هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم‏

--------------------

فيه ثلاثة أقوال للعلماء‏:‏

" أنه تجب عليه قراءتها كما تجب على الإمام لعموم الأحاديث المتقدمة‏.‏

" لا تجب على المأموم قراءة بالكلية، لا في الجهرية ولا في السرية لقوله عليه السلام‏:‏ (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة‏)‏ ‏"‏رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد اللّه وفي إسناده ضعف‏"‏.

" تجب القراءة على المأموم في السرية لا في الجهرية لما ثبت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ (إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا‏)‏ ‏"‏رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري‏"‏‏.‏

يجوز لمن لا يعرف قراءة الفاتحة قراءة ما تيسر من القرآن في الصلاة

----------------------------------------

هناك أحاديث صحيحة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، تشير إلى أنه يمكن قراءة ما تيسر من القرآن الكريم، حتى لو لم تكون الفاتحة من ضمن ما يقرأ، وفي هذا إشارة إلى أنه يجوز لمن لا يحفظ الفاتحة أن يقرأ ما تيسر له، مع أن الثواب يكون أكبر في قراءة الفاتحة، فقد ثبت في الصحيحين من حديث المسيء صلاته، وفيه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال له‏:‏ (ثم اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن‏)‏ فأمره بقراءة ما تيسّر، ولم يعيّن له الفاتحة، وهذا يتوافق مع قوله سبحانه وتعالى في سورة المزمل 73 - آية 20 (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَن).

خلاصة: قراءة الفاتحة مرة واحدة في الصلاة تجعل الصلاة صحيحة، والله أعلم

-------------------------------------------

بما أن المصلي المتأخر عن صلاة الجماعة، إذا أدرك الإمام في الركوع فقد أدرك الركعة، وبما أن هذا المصلي لم يدرك قراءة الفاتحة في هذه الركعة، وبما أن الصلاة لا تصح بدون قراءة الفاتحة، وبما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشترط قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنما قال (لا تجزىء صلاةٌ لا يُقرأ فيها بأُم القرآن‏)‏، وبما أن الرسول طلب منا الإنصات عند قراءة الإمام القرآن، فإنه يمكن الاستنتاج من كل هذا أن قراءة الفاتحة ولو لمرة واحدة في الصلاة يجعل من الصلاة صلاةً صحيحة، والله تعالى أعلم.