القحطاني

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

تحميل

القحطاني

9015

آخر الزمان

12

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سؤال رقم 9015 - ما هي ماهية شخصية القحطاني؟

الجواب:

أحاديث جاءت على ذكر القحطاني

" (لا تقومُ الساعةُ حتى يخرجَ رجلٌ من قحطانَ، يسوقُ الناسَ بعصاهُ)

- الراوي: أبو هريرة | المحد062B: البخاري | المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7117 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

- الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2910 | خلاصة حكم المحدث: صحيح

- الراوي: أبو هريرة | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7425 | خلاصة حكم المحدث: صحيح

" (لَيسوقَنَّ النَّاسَ القَحْطانيُّ بعَصاةٍ) الراوي: عبد الله بن عمر | المحدث: الطبراني | المصدر: المعجم الأوسط - الصفحة أو الرقم: 4/147 | خلاصة حكم المحدث: لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن أبي بكر إلا محمد بن إسحاق تفرد به سلمة بن الفضل

" (سيكونُ من بعدي خلفاءُ ومن بعدِ الخلفاءِ أمراءُ ومن بعدِ الأمراءِ ملوكٌ ومن بعدِ الملوكِ جبابرةٌ ثم يخرجُ رجلٌ من أهلِ بيتي يملأُ الأرضَ عدلًا كما مُلِئَت جورًا ثم يُؤمرُ القحطانيُّ فوالذي بعثني بالحقِّ ما هو دونَه) الراوي: جد قيس بن جابر الصدفي | المحدث: الهيثمي | المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/193 | خلاصة حكم المحدث: فيه جماعة لم أعرفهم وقد أورده الألباين في السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 3722

" (يكون بعد المَهْدِي القحطانيُّ، والذي بعثَني بالحقِّ ما هو دونَه) الراوي: جابر الصدفي | المحدث: ابن حجر العسقلاني | المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 631/6 | خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يخرج رجل من قحطان تدين له الناس بالطاعة، وتجتمع عليه، وذلك عند تغير الزمان، ولهذا ذكر البخاري حديثه في باب تغير الزمان، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة.

- قال القرطبي: قوله يسوق الناس بعصاه: كناية عن استقامة الناس وانعقادهم إليه واتفاقهم عليه، ولم يُرِد نفس العصا، وإنما ضرب بها مثلاً لطاعتهم له واستيلائه عليهم، إلا أن في ذكرها دليلاً على خشونته عليهم وعنفه بهم. قال الشيخ يوسف الوابل تعليقاً على كلام القرطبي: قلت: نعم سوقه للناس كناية عن طاعة الناس له ورضوخهم لأمره، إلا أن ما أشار إليه القرطبي من خشونته عليهم ليس بالنسبة للجميع كما يظهر من كلامه، بل إنما يقسو على أهل المعصية منهم، فهو رجل صالح يحكم بالعدل. ويؤيد ذلك ما نقله ابن حجر عن نعيم بن حماد أنه روى من وجه قوي عن عبد الله بن عمرو أنه ذكر الخلفاء ثم قال:"ورجل من قحطان كلهم صالح.

- واختلف هل القحطاني هو جهجاه أو غيره، ومال جمع من أهل العلم إلى أنهما ليسا شخصا واحدا، فإن القحطاني من الأحرار لأن نسبه إلى قحطان الذي تنتهي أنساب أهل اليمن من حمير وكندة وهمدان وغيرهم إليه، وأما الجهجاه فهو من الموالي ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد وصححه أحمد شاكر عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له: الجهجاه.

- قال ابن كثير في النهاية: يحتمل أن يكون هذا اسم ذي السويقتين الحبشي. اهـ.

- وقال ابن حجر في فتح الباري في الشرح لحديث: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ـ قال: قال القرطبي في التذكرة: قوله يسوق الناس بعصاه كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له... قال ولعله جهجاه المذكور في الحديث الآخر، وأصل الجهجاه الصياح، وهي صفة تناسب ذكر العصا، قلت ويرد هذا الاحتمال إطلاق كونه من قحطان فظاهره أنه من الأحرار وتقييده في جهجاه بأنه من الموالي وما تقدم أنه يكون بعد المهدي وعلى سيرته وأنه ليس دونه ثم وجدت في كتاب التيجان لابن هشام ما يعرف منه أن ثبت اسم القحطاني وسيرته وزمانه فذكر أن عمران بن عامر كان ملكا متوجا وكان كاهنا معمرا وأنه قال لأخيه عمرو بن عامر المعروف بمزيقيا لما حضرته الوفاة إن بلادكم ستخرب وإن لله في أهل اليمن سخطتين ورحمتين، فالسخطة الأولى هدم سد مأرب، وتخرب البلاد بسببه، والثانية غلبة الحبشة على أرض اليمن، والرحمة الأولى بعثة نبي من تهامة اسمه محمد يرسل بالرحمة ويغلب أهل الشرك، والثانية إذا خرب بيت الله يبعث الله رجلا يقال له شعيب بن صالح فيهلك من خربه ويخرجهم حتى لا يكون بالدنيا إيمان إلا بأرض اليمن. انتهى، وقد تقدم في الحج أن البيت يحج بعد خروج يأجوج ومأجوج وتقدم الجمع بينه وبين حديث: لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت وأن الكعبة يخربها ذو السويقتين من الحبشة ـ فينتظم من ذلك أن الحبشة إذا خربت البيت خرج عليهم القحطاني فأهلكهم وأن المؤمنين قبل ذلك يحجون في زمن عيسى بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم، وأن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين تبدأ بمن بقي بعد عيسى ويتأخر أهل اليمن بعدها، ويمكن أن يكون هذا مما يفسر به قوله: الإيمان يمان ـ أي يتأخر الإيمان بها بعد فقده من جميع الأرض، وقد أخرج مسلم حديث القحطاني عقب حديث تخريب الكعبة ذو السويقتين فلعله رمز إلى هذا... اهـ.

