نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الخامسة والعشرون - للإنسان عقلان، عقل للجسد وهو الفؤاد وعقل للنفس وهو القلب

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة الخامسة والعشرون - للإنسان عقلان، عقل للجسد وهو الفؤاد وعقل للنفس وهو القلب

4444

تحميل

مطوية نبضات من تفسير الفاتحة 25

4180

جدد إيمانك بالله مع أساسيات الدين الإسلامي

4

 

للإنسان عقلان، عقل للجسد وهو الفؤاد وعقل للنفس وهو القلب

------------------------------------

أما عقل الجسد (الفؤاد) فهو الذي يقوم بإستقبال المعلومات والمعطيات من البيئة، فيستقبل الأصوات المتجمعة من الأذن، والصور المتجمعة من العين، والأحاسيس المتجمعة من الجلد، والمذاقات المتجمعة من اللسان والاسنان والأنف، والروائح المتجمعة من الأنف، وباقي الحواس التي تلكمنا عنا، يقوم بتجميعها وتحويلها لمعومات مفهومة أي واقع، يقول عز وجل في سورة الأنعام 6 - آية 113 (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ)، ويقول سورة النجم 53 - آية 11 (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)، ثم يقوم الفؤاد بإختزان هذه المعلومات في مكانها المناسب من خلايا الذاكرة في الدماغ، ثم يقوم بمقارنة هذه المعلومات الجديدة مع أرشيف طويل من المعلومات السابقة والمتخزنة لديه، ثم يقوم بجلب وإحضار كل ما له علاقة من معلومات سابقة مع المعلومة الجديدة مستفيداً بهذا من تجاربه وخبراته في حياته، ثم يقوم الفؤاد بإعداد مجموعة من الخطط التي من الممكن الإختيار من بينها ردة الفعل التي يمكن أن يستجيب بها على هذه المعلومة الجديدة، هنا يتوقف الفؤاد مؤقتاً لان دوره ينتهي هنا، فليس له الحق بإتخاذ القرار لطالما أن المسؤول الأول موجود، والمسؤول الأول في إتخاذ القرارات هو (القلب)، أي عقل (النفس)، فعلى الفؤاد أن يرسل كل ما توصل له للقلب، وإنتظار النتيجة، فتنتقل المعلومات والبيانات والخبرات والقرارات المحتملة لعقل النفس أي القلب، ويقوم القلب بدراسة الموضوع وإصدار قراره، وهذا القرار يعود في طريقه من النفس للجسد مرة أخرى، ويعود من جديد للفؤاد (عقل الجسد)، وما على العقل في هذه الحالة إلا التنفيذ حتى لو كان القرار الذي إتخذه القلب فيه تهلك للجسد، فالفؤاد ينفذ بدون أن يعترض.