نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الحادية عشر - ما هو سبب رفض الهداية
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الحادية عشر - ما هو سبب رفض الهداية |
4393 |
|
|
4156 |
||
|
|
|
4 |
ما هو سبب رفض الهداية
--------------
السبب الأهم والأوضح لرفض السير على صراط الهداية، هو حب إتباع الشهوات من النساء والأموال والأطعمة والأشربة والتدخين، وما إلى ذلك من شهوات، حيث يشتري هذا الإنسان شهوة نفسه، ويبيع فيها هدايته وآخرته، وبئساً لهذه التجارة الخاسرة، والله سبحانه وتعالى يقول (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) (آل عمران3: 14-17)، ومتبعي الشهوات أول ما يفرطون إلا بالصلاة والله سبحانه وتعالى يقول (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) (مريم19: 59)، ولقد بين لنا سبحانه وتعالى أن الشيطان يساهم مساهمة قوية في تزين الشهوات للإنسان، حيث يجعله يأمل في الدنيا فينسيه الآخرة والتي هي خير وأبقى، يقول سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) (محمد47: 25)، وهؤلاء الذي تبين لهم الهدى وأعرضوا عنه ما هم بضارين الله سبحانه وتعالى بشيء، فالله هو الغني عن العباد، يقول عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) (محمد47: 32). ومن سار في درب الشهوات ضل، يقول عز وجل (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) (البقرة2: 16)، أي أن من سار وراء شهوات الدنيا ورفض الهداية ضل لأنه يريد عرضا من الدنيا، وهذه تجارة خاسرة تلك التي نبيع فيها الآخرة بعرض قليل من الدنيا، جَعَلنا الله من المؤمنين ومن المهتدين ومن أصحاب الآخرة، الذين يستمعون لخير الكلام ويتبعونه. |