الشعور بالالم

--------

من الذي يشعر بالألم (الجسد أم النفس)؟ الجسد عبارة عن آلة خلقها لنا الله سبحانه وتعالى لنعيش بها ونصل بها إلى أهدافنا وغياتنا، يعمل الدماغ على خدمة هذه الآلة بشكل منفصل عن النفس، فيقوم بتشغيل الأعضاء بشكل متاكمل من ناحية تنفس الإكسجين وتحريك الدم ونقل الطعام والإكسجين من مصادرها إلى جميع الخلايا فيه، ثم العودة بالفضلات وثاني إكسيد الكربون لطرحها خارج الجسد، ويعمل الدماغ أيضاً على إعطاء الأوامر لكريات الدم البيضاء بالتحرك والهجوم على الأعداء الذين دخول للجسد بطريقة غير شرعية، ويقوم ايضاً بإعطاء الأوامر لترميم الخلايا وكيفية إنقسامها وكيفية تنشئة الجسد، والنفس التي تقود هذه الآلة وتعمل على المحافظة عليها بقدر الإمكان بدورها، فتجنبه الوقوع بالتهلكة أو الأذية، وتقوده دائماً لبر الأمان، والعلاقة ما بين الجسد والنفس وثيقة جداً ومتناسقة جداً، كل يقوم بدوره على أكمل وجد، ويتبادل كل منهما المعلومات مع الآخر بصورة شفافة وصريعة وسريعة وأمينة، ويثق كل منهما بالآخر، فالمصلحة عامة، والمطلب واحد، وإثنيهما يشكلان الشخص الواحد، وفيما ندر قد يعمل أحدهما على أذية الآخر، وعادة ما تكون النفس هي التي تؤذي الجسد، ذلك ان السيطرة والكلمة لها، فقد تلجأ النفس على القيام بأعمال تؤذي الجسد، كأن يقوم الإنسان بتناول المخدرات أو المشروبات الروحية أو القيام بأذية جسده بطعن نفسه أو جرحها أو حتى قتلها فيما يعرف بالإنتحار. من ناحية الشعور بالألم، فهو أمر عائد للفؤاد كما قدمنا، والفؤاد هو عقل الجسد، ولكن إظهار الالم كردة فعل وكمية هذا الإظهار يعود للنفس، فقد نرى شخص يفجر عندما يقترب منه الطيب وقبل أن يلمسه، وقد نرى شخص يقوم الطبيب بشق جسده بدون مخدر وهو صامت رابط الجأش، لماذا ألم يشعر بالألم، لا، لقد شعر بالألم، ولكن قررت نفسه عدم إظهاره.