الذاكرة عمل من أعمال الفؤاد

-----------------

يقول سبحانه وتعالى (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (القصص28: 10)، قال ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك وأبو عمران الجوني وأبو عبيدة: "فارغا" أي خاليا من ذكر كل شيء في الدنيا إلا من ذكر موسى!

وقال الحسن أيضا وابن إسحاق وابن زيد: "فارغا" من الوحي إذ أوحى إليها حين أمرت أن تلقيه في البحر، يقو عز وجل (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص28: 7) والعهد الذي عهده إليها أن يرده ويجعله من المرسلين...! فبعد أن ألقت ام موسى بابنها الرضيع في اليم أصيبت بصدمة، فقدت على أثرها ذاكرتها، واصبح فؤادها فارغا من الوعد الذي أخذته قبل أن تلقيه في اليم، فالفؤاد هنا معطل، بينما كان القلب صاحب اليد العليا في هذه القضية.