود والعقوبات والج هاد والفتوحات، وأحكام أهل الذمة والح رب، وكل ما تميز به الإسلام عن غيره من المبادئ والديانات والملل، لإيهام الناس أنه كسائر الأديان لا فرق بينه وبينها وأن هذه الديانات المحرفة لا شبهة فيها فلا عيب إذن في اندماجه معها وموازاته بها، بل وهنالك تفكير أو دعاية بطباعة القرآن والأنجيل والتوراة مدموجة في كتاب واحد!!!.
نعم إذا كان لابد من مبدأ الحوار مع الأديان المحرفة، فيجب أن يعلم أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة، ويكون بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن، أي بالدليل الأحسن، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ودخولهم فيه، أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، كما وقد حدد الله تعالى كيفية الحوار، وفق قاعدة قرآنية لا يجوز تجاوزها حيث قال: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاْ ولا يتخذ بعضنا بعضاْ أرباباْ من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} فالأصل دعوتهم إلى الإسلام وترك أديانهم، لا الدعوة إلى انصهار الإسلام في المسيحية واليهودية وربما غدا البوذية وغيرها، فتُنتقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان وهذا ما يسعون إليه، وهو باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون، قال تعالى: {واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك }.
وأعتقد أن فكرة التقارب والوحدة بين الأديان جاءت مع حالة من الوهن والضعف والهوان الذي يمر به المسلمون في العصر الحديث، بعد أن هجر المسلمون كتاب الله وسنة نبيه وسبيل السابقين الأولين في حياتهم العملية، وخصوصا بعد هدم كيانهم (الخلافة الإسلامية) ولم يعد رد الأمور إلى كتاب الله والسنة وحسب، بل صاروا يتأولون كتاب الله وسنة نبيه تأويلا غير سليم على غير ما أراد الله ورسوله، فكثرت الاجتهادات العقلية تحت مسمى التدبر والتنور، كما نقرأها في بعض الصحف والمجلات ومنصات التواصل الاجتماعي، وهذا كله بسبب غياب سلطان الإسلام الذي يدافع عنه (فالإسلام والسلطان أخوان توأمان لا يصلح أحدهما إلا بصاحبه، فالإسلام أُس والسلطان حارس فما لا أُس له فمنهدم وما لا حارس له فضائع).
إذن فالدعوة لوحدة الأديان دعوة دجالية خبيثة مُحَرِفة، واقعها يدل على بطلانها لتعارضها مع مفاهيم وأحكام دين الله الإسلام، فهي دعوة إلى الكفر والزندقة لإخراج الأمة الإسلامية من دينها، ولم تكن لتنجح لولا أن الكفار أوجدوا من بين المسلمين نفوسا ضعيفة مرتزقة انضبعت بها وروجت لها، فهي تتعارض معارضة تامة مع القرآن والسنة، مهما أتوا من تبريرات، وكل نص منها كفيل بالرد على هذه البدعة الكفرية، وذلك للآتي:
يتبع إن شاء الله:
-------------- |