التدرج في الشر من أذية النفس لأذية الغير
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
3233 |
||
|
|
2428 |
||
|
|
2427 |
||
|
|
|
2411 |
|
|
|
|
9 |
التدرج في الشر من أذية النفس لأذية الغير
نتعلم مما سبق أن الأذية قد تبدأ بالنفس، أن يؤذي الإنسان نفسه بكفره وعناده وشركه وهذا أمر خطير موجب لعذاب جهنم، أما ما هو أخطر منه، فهو أن تتعدى أذية الإنسان لغيره، أي أن يتسبب الكافر أو المشرك بأن يقع غيره في معصية الله، وهذا هو حال النصارى في عملية التنصير والتبشير التي يقومون بها، ولقد ضرب لنا الله بهذا المثل في القرآن الكريم، وأعني هنا في أول أربعين آية من سورة البقرة أيضاً، ضرب الله لنا المثل بإبليس، فعندما أمره الله أن يسجد لآدم، أبى وأستكبر وكان من الكافرين، وهذه المعصية أذية من إبليس لنفسه، ولم تتعدى نفسه، فقد أضر إبليس نفسه عندما رفض الانصياع لأمر الله، لذلك أطلق عليه الله في هذا الموقف ?إبليس? بمعنى أنه أبلس وفسق عن رحمة الله، يقول عز وجل ?وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ? ?البقرة2: 34?، ولكن لما تعدى شر إبليس وضرره من نفسه لغيرة، أي لآدم وحواء، فإن وصف الله له تغير من إبليس ليصبح ?الشيطان?، يقول عز وجل ?فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ? ?البقرة2: 36?، وهذا يفسر لنا سبب بقاء إبليس في السماوات حتى بعد أن رفض السجود لآدم، لان الأذية التي قام بها قام بها تجاه نفسه، فأمهله عز وجل عسى أن يتوب ويؤب ويستغفر ويعود لله، ولكن لما تحولت الأذية لغيره، جاء أمر الهبوط مباشرةً ?قلنا اهبطوا?، يعلمنا عز وجل أن الأذية طالما كانت من نفس الإنسان على نفسه، فإن الفرصة لا زالت متاحة، والباب لا زال مفتوحا للتوبة، ولكن الله لا يرضى أن يؤذي مخلوقٌ مخلوقاً غيره، حيث يأتي العقاب الرباني مصائب على هذا الذي آذى بما إكتسبت يداه وبما قدم بأذية الغير، يقول عز وجل ?وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ? ?الشورى42: 30?.
|