هناك شيوخ يقولون أنهم يتعاملون مع جان مؤمن، فهل هذا جائز؟

-------------------------------------

عندما تكلم القرآن عن الجان، ذكرهم بعدة ألفاظ منها (الجان، الشياطين، المردة، العفاريت)، وأكثر ما ذكروا، بلفظي (الجان والشياطين)، وعند مراجعة الآيات التي تتكلم عن الشياطين يتضح أن الشياطين هم الكافرة المؤذية الخبيثة، أما (الجان) فهو للصنف كله (المسلم وغير المسلم)، ولكن في الغالب ذكرت كلمة الجان لغير الشياطين، ومن ناحية تعامل الإنسان مع الجان، يقول عز وجل في سورة الجن (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)، فلن تتم من تعامل الإنسان مع الجان أي مصلحة، وما سيحدث هو تعب ونصب وإرهاق، كما أن فتح الباب أمام تعامل الإنسان مع الجان، يتيح المجال للشياطين للتخفي باللباس الأبيض والإدعاء بانهم مسلمين ليتعامل الناس معهم، فكيف يمكن أن تعلم أن هذا الجني الذي قال لك أنه مسلم، كيف ستعلم أنه حقاً مسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم وصف الشياطين بقوله لابو هريرة رضي الله عنه بقوله (لقد صدقك وهو كذوب)، فمن يتعامل مع الجان معتقداً بهم وبقوتهم يكون كمن ترك عبادته لله وعبد الجان، يقول سبحانه وتعالى في سورة سبأ 40-42 (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ).