نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السابعة - خلاصة: المقارنة غالباً ما تكون أول طريق المعصية
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السابعة - خلاصة: المقارنة غالباً ما تكون أول طريق المعصية |
4372 |
|
|
4178 |
||
|
|
|
4 |
خلاصة: المقارنة غالباً ما تكون أول طريق المعصية
-----------------------------
لقد إستودع عز وجل فينا الشعور بأننا الأفضل، فكلٌ منا يعتقد أنه أفضل من كثيرٍ غيره، هذا إن لم يعتقد أنه الأفضل على الإطلاق، وهذا الشعور بالافضلية ما هو إلا رحمة منه عز وجل، يرفع فيه همتنا للإستمرار قدماً، ولا يجب أن يتحول هذا الشعور لكِبْر، أي أن تبدأ بتصغير غيرك من شعورك أنك أفضل منهم، فإن أنت غَمَطَ الناس، إنقلبتْ هذه النعمة لنقمة وكانت سبب يحول بينك وبين الجنة، والطامة الكبرى أن يدخل الكِبْر في نفسك وبنفس الوقت تبدأ بمقارنة النعمة التي بين يديك بالنعمة التي بين يدي غيرك، وبالأخص إن إعتقدت أنه الله قد أنعم على غيرك أكثر مما أنعم عليك، فإن إجتمع فيك هذين العيبين بنفس الوقت، كان وضعك صعب جداً، فأن تشعر أنك افضل من فلان، وأن الله أعطاه أكثر مما أعطاك، يعني أن تبدأ بالغيرة منه وقد تتحول الغيرة لحسده فتبدء بتمني زوال النعمة عنه، وربما تحول الحسد لغل يملء قلبك فيدخل القلق في نفسك فلا تعرف معنى الراحة، وربما تحول الغل لكره، فتبدأ بكره أخوك الذي يجب أن تحبه في الله، وربما تحول الكره لبغض أو حتى كيد، فتبدأ بأذيته والدسيسة عليه بكل طريقة تجدها متاحة مخالفاً بذلك ضميرك ودينك. ونذكر بأن إبليس، أول ما أبلس في قوله عز وجل (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ) (البقرة2: 34)، عندما ظن أن الله فضل عليه آدم عندما طلب منه السجود له في قوله عز وجل (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر15: 29)، ثم تحول من الإبلاس للشيطنة في قول الله عز وجل (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا) (البقرة2: 36)، ثم أقسم بعزة الله كذباً لادم وحواء في قوله عز وجل (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) (الأعراف7: 21)، ليخرجهما من الجنة، ونذكر أن الملائكة أخطأت عندما قارنت بينها وبين آدم وإعتقدت أن عبادتها ستكون أفضل من عبادة آدم وذريته، وكان جواب الله عليهم (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة2: 30) وفي قوله (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة2: 31)، ونذكر أن أول وسواس قدمه إبليس لأبوانا آدم وحواء كان بأن طلب منهما مقارنة نفسيهما مع الملائكة بقوله (إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ) (الاعراف7: 20). وأدى التفكير والمقارنة إلى أن أكلا من الشجرة فخرجا من الجنة.
|