ماذا نقول لمن كفر / أنكر المهدي لأنه خلط بين آخر الزمان والساعة

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

ماذا نقول لمن كفر / أنكر المهدي لأنه خلط بين آخر الزمان والساعة

9004

آخر الزمان

12

 

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال رقم 9004

* ماذا نقول لمن كفر بالمهدي لأنه خلط بين آخر الزمان والساعة *

أخي الكريم،

يبدو لي أنه لقد أنك قد خلطت بين موضعين فجعلتهما موضوعا واحدا (آخر الزمان) (والساعة)، وهذا مما شوش أفكارك، طبعا ما تؤمن أنت به هو علاقتك وحدك بالله، فعليك أولا أن توضح ماهية وحقيقة العلاقة بينك وبين الله عز وجل وماهية وحقيقة العلاقة وبينك وبين الرسول صلى الله عليه وسلم،

" هل أنت مستعد لتصديق الله في كل ما قال؟ أم أنك تريد تصديق ما تعتقده أنت؟

" هل أنت مستعد لتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما قال؟ أم أنك تريد تصديق نفسك؟

" هذا هو أول الطريق.

فإن كان جوابك أنك تصدقه سبحانه وتعلى فيما جاء في كتابة، وأنك تصدقه صلى الله عليه وسلم فيما جاء في سنته الشريقة من أحاديث صحيحة وحسنة أو ما شابهها، عندها ننطلق للخطوة الثانية.

يأجوج ومأجوج

---------

يأجوج ومأجوج ذكروا في القرآن الكريم، ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا، وذكروا في الماضي مع ذي القرينين، وجاء ذكرهم أيضا في المستقبل:

- يقول عز وجل (قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم سَدّاً). الكهف 018: 094

- يقول عز وجل (حَتَّى إِذَا فُتِحَت يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ). الأنبياء 021: 096

المهدي

----

المهدي جاء ذكره في بعض الأحاديث الصحيحة، منها:

" في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم).

" في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة لهذه الأمة).

" وهناك أحاديث صحيحة صححها الحافظ ذكر فيها المهدي باسمه وبصفاته، منها ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تذهب -أو لا تنقضي- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).

" عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المهدي مني.. أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلا، كما ملئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين). رواه أبو داود والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

" عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة). رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.

" عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة). رواه أحمد وابن ماجه صححه أحمد شاكر والألباني.

" وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-). رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

هذه الأحاديث وغيرها كثير تفيد التواتر والعلم القطعي والإيمان الاعتقادي كما هو مدون في كتب العقائد، وبهذا لا يجوز للمسلم أن ينكر المهدي ولا بأي حال من الأحوال، ومن يفعل ذلك عالما عامدا متعمدا يخرج نفسه من ملة الإسلام.

الدجال

----

وفيه الكثير من الأحاديث الصحيحة، يكفيك أنك تذكره في دعائك في عقب كل صلاة، وتتعوذ منه.

فكيف لنا أن ننكر ما ذكر في القرآن وما ذكر في السنة، إن فعلنا أخرجنا أنفسنا من دائرة الإيمان وأدخلناها في دائرة الكفر. بعد التصديق يأتي (التوفيق) - فعله كما حدث معك تتناقض بعض الأمور بعضها مع بعض، والتناقض لا يعني إخراج الصحيح من دائرة الصحة أو التوقف عن الإيمان بصحته، التناقض يعني أن هناك خلل في شيء نفهمه وعلينا أن نبحث عن الإجابات الصحيحة، ولا ضير من الإستعانة فيمن يعلمه، وإسألوا أهل الذكر.

بعد التصديق يأتي التوفيق بين أمارات الساعة والساعة نفسها

وما يبدو لي أن التعارض حدث معك من موضوعين هما (الساعة) و (آخر الزمان)، فهذان موضوعان وليس موضوع واحد، أما الساعة فلا يعلمها إلا الله فهي من أمره ولا يجليها لوقتها إلا هو سبحانه وتعالى، أما آخر الزمان فهو (أمارات الساعة) وهذه يمكن تدارسها والبحث فيها، ولكن شرط تدارسها أن نتقن الإسلام والإيمان والإحسان، كي لا نقع فيما وقعت أنت فيه، (والمهدي) (ورجوع عيسى) من أمارات الساعة، وليس أنهما هما الساعة، يعني ظهور المهدي ونزول عيسى وإستحقاق الوعد الحق في زوال دولة بني إسرائيل ويأجوج ومأجوج وشروق الشمس من مغربها، كل هذه أمارات وإشارات من علامات الساعة، ولا زالت الساعة مبهمة غير معروفة، حتى أن كل المسلمين سيموتون ويقبضون قبل مجيء الساعة، ومن يتبقى على وجه الأرض هم الكفرة الذين (لا يعترفون بالساعة أصلا) الذين قال عنه عز وجل (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنيين)، لذلك فلن يعرف أحد متى الساعة، لا من المؤمنيين ولا من الكفار، وستأتي بغتة لأنها ستأتي فقط على الكفار ولن يكن هناك من المؤمنيين أحد ليقول هذه هي الساعة.

بارك الله فيكم وجعلكم ممن يستخدمهم عز وجل في خدمة الدين.

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير

أخوك: الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك