نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الاولى - الحمد لله
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
4344 |
|
|
|
4146 |
||
|
|
|
4 |
الحمد لله
-----
الشكر هو مقدمة الحمد، والحمد هو كل الشكر، أما الشكر فهو إظهار فضل المنعم على نعمته، والشكر هو عكس الشكر، فإن لم تشكر نعمة الله تكون قد كفرتها، والنعم كلها لله، فالشكر كله لله، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، فلا يمكن حصر نعم الله علينا، سواءً في أنفسنا، أو في شؤوننا وأعمالنا، أو في محيطنا، حتى لو أخذنا نعمة واحدة وحاولنا حصر ما فيها من فضل من الله علينا، لعجزنا، لنأخذ لقمة الطعام أو شربة الماء أو حتى نفس الأكسجين، ولنسأل أنفسنا كيف بهذا النفس يتوزع على كل خلايا جسدنا البالغة مئتي ألف مليار خلية، وبهذه السرعة؟ فكم مرة عليك أن تشكر الله على كل نفس تتنفسه؟ وهل تستطيع؟ من المؤكد أنك لا تستطيع، ولكن رحمة الله، أنه يقبل منك قليل الشكر على كثير النعم، يقبل منك أن تسميه على شربة الماء وتشكره عليها، فكلما أنعم عليك الله بنعمة تنعمت بها عليك أن تشكره، تشكره كلما سمعتْ أذنك صوت، وتشكره كلما رأت عينك صورة، وتشكره كلما نطق لسانك بحرف، وتشكره كلما تحركت يدك أو قدمك، تشكره كلما رمشت عينك، تشكره كلما نبض قلبك، أو تحرك دمك، أو فكر عقلك، أو أحس جلدك بإحساس، تشكره كلما تناولت طعام أو شربت ماء أو إنتقلت من مكان لمكان، تشكره كلما دخلت أو خرجت، كلما صعدت أو هبط، هذا حال الشكر، فكيف بالحمد، والحمد أكبر وأعم وأشمل، فلو فرضنا أن عليك أن تشكر الله على شربة ماء بين يديك، فإن حمدك يعني أن تشكره على شربة الماء هذه، وتشكره على كل شربة ماء كانت لمن كان من قبلك، وكل شربة ماء لمن سيكون من بعدك، عبر كل الزمان وعبر كل المكان، فآباؤك الذين شربوا الماء كانوا يحملونك في ظهورهم، ولو أنهم هلكوا لهلكت معهم، وأبناؤك الذي يلونك، سيدعون لك بالمغفرة والرحمة إلى يوم الدين، إذن فالحمد هو كل الشكر. ولمن الحمد؟ ولمن فضل النعم في كل زمان وفي كل مكان؟ الحمد لله، حَمَدَ الناس أم لم يحمدوا، علموا أم لم يعلموا، فالحمد لله سبحانه وتعالى علا شأنه وسلطانه. |