نظرة علمية موجزة على عمل الدماغ

---------------------

إن أدمغتنا تتألف من طبقات عدة متميزة ومتمحورة تبدأ من أكثر الطبقات بدائية وتحوي على طبقات متتالية أكثر حداثة تحيط بالطبقات السابقة.

" الطبقة الأولى من المخ والأكثر عمقاً والتي تدعى القاعدة العصبية، وهي التي تتحكم في وظائف الحياة الأساسية مثل التغذية والإطراح ودوران الدم والتنفس وكافة الآليات والأعمال الحيوية، وتتألف من النخاع الشوكي وجزع المخ والمخ الأوسط.

" الطبقة الثانية - وهذه الطبقة تحيط بالقاعدة العصبية، وتضم الفص الشمي والجسم المخطط والكرة الدماغية الشاحبة، وتتحكم هذه الطبقة في السلوك العدائي والتراتب الاجتماعي وتحديد منطقة النفوذ.

" الطبقة الثالثة وهي تحيط بالطبقة السابقة وتسمى النظام أو العقل الحوفي، وهي تتحكم في العواطف والتصرفات الاجتماعية بشكل رئيسي، وفي الشم، وفي الذكريات.

" الطبقة الرابعة -هي اللحاء- وهي تحيط بكل الطبقات السابقة وهي التي تتحكم في التفكير والإدراك الراقي، ولها وظائف أخرى، وهي موجودة لدى الثدييات الراقية. وهي متطورة جداً لدى الإنسان.

ويمكن تشبيه هذه الطبقات الأربعة - أو هذه العقول الأربعة، بأربعة مراكز قيادة متدرجة من حيث قدرتها وتطورها على إدارة استجابات الإنسان، أوتشبيهها بأربعة معالجات تنظم وتنسق وتدير استجابات الإنسان، وهي تشارك جميعها في إدارة حياتنا.

وبلغة أسهل فإن للدماغ أربع مهام رئيسية هي:-

1. هو محطة عقل الجسد، أي أنه المدبر لشؤونه، فهو الذي يقوم بإعطاء الأوامر لأعضاءه بكيفية القيام بأعمالها، مثل القلب والرئتين والمعدة والغدد والخلايا وغيرها من أجهزة داخل الجسم.

2. فيه ذاكرة الإنسان والتي يتم تخزين كافة المعلومات بداخلها، سواءاً كانت صور أو أصوات أو روائح أو أطعمة (مذاقات) أو احاسيس أو كلمات أو حروف أو قواعد أو قوانين أو أي شكل آخر من المعلومات، والتي قد يحتاج إستخدامها والإستفادة منها في أمور حياتيه مستقبلية.

3. التخطيط وإعداد البرامج وردات الفعل للظروف الطارئة، حيث نتيجة تعلم الإنسان خلال حياته كيف عليه أن يتصرف ونتيجة التجارب السابقة التي تحدث مع الإنسان، ونتيجة خيارت الإنسان السابقة، وبناءاً على نتائج هذه الخيارات، يختزن الدماغ (خطط جاهزة) ليستخدمها بشكل سريع عند حدوث طارئ ما (الخبرة، أو سرعة ردة الفعل أو حتى المبادئ والقوانين)، فيكون تصرفه السريع أو ردة فعله مبرمجة سلفاً كخطة دفاعية أو هجومية طارئة.

4. التفكير أو العقل المكتسب، حيث يوفر الدماغ نتائج المقارنة بين جميع المعلومات المختزنة داخل خلايا الذاكرة فيه بطريقة بديعة وجميله، فمن أي جزء من المعلومة يصل لجميع المعلومات المرتبطة بها، سواء كانت (معلومات نصية) أو (صور) أو (أشكال هندسية أو عشوائية) أو (أصوات) أو (روائح) أو (أسماء) أو أي نوع آخر من المعلومات، فيوفر بذلك للإنسان أفضل إحتمالات حل المشكلة، أو أفضل إحتمالات القيام بمهمة ما.