نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الرابعة عشر - الهداية نور ورحمة يغلفان القلب يدلانه على الحق

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الرابعة عشر - الهداية نور ورحمة يغلفان القلب يدلانه على الحق

4402

تحميل

مطوية نبضات من تفسير الفاتحة 14

4158

جدد إيمانك بالله مع أساسيات الدين الإسلامي

4

 

الهداية نور ورحمة يغلفان القلب يدلانه على الحق

----------------------------

دعونا نتدبر قوله عز وجل (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) (البقرة2: 17)، في هذ المثل يصف الله لنا حال الكفار، الذي نقضوا العهد مع الله في قول (لا إله إلا الله)، فعندما قالوا لله (بلى شهدنا) غلف الله قلوبهم بالنور والرحمة اللذان يحتاجون له في مسيرتهم في طريق العودة للجنة، وكان النور ينير لهم الطريق، ولكنهم عندما تخلوا عن كلمة (لا إله إلا الله)، تخلوا عن النور وتخلوا عن الرحمة، وتركوا النور وبدأوا بالسير مبتعدين عند، وكلما كانوا يبتعدوا أكثر عن توحيد الله، كانوا يبتعدوا أكثر عن النور، حتى خرجوا من دائرة النور، وكلما كانوا يبتعدوا أكثر، كانوا يدخلوا أكثر في دائرة الظلام، حتى وصلوا إلى الظلام الدامس فما عادوا يبصروا ولا عادوا يروا الله في في الدنيا وفي النعم وفي الأفعال والتصرفات، لذلك قال عنهم عز وجل (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) (البقرة2: 18)، فالأصل أن المؤمن عندما يسمع صوت أي صوت أن يدله على الله وعلى عظمة الله، فعندما نسمع صوت العصافير تزقزق نقول سبحان الله ما أعظم الله الذي خلقها، وعندما نسمع صوت الماء يخرخر، نقول سبحان الله ما أعظم الله الذي خلق الماء وأجراه، وعندما نسمع صوت الريح تصفر نقول سبحان الله، وهكذا يدلنا كل صوت على الله وعلى عظمة الله، والمؤمن عندما يتكلم يقول الحق ويذكر الله لأن باله منشغل بربه عز وجل، والمؤمن عندما يرى أي صورة تدله على الله وتدله على عظمة ذات الله، عندما نرى الشمس وعظمتها ونرى القمر وقدره ونرى النجوم وكثرتها ونرى البحار ونرى الجبال ونرى البراكين والمحيطات ونرى الحيوانات والدواب ونرى الأسماء والطيور ونرى نعم الله من فواكه وخضروات ونرى أنفسنا وما في داخلها، عندما ترى أعيوننا صورة نرى فيها الخالق الذي خلقها ونرى فيها عظمة الله سبحانه وتعالى، أما الكافر الذي ابتعد عن توحيد الله، ودخل في الظلمة فما عاد قادر على رؤية الله وعظمته، وما عاد قادر أن يعود للرحمة والنور، فهو يرى الأمور ولا يرى خالق الأمور، فعندما ننظر للتفاحة مثلاً، الكافر يرى التفاحة وما فيها من جمال وألوان ومذاق، أما المؤمن فيرى عظمة الله في خلق التفاحة وما استودع فيها من ألوان وجمال ومذاق، وهكذا هو الحال مع كل مخلوقات الله. وإذا ما نظرنا للمثل الثاني الذي ضربه الله في قوله (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فإننا نرى الله يصف لنا المنافقين الذين هم تارة مع الموحدين وتارة مع الكافرين، فعندما يكونوا مع الموحدين يكون لهم ضياء وتغشاهم الرحمة ويروا الله ويروا عظمته، ولكنهم عندما ينقلبوا لكفارهم يُظلم نورهم وتنكمش رحمتهم ولا يعودوا قادرين على رؤية الله وعظمته.

 

جذور مرتبطة بهذا الموضوع

رحم