نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الثانية - (مالك يوم الدين)
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الثانية - (مالك يوم الدين) |
4347 |
|
|
4147 |
||
|
|
|
4 |
(مالك يوم الدين)
----------
هناك قراءة متواترة (مَلِك يوم الدين) وليس هناك قراءة أولى من قراءة فكلتا القراءتين متواترة نزل بهما الروح الأمين لتجمع بين معنى المالِك والمَلك. المالك من التملك بمعنى الذي يملك الملك، كما قال تعالى في سورة مريم 19 - آية 40: (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)، وملِك من المُلك والحكم كما في قوله تعالى في سورة غافر 40 - آية 16: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)، وفي قوله في سورة الفرقان 25 - آية 26: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا)، وكما في قوله في سورة الزخرف 43 - آية 51 (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ) المُلك هنا بمعنى الحكم والحاكم الأعلى هو الله تعالى. المالك قد يكون ملكاً وقد لا يكون، والملِك قد يكون مالِكا وقد لا يكون. المالك يتصرف في ملكه كما لا يتصرف الملِك، والمالك عليه أن يتولى أمر مملوكيه من الكسوة والطعام، والملِك ينظر للحكم والعدل والإنصاف. المالك أوسع لشموله العقلاء وغيرهم والملِك هو المتصرف الأكبر وله الأمر والإدارة العامة في المصلحة العامة، فنزلت القراءتين لتجمع بين معنى المالك والملك وتدل على انه سبحانه هو المالك وهو الملك، يقول عز وجل في سورة آل عمران 3 - آية 26 (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، المُلك ملكه سبحانه وتعالى فجمع بين معنى الملكية والملك. |