- عبارة "يسوق الناس بعصاه" جاءت من باب الكناية للإشارة إلى الملك؛ حيث شبه النبي صلى الله عليه وسلم القحطاني بالراعي وشبه رعيته بالغنم، ونكتة التشبيه التصرف الذي يملكه الراعي في الغنم، ويحتمل أنها كناية إلى تغلبه عليهم وانقيادهم له، ويكون المراد بالعصا الإشارة إلى خشونته وعسفه بهم، أو للدلالة على شدة عنفه وعدوانه.

- (لا تقومُ الساعةُ) هذه العلامة في أغلب الظن أنها لم تقع، ويراد بها الإشارة إلى ملك يتملك على الأمة في آخر الزمان، والقحطاني معروف بنسبته دون اسمه، وقد جوز القرطبي أن يكون الجهجاه هو نفسه القحطاني؛ لأن أصل كلمة الجهجاه من الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا في حديث القحطاني، وهذا الاحتمال ضعيف؛ لأنه جاء في رواية الترمذي التصريح بأن الجهجاه من الموالي، أما القحطاني فظاهر السياق أنه من الأحرار لإطلاق كونه من قحطان. انظر فتح الباري (6/631)؛ العدوي: الصحيح المسند (434)

- ليس في السياق ما يدل على صلاح هذا الملك أو فساده، بل كلا الأمرين يحتملهما النص، وإن كان ذكره كعلامة منفصلة يغلب جانب الصلاح على جانب الفساد، وإلا لا داعي لذكره كعلامة منفصلة، و لأُدرج ذكره ضمنا مع الأئمة المضلين، ويعزز ذلك بعض الآثار التي أوردها الطبراني و نعيم بن حماد والهيثمي. انظر الطبراني: المعجم الكبير (1/338) والأوسط (1/202)؛ وابن حماد برقم 1083 - 1084 (274) ومن الروايات التي أوردها: "يكون بعد الجبابرة رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا ثم القحطاني بعده والذي بعثني بالحق ما هو دونه" "يكون بعد المهدي القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه" حيث أشارت إلى أن القحطاني يملك بعد المهدي، وأنه يستن بسنته، ولا يكون أقل منه في الصلاح، وفي رواية أنه هو الذي يخوض الملاحم ووفق هذه الآثار يكون المراد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يسوق الناس بعصاه الإشارة إلى تملكه أمر الأمة، وكون ذكر القحطاني كعلامة مستقلة عن غيره من الأئمة الذين يحكمون الأمة يعزز مصداقية تلك الآثار؛ لأنه في مثل هذه الحالة لا بد أن يكون للقحطاني أثر واضح في حق الأمة، والأغلب أن هذا الأثر يكون في جانب الصلاح. وعلى فرض ثبوت هذه الآثار فإن القحطاني يملك في مرحلة عيسى صلى الله عليه وسلم، وقد يورد البعض إشكالاً هنا بقوله: كيف يملك القحطاني أو يسوق الناس بعصاه في عهد عيسى صلى الله عليه وسلم، والأمر إنما هو لعيسى صلى الله عليه وسلم، ويجاب على ذلك بأنه لا يمتنع أن يقيمه عيسى صلى الله عليه وسلم نائباً له، ويوكله بأمور مهمة تتعلق بأمر الأمة. وهذا الاحتمال وارد، بل يحتمل الأمر - كما سأبين في فصل المهدي - أن يكون نزول عيسى في زمن خليفة المهدي، وليس في زمن المهدي رضي الله عنه، ووفق هذه الآثار يحتمل أن يكون نزول عيسى صلى الله عليه وسلم في عهد القحطاني. ومحصلة الأمر أن كل ما ذكرت عبارة عن احتمالات، ولا يستبين لنا الحق في تصور هذه العلامة إلا حين وقوعها، إلا أن ما يجب معرفته هو أن ذكر هذه العلامة منفصلة على وجه الخصوص لا بد أن يكون له علاقة بأمر مفصلي هام في حق الأمة، وفي الأرجح أنه رجل صالح.

- أن يملك القحطاني بعد المهدي لا يمنع أن يكون القحطاني وزيرا له في حياته.

هذا والله أعلم وأعلم

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير - أخوكم: الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك