الفجور يؤدي للكِبْر والتقوى تؤدي للتواضع

------------------------

وما لا شك فيه أن هذا الكبر الموجود في نفسك يجعلك تعتقد أنك أفضل من كثير من الناس، هذا إن لم يجعلك تعتقد أنك أفضل من كل الناس، ولقد كان المقصد من عطاء الله لنا في الكِبْر بهذه الصورة لتَرضَى عن نفسك عندما ترى الناس، فهو عطاءٌ فيه رحمة عظيمة منه سبحانه وتعالى، وكان في المقابل أن أعطاك عز وجل التقوى، فالفجور كما هو البنزين في السيارة يدفعها نحو الكبر ونحو المعصية، والتقوى كما هي الكوابح في السيارة، تخفف وتوقف هذا الإندفاع عند حده الصحيح فلا يجب أن يتعدى شعورك الرضى، فإن تعداه ليصل بك أنك أفضل من غيرك، فقد تعدى الحد المناسب والصحيح، وفيما يلي بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تتكلم عن الكِبْر والتواضع:- (أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله. فقال (كل بيمينك) قال: لا أستطيع. قال (لا استطعت) ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعها إلى فيه) (المصدر: صحيح مسلم). (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس) (المصدر: صحيح مسلم). (من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدين دخل الجنة) (المصدر: هداية الرواة، المحدث: إبن حجر العسقلاني، الراوي: ثوبان مولى رسول الله). (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل نازع الله رداءه، فإن رداءه الكبر، وإزاره العز، ورجل في شك من أمر الله، والقنوط من رحمته) (المصدر: صحيح الترغيب، المحدث: الألباني، الراوي: فضالة بن عبيد الأنصاري). (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) (المصدر: المسند الصحيح، المحدث: مسلم، الراوي: أبو هريرة). (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد) (المصدر: سنن ابي داود، المحدث: أبو داود، الراوي: عياض بن حمّار). (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متواضعا متبذلا متخشعا متضرعا) (المصدر: المجموع شرح المهذب، المحدث: النووي، الراوي: عبدالله بن عباس)، وفي رواية (عن استسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء، والتضرع، والتكبير، وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد) (المصدر: الإلمام، المحدث: ابن دقيق العيد، الراوي: عبدالله بن عباس). (من تواضع لله درجة رفعه الله درجة ومن تكبر درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين) (المصدر: الأمالي المطلقة، المحدث: ابن حجر العسقلاني، الراوي: أبو سعيد الخدري). (إن من التواضع الرضى بالدون من شرف المجلس) (المصدر: الأمالي المطلقة، المحدث: ابن حجر العسقلاني، الراوي: طلحة بن عبيدالله التيمي). (ما من بني آدم أحد إلا وفي رأسه سلسلتان سلسلة في السماء السابعة وسلسلة في الأرض السابعة فإذا تواضع العبد رفعه الله بالسلسلة التي في السماء وإذا تكبر وضعه الله تعالى) (المصدر: الأمالي المطلقة، المحدث: ابن حجر العسقلاني، الراوي: عبدالله بن عباس). (إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة التواضع) (المصدر: الأمالي المطلقة، المحدث: ابن حجر العسقلاني، الراوي: عائشة). (عن عمر لا أعلمه إلا رفعه قال يقول الله عز وجل من تواضع لي هكذا رفعته هكذا وجعل بطن كفه إلى الأرض ورفعها إلى السماء) (المصدر: الأمالي المطلقة، المحدث: ابن حجر العسقلاني، الراوي: عمر بن الخطاب). (قول الله تبارك وتعالى: من تواضع لي هكذا - وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناه - رفعته هكذا -وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء) (المصدر: صحيح الترغيب، المحدث: الألباني، الراوي: عمر بن الخطاب). (ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك: إرفع حكمته، وإذا تكبر قيل للملك: ضع حكمته) (المصدر: السلسلة الصحيحة، المحدث: الألباني، الراوي: عبدالله بن عباس). (من ترك اللباس تواضعا لله، و هو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها) (المصدر: صحيح الجامع، المحدث: الألباني، الراوي: معاذ بن أنس الجهني). (جلس جبريل إلى النبي فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال له جبريل: هذا الملك ما نزل منذ خلق قبل هذه الساعة، فلما نزل قال: يا محمد! أرسلني إليك ربك؛ أملكا جعلك، أم عبدا رسولا؟ قال له جبريل: تواضع لربك يا محمد! فقال رسول الله: لا بل عبدا رسولا). (المصدر: صحيح الترغيب، المحدث: الألباني، الراوي: أبو هريرة). (يا جرير! تواضع لله، فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة؟ قلت: لا أدري قال: ظلم الناس بينهم، ثم أخذ عويدا لا أكاد أراه بين إصبعيه فقال: يا جرير! لو طلبت في الجنة مثل هذا لم تجده قلت: يا أبا عبد الله! فأين النخل والشجر؟ قال: أصولها اللؤلؤ والذهب، أعلاه الثمر). (المصدر: صحيح الترغيب، المحدث: الألباني، الراوي: جرير بن عبدالله).