المراحل ما بين الهداية والضلال

------------------

لقد خلقنا عز وجل وكنا في ضلالٍ مبين (كلكم ضال إلا من هديت)، ثم هدانا عز وجل لما فيه خيرنا، فعرّفنا ما ينفعنا وبيّن لنا ما يضرنا وعلّمنا كل ما نحتاجه في رحلتنا في هذه الحياة الدنيا، وطلب منا سبحانه وتعالى البقاء في دائرة الهداية وعدم الخروج منها إلى الضلال، ومن رحمتة جل في علاه أن جعل ما بين الهداية والضلال مراحل عديدة وكثيرة ومعقدة ينتقل فيها المُصِر على المعصية من مرحلة لأخرى قبل أن يخرج بالكلية من النور للظلمة ومن الهداية للضلال، وأبقى اللهُ البابَ مفتوحاً لكل من يريد العودة من الضلال للهداية ومن الظلمة للنور بالإستغفار والتوبة، فالله غافر الذنب وقابل التوب، وباب التوبة بعرض السماوات والأرض، وهو مفتوح ما لم تغرغر الروح وما لم تشرق الشمس من المغرب. والمراحل التي يمر بها الإنسان في طريقه من الهداية للضلال، عديدة منها (الهداية، الغين، الزيغ، التقلب، الصرف، الإركاس، الخذلان، التثبيط، التزيين، منع الهداية، إمساك النور، تضييق الصدر، الصد، الحجب، الإغفال، الحول بين المرء وقلبه، أخذ الناصية، الختم، الوقر، النكتة على القلب، الغشاء، الغلاف، الغطاء، الكنان، الران، قسوة القلب، الأغلال، السد، الفسوق، القنوط، اليأس، الإبلاس، الشد على القلب، إماتة القلب، الطبع، الإقفال، الصمم، البكم، العمى، الإضلال، المد والإمداد) وسوف نتناولها بالبحث والتدبر سائلين المولى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.