نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة التاسعة عشر - الرأي - الرؤية - الرؤيا
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة التاسعة عشر - الرأي - الرؤية - الرؤيا |
4411 |
|
|
4162 |
||
|
|
|
4 |
الرأي - الرؤية - الرؤيا
--------------
الرأي هو الفكرة ووجهة النظر اللتين يظهرهما الإنسان تجاه موضوع معين، جراء إستخلاص الأفكار والمبادئ والتجارب المختزنة لديه من تجارب حياته، ولا يشترط فيمن يبدي رأيه أن يكون مبصراً، فقد يكون أعمى، ولكن ما تجمع لديه من تجارب وخبرات تجعل حكمته في إظهار حلول المشاكل أفضل مئة مرة ممن لديه القدرة على المشاهدة والإبصار، وكلمة (رأي) تدل أصلا على فعل العين، وهو الرؤية. فكأن الرؤية التي تتم من خلال وجود العين تقود إلى تمام المعرفة، هذا وقد فرق أهل اللغة بين الرؤية التي تتم من خلال العين وبين الرؤيا لما يراه النائم والرأي الذي ينتج عن العقل والقلب. مثلاً، عندما نقول (رأيتُ رجلاً)، فالمفعول هنا مادي محسوس، وكذلك الأمر في قول يوسف عليه السلام (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يوسف12: 4) حيث المقصود "في منامي". أما إذا قلت: (رأيتُ السيارةَ جميلةً). فإنك إن قصدت الرؤية القلبية كان المفعولات ماديان. لكن إذا أردت الرؤية البصرية، فإن كلمة (جميلةً) تصبح حالاً، أي أن حال السيارة (جميلة). وفي قولنا (رأيتُ العلمَ نافعاً)، فالمفعولان معنويان. والسبب وراء أن يكون للفعل "رأى" مفعولان هو أن الرؤية في قولنا (رأيتُ رجلاً) وقعت على مادة محسوسة، والمحسوس لا يكون إلا منقطعاً في جرمه، واحداً في مكانه، ولذلك كان مفعولاً واحداً. أما في قولك: (رأيتُ العلمَ نافعاً)، فالمعنى هو: (رأيتُ نفعَ العلمِ)، والعلاقة بين العلم والنفع واحدة في المعنى، أما لفظاً فهي مركبةً تركيباً وصفياً على الخبرية في الجملة الأولى، وتركيباً إضافياً في جملة المعنى، الجملة الثانية. والعلاقة إنما تكون بين متعدد، وأقل المتعدد اثنان، لذا كان هناك مفعولان: أول وثان. |