الغيبة
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
2941 |
|
|
|
|
2926 |
|
|
|
|
2891 |
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال رقم 2692 - بارك الله فيكم عندى سؤال لو سمحتم بحثت في الانترنت على كيفية توبة الغيبة فوجدت انه يمكن الاكتفاء بالاستغفار فاقول اللهم اغفرلي و لمن اغتبته و ظلمته اللهم تجاوز عنا و عنه فهل هذا يكفي؟
الجواب:
ما لا شك فيه أن أمر الغيبة عظيم، فقد جاء النهي عنها في القرآن والسنة، وشبهها عز وجل بأكل لحمة الأخ لأخيه:
يقول عز وجل (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات49: 12)
وفي الأحاديث:
--------
(أتدرون ما الغيبةُ ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال : إن كان فيه ما تقولُ ، فقد اغتبتَه . وإن لم يكنْ فيه ، فقد بهتَّه) الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2589 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث: يَنْهَى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنْ مَساوئِ الأخلاقِ، ومنها-كما في هذا الحديثِ-: الغِيبةُ، وهي مِن أقبحِ القَبائحِ وأكثَرِها انتشارًا بَيْنَ النَّاسِ؛ حتَّى إنَّه لا يكادُ يَسلمُ منها إلَّا القليلُ مِنَ النَّاسِ؛ فَيَسألُ أصحابَه: أَتدْرُونَ، أي: أَتَعلمونَ مَا الغِيبةُ؟ فَأَجابوا: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ؛ فَأجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ذِكْرُكَ، أي: أَيُّهَا المخاطَبُ- خِطابًا عامًّا- أَخاكَ، أي: المسلمَ، بما يَكرَهُه، أي: بما لو سَمِعَهُ لَكَرِهَه، فَسألَ بعضُ الصِّحابةِ: أفرأيتَ، أي: فَأَخْبِرْنِي إنْ كان في أخِي ما أقولُ، أي: مِنَ الْمَنْقَصَةِ؟ فَأجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنْ كان فيه ما تقولُ، أي: مِنَ العيبِ والمنقصَةِ، فَقدِ اغتَبْتَه، أي: لا مَعنى لِلغِيبةِ إلَّا هذا، وهو أنْ تكونَ الْمَنْقَصَةُ فيه؛ وإنْ لم يَكُنْ فيه ما تقولُ، فقد "بَهَتَّهُ"، أي: قُلْتَ عليه الْبُهتانَ وهو كَذِبٌ عَظيمٌ يُبْهَتُ فيه مَن يُقالُ في حَقِّهِ. في الحديثِ: بيانُ مَعنى الغِيبةِ، والفرقِ بَيْنَها وبَيْنَ البُهتانِ. وفيه: النَّهيُ عَنِ الغِيبةِ وَالبُهتانِ.
(مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحائطٍ مِن حيطانِ المدينةِ ، أو مكةَ ، فسمِع صوتَ إنسانَينِ يُعَذَّبانِ في قُبورِهما، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يُعَذَّبانِ وما يُعَذَّبانِ في كبيرٍ . ثم قال : بلَى ، كان أحدُهما لا يَستَتِرُ من بوْلِه، وكان الآخَرُ يمشي بالنَّميمَةِ . ثم دَعا بجَريدَةٍ، فكسَرَها كِسرَتَينِ، فوضَع على كُلِّ قَبرٍ منهما كِسرَةً، فقيل له : يا رسولَ اللهِ ، لِمَ فعَلتَ هذا ؟ قال : لَعلَّه أنْ يُخَفَّفَ عنهما ما لم تَيبَسا أو: إلى أن يَيبَسا) الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 216 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث: القَبْرُ هو أولُ مَنازِل الآخِرَةِ، والعذابُ والنعيمُ فيه حقٌّ. وفي هذا الحديثِ: يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأحدِ الأعمالِ المُوجِبة لعَذابِ القَبْرِ، حيث مَرَّ على حائطٍ من حِيطَانِ المَدِينَةِ أو مَكَّةَ، والحائِطُ: هو البُسْتان إذا كان له سُورٌ، فسَمِع صوتَ إنسانَيْن يعذَّبان في قُبورِهما، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «يُعَذَّبانِ، وما يعذَّبان في كَبِيرٍ» يعني: لا يعذَّبان في أمرٍ كبيرٍ في نَظرِكم، وإنْ كان هو في الحقيقةِ كَبِيرًا عند اللهِ تعالى؛ ولذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «بَلَى»، أي: إنَّه كَبِيرٌ في الحقيقةِ. وسببُ عذابِهما كما أَخْبَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أنَّ أحدَهما كان لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِه، يَعنِي: لا يَسْتَبْرِئُ منه ولا يَتَحفَّظُ مِن أن يُصِيبَه منه. والآخَرُ كان يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ بين الناسِ، أي: يَنقُل كلامَ غيرِه بقَصْدِ الإضرارِ وإيقاعِ الخِلافِ والوَقِيعَةِ بين الناسِ. ثُمَّ دَعَا صلَّى الله عليه وسلَّم بِجَرِيدَةٍ، فكَسَرها نِصفَيْن، ووَضَع على قَبْرِ كلِّ واحدٍ منهما جزءًا منها، فقيل له: لِمَ فعلتَ هذا؟ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَعَلَّهُ أن يُخَفَّفَ عنهما ما لم يَيْبَسَا، أو إلى أنْ يَيْبَسَا»، أي: لعلَّ الله تعالى أن يُخَفِّفَ عنهما العذابَ إلى أن يَجِفَّ الجَرِيدُ الذي وَضَعه صلَّى الله عليه وسلَّم على قبرَيْهما. وفي الحديثِ: إثباتُ عذابِ القبرِ، وأنَّه حقٌّ يَجِبُ الإيمانُ والتَّسليمُ به. وفيه: التَّحذِيرُ مِن مُلابَسةِ البَوْل، ويَلتحِق به غيرُه مِنَ النَّجاساتِ في البَدَن والثَّوْب. وفيه: النَّهيُ عن النَّمِيمَةِ.
(الصيامُ جُنَّةٌ ما لم يخرقْها بكذبٍ أو غِيبةٍ) الراوي : أبو هريرة | المحدث : محمد جار الله الصعدي | المصدر : النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 184 | خلاصة حكم المحدث : صحيح - التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4536)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/129) باختلاف يسير.
وفي المقابل:
(ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهرِ الغَيبِ ، إلا قال الملَكُ : ولك ، بمثلٍ) الراوي : أبو الدرداء | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2732 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث: في هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ما مِن عَبدٍ مُسلمٍ يَدعو لِأخيهِ في اللهِ، (بِظَهْرِ الغَيْبِ)، أي: في غَيْبَةِ الأخِ، وفي سِرِّه؛ لأنَّه أَبْلَغُ في الإِخلاصِ، (إِلَّا قال المَلَكُ) المُوكَّلُ به: (ولَك) أَيُّها الدَّاعي، (بِمِثْلِ) ذلك، أي: بِمِثْلِ ما دَعوْتَ لأَخيكَ، وهذا دُعاءٌ مِنَ المَلَكِ لِلدَّاعي، ولا يَكونُ إِلَّا عن أَمْرِ اللهِ فيَنْبَغي لِلعَبْدِ أنْ يُكْثِرَ مِن دُعائِه لِأخيهِ؛ فَهو عَمَلٌ صالِحٌ يُؤجَرُ عليه. وفي الحديثِ: الحثُّ على إِحسانِ المُؤمنينَ بَعْضِهْم إلى بَعْضٍ .
(مَن ذَبَّ عَن عِرْضِ أخِيهِ بِالغِيبةِ ، كان حقًّا على اللهِ أنْ يُعْتِقَه من النارِ) الراوي : أسماء بنت يزيد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6240 | خلاصة حكم المحدث : صحيح - التخريج : أخرجه أحمد (27609)، والطيالسي في ((المسند)) (1737) باختلاف يسير، والطبراني (24/176) (443) واللفظ له
(من نصر أخاه بظهرِ الغَيبِ ، نصره اللهُ في الدنيا و الآخرةِ) الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6574 | خلاصة حكم المحدث : حسن - التخريج : أخرجه الطبراني في ((مكارم الأخلاق)) (136) باختلاف يسير، والحاكم في ((المدخل على الصحيح)) (4/93)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (473) واللفظ لهما.
وأنا أرى أنك إن إستغبته في نفسك نعم يكفي أن تستغفر الله عز وجل وتتوب وتنوي عدم الوقوع في الغيبة مرة أخرى، ولكن إن أنت إستغبته أمام أناس، عليك أن تذكره بخير أمامهم فيكون ذكرك كفارة للغيبة بإذن الله.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
أخوكم الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك |
# | آية | الآية | 1 |
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ |
2 |
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ |