نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الحادية عشر - أعظم آيات الله (كلام الله)
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الحادية عشر - أعظم آيات الله (كلام الله) |
4391 |
|
|
4156 |
||
|
|
|
4 |
أعظم آيات الله (كلام الله)
--------------
وعلى رأس كل هذه الآيات (القرآن الكريم)، حيث نطلق على كل وحدة فيه (آية)، فهو مكون من (آيات)، والله جعل كل هذه الآيات ووضعها بين أيدينا جميعا، فلا مجال لأن نقول (لم يهدني الله)، فالهدية أو الهداية بين أيدينا جميعا، إما أن نقبلها أو أن نرفضها، يقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)، فالهدى موجود داخل القرآن، أي في كلام الله، ولننظر لقوله تعالى (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا) (الجن72: 13)، لاحظ في هذه الآية أن الله أشار للهداية أنها تُسمع، وهذا دلالة واضحة على أن كلام الله هو الهداية للناس، ولنقرأ أيضا قوله تعالى (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (البقرة2: 97)، فالهداية نزلت مع جبريل، وماذا نزل مع جبريل غير كلام الله الذي يذكرنا بآياته والتي تدلنا عليه سبحانه وتعالى وعلى قدرته وعظمته، من هنا نستدل على أن الهدى أو الهداية أو الهدية التي هداها الله للناس أجمعين هي كلامه، ولكن عندما يقرأ الإنسان كلام الله فإما أنه يقبل الهدية (فيهتدي) أو أنه لا يقبل الهدية (فيضل)، وبهذا إخواني فإن الهداية كانت للجميع، ولكن الإنسان هو الذي يفكر بعقله ويقلب الأمر بقلبه، ثم يقرر بنفسه أن يهتدي أو يضل، والمؤمن الحق إخواني الذي يتبع كلام الله في هدية القرآن، يكون مطمئن القلب، لا يحزن، ولا يخاف، إذا أصابته سراء شكر، وإذا أصابته ضراء صبر، والله سبحانه وتعالى يقول في سورة البقرة 38 (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الشورى 52 (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). |