نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السادسة عشر - النكتة
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السادسة عشر - النكتة |
177 |
|
|
105 |
||
|
|
|
4 |
النكتة
---
النكتة هي نقطة سوداء، تنشأ وتلتصق بالقلب كلما قمنا بعمل معصية أو أذنبا ذنبا أو إبتعدنا عن طاعة لله عز وجل، وكلما إزدادت معاصينا تراكمت النكات السوداء وإلتصقت بعضها ببعض لتشكل غشاءاً يغلف القلب كله، وإن نحن إستمررنا بعمل المعاصي تراكمت الأغشية بعضها فوق بعض لتشكل غلافاً، ثم إذا تراكمت الأغلفة بعضها فوق بعض تشكل منها الكِنان، ثم إذا تراكمت الأكنة بعضها فوق بعض تشكل منها الران، والران غلاف سميك جداً يمنع القلب من رؤية الله الحق وعظمته سبحانه وتعالى، وفيما يلي بعضاً من الأحاديث النبوية الشريفة التي تكلمت عن النكات:
" عن عبد الله بن أنيس الجهني عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن من أكبر الكبائر الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله يمين صبر، فأدخل فيها مثل جناح بعوضة، إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة) (خلاصة الدرجة: حسن، الراوي: عبدالله بن أنيس الجهني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2213) وفي رواية ثعلبة بن صغير (من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة؛ كانت نكتة سوداء في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة) (خلاصة الدرجة: صحيح لغيره، الراوي: ثعلبة بن صعير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1838). فاليمين الكاذبة حتى لو كانت على جناح بعوضة أو مثلها، تنكت على القلب نكتة لا يمحى وتبقى إلى يوم القيامة.
" عن أبو هريرة رضي الله عنه، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقلت قلبه، فإن زاد زادت حتى تغلق قلبه، فذلك الران الذي قال الله جل ثناؤه: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) (خلاصة الدرجة: صحيح، الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/147).
" عن حذيفة بن اليمان أنه قال (كنا عند عمر. فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل. قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة. ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر. قال حذيفة: فأسكت القوم. فقلت: أنا. قال: أنت، لله أبوك! قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا. فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء. وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء. حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا. فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض. والآخر أسود مربادا، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. إلا ما أشرب من مراه". قال حذيفة: وحدثته؛ أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر. قال عمر: أكسرا، لا أبا لك! فلو أنه فتح لعله كان يعاد. قلت: لا. بل يكسر. وحدثته؛ أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت. حديثا ليس بالأغاليط) (خلاصة الدرجة: صحيح، الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 144)، وفي شرح السنة زيادة (قال أبو خالد: فقلت لسعد: يا أبا مالك ما أسود مربادا؟ قال: شدة البياض في سواد، قال: قلت فما الكوز مجخيا؟ قال: منكوسا).
" عن أنس بن مالك أنه قال (أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما قال فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذين قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع) (خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]، الراوي: أنس بن مالك المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1641). |