مختصرات: تنبضات من التفسير في سورة الفاتحة 6- نِعَمُ الله وعطاياهُ درجاتٌ، والمقصد منها الإبتلاء وليس التفضيل
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
4366 |
|
|
|
|
1000 |
نِعَمُ الله وعطاياهُ درجاتٌ، والمقصد منها الإبتلاء وليس التفضيل
-----------------------------------
قلنا أنه عز وجل أخرجنا من الجنة وأهبطنا للأرض إبتلاءاً يمتحننا عز وجل في الدنيا ونتيجة هذا الإمتحان تكون درجتك في الجنة، يقول عز وجل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) (هود11: 7)، ولقد أنعم علينا عز وجل بالنعم ظاهرها وباطنها، وبحكمته عز وجل جعل النعم على الناس درجات، والمقصد من هذه الدرجات أيضا الإبتلاء، يقول عز وجل (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ) (الأنعام6: 165)، فكلٌ منا عنده ما هو أفضل من غيره وعند غيره ما هو أفضل مما عنده، فإن أعطى عز وجل شخصاً مالاً ولم يعطك مثله، فإنك ستجد أن عندك ما لا يوجد عنده، ربما لديك صحة وهو مريض، ربما لديك علم وهو جاهل، ربما لديك قوة وهو ضعيف، ربما لديك رضى وهو مضطرب، من المؤكد أن لديك شيءٌ لا يتوفر عنده، إضافة لهذا، عندما تنظر لمقدار أو درجة المال التي عندك، فعليك أن تعرف أنه كما يوجد من لديه أكثر منك مالاً، فإنه يوجد من لديه اقل منك مالاً، وكذلك الحال في كل الدرجات وفي كل النعم. فليست النعم هي سبب التفضيل عند الله، يقول عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات49: 13). وقال صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس: ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثم قال: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام، قال: أي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: أي بلد هذا؟، قالوا: بلد حرام، قال: إن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم -قال ولا أدري، قال: أو أعرضكم أم لا- كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، أبلغت؟ قالوا: بلّغَ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ليبلغ الشاهد الغائب) (المصدر: الصحيح المسند، المحدث: الوادعي). |