نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الثالثة - من المستفيد من العبادة؟

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الثالثة - من المستفيد من العبادة؟

4358

تحميل

مطوية نبضات من تفسير الفاتحة 3

4148

جدد إيمانك بالله مع أساسيات الدين الإسلامي

4

 

من المستفيد من العبادة؟

---------------

الله هو الغني، وكل مخلوقاته فقيره له، محتاجةٌ لتدبيره عز وجل، يقول عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر: 15)، ولو توقف تدبير الله ولو للحظة واحدة عن أحد مخلوقاته لهلكت هذه المخلوقات، وكل المخلوقات لا تستطيع أن تقدم لله أي شيء، فليس هناك ما هو ناقص عند الله نستطيع أن نقدمه له، وكل ما لدنيا وكل ما معنا وكل ما عندنا هو أصلاً لله ومن عند الله وسيرثه الله من جديد، حتى العبادة التي نعبد الله بها لا نستطيع أن نقدم بها شيءٌ لله، فلن تزيد عبادتنا في ملك الله شيء ولن تزيد في قدرة الله من شيء، ولن تزيد في علم الله من شيء، وفي الحديث القدسي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال :- (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا, يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم, يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم, يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم, يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم, يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني, يا عبادي, لو أن أولكم وآخركم, وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً, يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً, يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر, يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) رواه مسلم، فالعبادة التي نعبد الله بها ليست مصلحة لله، ولا تقدم لله أي جديد، ولا تفيد الله بشيء، إذن، فلم نعبد الله؟ وما هي الحكمة من عبادة الله؟ ومن المستفيد من هذه العبادة؟ حتى نستطيع أن نجيب عن هذا السؤال لا بد لنا من معرفة سبب الخلق، أي لماذا خلقنا الله؟ وعلينا أن نعرف الفرق بين قوله عز وجل لآدم (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)، وقوله للملائكة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، ثم علينا أن نعرف لماذا خلق الله النار؟ وعلينا أن نعرف لماذا جعل من الناس فاجرين؟ أي لماذا خلق الله الإنسان بنجدين، نجد الفجور ونجد التقوى؟ وعلينا أن نعرف لماذا أهبطنا عز وجل إلى الأرض، مع أنه أسكن آدم الجنة بلا عمل ولا عبادة؟ وعلينا أن نعرف سبب دخول الجنة، هل هو بأعمالنا وعبادتنا أم بشيء آخر؟ علينا أن نجيب عن كل هذه الأسئلة لنعرف بشكل لا يقبل الشك أو الظن لمن مصلحة العبادة؟