نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الحادية والعشرون - ما بين الهداية والضلال - السمع
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الحادية والعشرون - ما بين الهداية والضلال - السمع |
4425 |
|
|
4165 |
||
|
|
|
4 |
ما بين الهداية والضلال - السمع
------------------
خلقنا عز وجل ولم نكن شيئاً مذكوراً، يقول سبحانه وتعالى (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) (الإنسان76: 1)، وأنعم علينا بأدوات الهداية كلها وعلى رأسها السمع والبصر، يقول عز من قائل: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) (الإنسان76: 2)، وكنا في ضلالٍ بعيد لا نعلم شيئاً، يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي (كلكم ضال إلا من هديت)، فهدانا سبحانه وتعالى إلى الصراط المستقيم، يقول عز وجل (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) (الإنسان76: 3) ويقول (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه20: 50)، وعلمنا سبحانه وتعالى كل ما نعلم، يقول عز وجل (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)، ويقول (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (الرحمن55: 1-4)، ويقول: (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق96: 4-5)، فالحمد لله الذي هدانا وأخرجنا من الظلمات إلى النور، يقول سبحانه وتعالى (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة2: 257)، فمَنْ رفض الهداية وكذّب المرسلين وإتبع الطواغيت ووالى الشياطين يكون قد أضل نفسه عن الصراط المستقيم يقول الحق (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل16: 36)، نعم، لقد كذّبوا رسلهم التي جاءت بالحق، فحقت عليهم الضلالة بهذا الكذب، ما أضلهم الله ولكنهم أضلوا أنفسهم باتباعهم الطواغيت، فكانت عاقبتهم خزيٌ وعذابٌ وهوانٌ في الدنيا وفي الآخرة يردون إلى أشد العذاب، ويقول سبحانه وتعالى (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأعراف7: 30)، نعم، لقد إتخذوا الشياطين أولياء من دون الله، فماذا كانت النتيجة، كانت أن أخرجوا أنفسهم بأنفسهم من الهداية الربانية التي منحهم إياها، فانقسم الناس فريقين، فريقاً مهتدون وآخر حقت عليهم الضلالة. فالهداية والنور من الله، أما الذين يكفرون بالله ويتبعون الطواغيت فيخرجون انفسهم بأنفسهم من الهداية والنور إلى الضلالة والظلمات، فأصبحوا كأنهم صمٌ مع أنهم يسمعون، وأصبحوا بكماً مع أنهم ينطقون، يقول عز وجل (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الأنعام6: 39)، وما كنا نملك شيئاً فاعطانا عز وجل كل ما نملك، ورزقنا وأسبغ علينا نعمه ظاهرها وباطنها يقول سبحانه وتعالى (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ) (لقمان31: 20). |