نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الحادية عشر - على الإنسان أن يقرر هل يريد أن يقبل أو يرفض الهداية

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الحادية عشر - على الإنسان أن يقرر هل يريد أن يقبل أو يرفض الهداية

4392

تحميل

مطوية نبضات من تفسير الفاتحة 11

4156

جدد إيمانك بالله مع أساسيات الدين الإسلامي

4

 

على الإنسان أن يقرر هل يريد أن يقبل أو يرفض الهداية

--------------------------------

وببساطة، نقول لو أنك أنرت مكاناً ما، فهذا لا يمنع شخصا ما من أن يغمض عينيه ليُدخِل نفسه في ظلام دامس، فهو لا يرى مع أنه مبصر ومع أن النور موجود، لماذا، لأنه هو الذي لا يريد أن يرى، إذن فقبول الهدية هي نتاج فكرنا وتقليبنا للأمور في قلبنا، كمن يزرع الشيء يجده، والله سبحانه وتعالى يقول في سورة البقرة 5 (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، فمن قبل هدية الله بإلتزامه بها، كان كالفلاح الذي زرع وفلح ونجحت فلاحته فأفلح، جعلنا الله وإياكم من المفلحين، ومن الواضح هنا أن الكتاب هو النور الذي يهدينا إلى الإيمان، والإيمان هو الذي يهدينا إلى الصراط المستقيم، وفي المقابل فإن من يسمع كلام الله فلا يدخل عقله، وإن من يرى كتاب الله فلا يدخل قلبه كالأصم أو كالأعمى الذي لا يسمع ولا يرى، فهو سمع الهدى ورأى الحق ولكن لم تهدِه نفسه للصراط المستقيم ومن يرفض هداية الله فإنه يظلم نفسه ظلماً عظيما، يقول سبحانه وتعالى في سورة التوبة 70 (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، وكما راينا فإن (البينات) هي آيات الله وهي هدايته لنا.