الروح سبب حياة الجسد

--------------

الروح هي سبب الحياة وسرها وهي مصدر الحول والقوة وهي التي تمد الإنسان بالوعي، فالحياة موجودة ما دامت الروح موجودة، ولا تخرج الروح إلا بالموت، وهذا نعرفه من قصة خلق آدم عليه الصلاة والسلام، حيث عندما خلقه عز وجل نفخ فيه الروح من أعلى إلى أسفل، وبمجرد هبوط الروح لعقل آدم (علمه الله كل الأسماء)، وفي سورة البقرة الأية 31 يقول سبحانه وتعالى (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)، هبطت الروح إلى عيني فآدم، فأبصر آدم، ثم هبطت الروح إلى أذني آدم فسمع آدم، ثم هبطت الروح فوصلت أنف آدم فعطس آدم، وشم رائحة فواكه الجنة، ثم هبطت الروح لفم آدم فتكلم آدم، وعندما وصلت الروح لبطن آدم، جاع، فقام ليدخل الجنة يأكل من ثمارها، ولكن لم تكن الروح قد وصلت إلى رجليه، فوقع آدم وأنكب على وجهه، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء 37 (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ). فالروح هي سبب الحياة وبدون الروح لا توجد حياة، وكما لاحظنا فإن دخول الروح في كل عضو من أعضاء الجسد، يجعل الحياة تدب في هذا العضو، وبالمقابل فإن خروج الروح من الجسد، تجعل الحياة تخرج من هذه الأعضاء، ونستطيع أن نتصور أن الأعضاء آلات تحتاج للطاقة لكي تعمل، والروح هي هذه الطاعة التي تجعلها حية، وبدونها لا توجد حياة، وعندما يقبض ملك الموت الروح من أي إنسان يموت جسد الإنسان، وتموت أعضاء الجسد عضو بعد عضو، وأول أعضاء الجسد موتاً بعد خروج الروح (النظر)، لذلك نقوم بإغماض عيني الميت مباشرة بعد موته وقبل تحجرها، وأي حركة يتحركها عضو من أعضاء الجسد ليست حياة، إنما هي من قبيل الحركة الميكانكية الإعتيادية، كحركة كرة الثلج، ما تلبث أن تقف.