نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الثانية - المالك
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
4348 |
|
|
|
4147 |
||
|
|
|
4 |
المالك
----
الله هو المالك، ولا مالك غير الله، فكل الأماكن هي مُلكٌ لله، الأرض وما عليها والسماء وما فيها، العرش وكرسي العرش، اللوح المحفوظ والقلم، الجنة والنار، كلها أماكن، وكل مكان ندركه أو لا ندركه هو مخلوق من مخلوقات الله، وهذا المخلوق ضعيف محتاج لله، أما الله فهو الغني، الذي يحتاج لمخلوقاته، فلا يحتاج الله للمكان، ولا يستطيع المكان أن يقدم لله عز وجل شيء، فلا يمكن لنا أن نتصور وجود الله في مكان ما، كوننا بهذا نحد وجوده عز وجل، فليس الله جزء من المكان، بل بالعكس كل المكان جزء من ملك الله، لذلك فنحن لا نقول ان الله (موجود)، بل نقول أن الله (واجب الوجود)، بحسب قدرتنا العقلية على الفهم والإستيعاب، فلن تصل مداركنا وعقولنا لذاته عز وجل. وقد نقول مجازاً أننا نملك شيء، كأن يقول الإنسان أنه يملك قطعة أرض، أو أنه عنده سيارة أو أن لديه مال، وهذ القول المجازي مسموح فقط بإقرارك الداخلي أن الملك الحقيقي هو الله، وأن تمليك الله لك شيء في الدنيا إنما هو من قبيل الإستخلاف والإبتلاء، وهذا التمليك مؤقت، وعند الموت يترك الإنسان كل شيء ويغادر. |