نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السادسة والعشرون - عند النوم تقبض النفس
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
نبضات من التفسير في سورة الفاتحة الحلقة السادسة والعشرون - عند النوم تقبض النفس |
4480 |
|
|
4181 |
||
|
|
|
4 |
عند النوم تقبض النفس
-------------
41. جاء في صحيح النسائي في حديث صحيح صححه الألباني عن أبو قتادة أنه قال (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله! قال: إني أخاف أن تناموا عن الصلاة. قال بلال: أنا أحفظكم: فاضطجعوا فناموا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته. فاستيقظ رسول الله، وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال أين ما قلت؟ قال: ما ألقيت على نومة مثلها قط، قال رسول الله: إن الله عز وجل قبض أرواحكم حين شاء، فردها حين شاء، قم يا بلال فأذن الناس بالصلاة. فقام بلال، فأذن، فتوضؤوا، يعني حين ارتفعت الشمس، ثم قام فصلى بهم).
42. جاء في سنن الترمذي في حديث حسن عن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعد فإذا اضطجع فليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين فإذا استيقظ فليقل الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره)؟
قلنا أن للنفس روح، وللجسد روح، لاحظ هنا قوله صلى الله عليه وسلم (فإن أمسكت نفسي)، فالنفس تقبض عند النوم، وقد يمسكها عز وجل وقد يرسلها وتعود للجسد، ثم لاحظ دعاء الرسول (رد علي روحي)، فالقبض كان للنفس أما الرد فكان للروح، وهذا يعني أولاً، أن النفس بها روح، وصفتها الروح، بل أعظم صفة لها هذه الروح التي بها، ثم ثانياً الجسد، حتى ولو كان فيه روح، لكن لا معنى للجسد ولا معنى للروح في الجسد بدون النفس وروح النفس، فعودة النفس وما بها من روح هي التي أعادت المعنى والقيمة للجسد وما به من روح، فكان رد صلى الله عليه وسلم أجمل ما يكون (الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره)، فالحمد والذكر والمعافى في الجسد تحتاج النفس وروحها. |