نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السابعة - جسد الإنسان - ومحيطه - ومكانه - وزمانه محطات إبتلاء
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
4370 |
|
|
|
4178 |
||
|
|
|
4 |
جسد الإنسان - ومحيطه - ومكانه - وزمانه محطات إبتلاء
----------------------------------
عليك أن تعرف أن جسدك الذي نُفِخَت فيه نَفسَكَ هو أعظم محطة من محطات إبتلائك، كذلك محيطك الذي تعيش فيه، فهو محطة إبتلاء، والزمان الذي جئت فيه محطة إبتلاء، والمكان الذي ولدت فيه هو محطة إبتلاء، فأنت تعيش آلاف الدرجات، فالجمال، واللون، والمظهر، والشكل، والقوة، والصحة، والطول، والعرض، وقوة النظر، وقوة السمع، وقوة العقل، وقوة النطق، وقوة اليد، وقوة القدم، وقوة الدم، وصحة القلب، وصحة المعدة، وصحة الرئتين، ومقدار مالك، ومقدار جاهك، ومقدرا سلطانك، وأبنائك، وأبويك، وجيرانك، وأصدقائك، ومكان سكنك، وغيرها كثير، كلٌ منها درجة، وفي كل درجة يختلف الناس، فمثلاً في درجة الجمال، قد يكون الإنسان جميل جدا، وقد يقل جماله ليصبح قبيح أو حتى قبيح جداً، وهناك من هو كفيف أعمى وهناك من هو قوي البصر مثل زرقاء اليمامة، وهناك من هو أطرش لا يسمع وهناك من هو قوي السمع، ونفس المنطق ينطبق على باقي الدرجات، وبغض النظر عن مقدار الدرجة التي أعطاك إياها عز وجل وبغض النظر عن مقدار الدرجة التي أعطاها لغيرك، فالمطلوب منك الرضى والقبول والشكر والحمد وعدم الإعتراض لا على درجتك ولا على درجة غيرك. فإن أنت كنت جميلاً، ونظرتَ لقبيحٍ وقلت له ?يا قبيح!? بمقصد التقبيح، فإنك إقترفت ذنباً عظيماً، وكأنك تقول للخالق الذي خلق هذا الإنسان، ?إنك لم تحسن الخلق!?، وهذا إفتراءٌ عظيمٌ على الله، نسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة. وفي رواية أن أبا ذرٍ الغفاري وبلال بن رباح رضي الله عنهما إختصما وتسابا، فقال أبو ذر لبلال ?يا إبن السوداء، فشكا بلالُ أبا ذر للرسول، فقال عليه الصلاة والسلام لابي ذر ?يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم? أخرجه البخاري. وفي المقابل إن نظر من قَلّتْ درجته لمن عَلَتْ درجته عليه وقال ?لماذا لم تعطني يا رب مثل ما أعطيت فلان?، أو قال كما تقول العامة ?بيعطي الخبزة للي ما له سنان?، فإن هذا إعتراض على حكم الله، يزيدك خسارةً على خسارتك، ففوق قلة الدرجة جاء عدم الرضى، يقول عز وجل في ?وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ? ?الحج22: 11?. |